شجرة التين واحدة من الأشجار المباركة والتي ذكرت في الكتب السماوية ، وهي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان . وتعتبر هذه الشجرة إحدى أطول الأشجار المثمرة عمراً وشكلت مع الزيتون والعنب والنخيل أقدم مجموعة من النباتات التي قامت عليها زراعة البساتين في العالم القديم. وبسبب قيمتها الغذائية العالية وطعمها اللذيذ ما زالت زراعتها منتشرة الى حد كبير.
ويعتقد أن الموطن الأصلي للتين هو جنوب شبه جزيرة العرب ومنها انتشر إلي سوريا و شواطئ البحر المتوسط ثم انتقل إلي آسيا فالدول العربية حيث انتقل إلي اليونان و ايطاليا و تركيا وأسبانيا ثم جاء العرب وفتوحاتهم فأدخلوا الأصناف الفاخرة من التين والتي لم تكن معروفة من قبل ، وقد بدأ التوسع في زراعته خلال السنوات الأخيرة في مناطق الاستصلاح نظراً لتحمله النسبي لملوحة ماء الري وكذلك تحمله للجفاف و قلة المياه ولذلك فقد نجحت زراعته في المناطق الصحراوية.
التين المزروع في العالم يقسم إلى مجاميع رئيسية أهمها :
1- التين العادي :
وثماره تنضج بكريا بدون الحاجة إلى تلقيح وتقع تحت هذه المجموعة جميع أصناف التين المختلفة وتعطي أصناف هذه المجموعة محصولين الأول وهو البوني والثاني هو الرئيسي وكلاهما تعقد ثماره بكريا وتستخدم أغلب أصنافه في الإستهلاك الطازج إلا أن هناك أصناف جديدة استخدمت ثمارها في التجفيف .
2- التين الأزميرلي :
هو أحد مجامع التين الشهيرة في العالم وتستخدم ثمار التين الأزميرلي غالبا للتجفيف إلا أن ثماره لا تنمو دون تلقيح بحبوب لقاح ناتجة من أشجار ملقحة تنتمي إلى المجموعة التالية وهي مجموعة التين البري .
3- التين البري :
يحمل أزهارا مذكرة تنتج حبوب لقاح يتم نقلها بواسطة حشرة البلاستوفاجا إلى الأزهار المؤنثة لأشجار التين الأزميرلي فيتم التلقيح والعقد .
القيمة الغذائية للثمار :
لثمار التين قيمة غذائية عالية حيث إنها تحتوي علي نسبة عالية من الكالسيوم و كذلك الحديد و النحاس و لهذين العنصرين أهمية كبيرة في تجديد الدم ، كما تحتوي الثمار علي نسبة عالية من الكربوهيدرات كما أن لها أثراً مليناً بالإضافة إلي استعمالها طبياً في أمراض الصدر و الحلق و الجهاز التنفسي .
كما أن أوراق التين السلطاني تحتوي علي كميات كبيرة من مادتي السورالين و البرجايثين و لها أهمية كبيرة في علاج البهاق كما أن الأوراق و الأفرع تتميز بوجود إفراز لبني يكسب اللحوم مذاقاً و نكهة .
يحتوي كل 100 جم ثمار طازجة علي 50 وحدة حرارية ، 79 جرام ماء ، 11 جرام كربوهيدرات ، 1.5 جم بروتين ، واحد جرام دهون ، 1.7 جرام ألياف بالإضافة إلي أن الثمار غنية بفيتامينات أ ، ب ، ج .
الظروف البيئية المناسبة لزراعة التين :
<!--الجو المناسب :
يناسب أشجار التين مناطق الشتاء الدافئ حيث أن نمو الأشجار يتأثر بانخفاض درجة الحرارة عن 12-15° م . بينما تنمو جيداً في ظروف الشتاء الرطب و الرطب الحار الجاف كما أن سقوط الأمطار مع برودة الجو يسبب تشقق الثمار و تعفنها هذا يتوقف علي حالة الأشجار و عمرها و الصنف و ظروف المنطقة ، ويلاحظ أن الثمار النامية في المناطق الساحلية تكون أكبر حجماً عنها في المناطق الداخلية نظراً لتوفر الرطوبة الجوية و لذلك نجد أن أفضل المناطق لزراعة التين السلطاني هي المناطق الساحلية حيث ينمو بصورة جيدة بالمقارنة بالمناطق الأخرى و التي تتميز بانخفاض نسبة الرطوبة الجوية .
<!--التربة المناسبة :
ينمو التين في أنواع مختلفة من الأراضي علي أن تكون جيدة الصرف ، كما يمكن للأشجار أن تتحمل نسبياً الجفاف و الملوحة و بعض القلوية كما تتحمل الأشجار ارتفاع نسبة الكالسيوم بالتربة إلا أن نمو الأشجار يكون محدوداً و بالتالي يقل إثمارها بالمقارنة بالأراضي الصفراء الجيدة و الخالية من الأملاح .
الإكثار :
الإكثار البذري لا يستعمل من الناحية العملية و لذلك يعتبر الإكثار الخضري و هو الأكثر شيوعاً و يتم بعدة طرق .
العقل :
وهي أكثر الطرق انتشاراً و يتم تجهيز العقل أثناء التقليم الشتوي في ديسمبر و يناير من الأجزاء القاعدية لأفرع عمرها لا يقل عن سنة و تكون بطول 25 سم و سمك من 1-2 سم و تزرع عقب تجهيزها مباشرة و يمكن دفنها مقلوبة في خندق و تغطي بالتراب و تندي بالماء من حين لآخر حتى ميعاد الزراعة في مارس فتزرع علي خطوط في أراضي المشتل بين الخط و الآخر 60 سم و بين العقل و الأخرى 25 سم بحيث يظهر منها برعم واحد فوق سطح الأرض ثم تروي ريه غزيرة عقب الزراعة و توالي بالري المناسب لحين تكوين الجذور و نمو البراعم و بعد سنة تقريباً تنقل إلي الأرض المستديمة .
الترقيد :
يتم بواسطة دفن فرع سنة في الأرض أوائل الربيع فتنمو عليه نموات خضرية و تتكون الجذور . و بعد سنة تفصل هذه الأجزاء و تزرع كنباتات مستقلة .
التطعيم :
يستغرق وقتاً طويلا لإنتاج الشتلات المطعومة ويستخدم في حالة الأصناف ضعيفة الإكثار بالعقلة أو إذا أريد تغيير صنف بأخر ، وكذلك لاختيار أصول قوية تطعم عليها الأصناف الضعيفة كما في حالة استخدام أصول مقاومة للديدان الثعبانية في الأراضي الخفيفة و يجري إما بالعين في مايو أو بالقلم في فبراير إلي أخر مارس وقت سريان العصارة و يفضل طريقة التطعيم بالعين لارتفاع نسبة نجاحها و يراعي عدم إجرائه في أيام الحر الشديد حتى لا تتعرض الطعوم للجفاف
ساحة النقاش