محتويات الورقة :
<!--مقدمة .
<!--الخصائص السيكلوجية الطفل الأصم.
<!-- اكتساب اللغة لدى الطفل الأصم .
<!--إبداعات وتألق الصم عبر التاريخ (علماء ، فنانين) .
<!--دور الإعلام للنهوض بالطفل الأصم.
<!--المقترحات والتوصيات.
<!--المصادر والمراجع .
مقدمة : إن الأطفال الصم الذين امتحنهم الله عز وجل في واحده من اهم حواسهم يريدون منا ان نشعرهم بأهمية الإرادة والقدرة على التحدي والصبر والشجاعة في المواجهة وقهر العجز ، فتستحيل قواهم ومشاعرهم إلى قوة وبطولة وعطاء ، فيريدون منا ان نضع في اذهانهم وبين اعينهم الأمثلة والنماذج والقدوة الأمر الذي سيجعلهم يقدمون على الحياة بإبتسامة وأمل وتحدي وحب ...
الخصائص السيكلوجية الطفل الأصم :
إن العلاقة بين الإعاقة السمعية وجوانب النمو المختلفة لدى الطفل الأصم من الموضوعات ذات المجال الخاص نظراً لإختلاف مشكلات الصم وتباين سماتهم وبيئاتهم وثقافاتهم وإن المبدء الأساسي في تربية الطفل ونموه يتمثل في المحافظة على صحته على أعلى مستوى من الكفاءة ، فصحة الطفل تكمن في سمعه ، ولذا فحينما يصرخ الطفل الأصم فإنه يشعر بحركاته العضلية ولكنه لا يستطيع أن يسمع الصوت الذي يحدثه ، لذلك فإنه يفتقد نوعاً ما من المثيرات والشعور بالأمان ..
وأيضاً نلاحظ من ناحية اللغة أن القصور الحادث في اللغة لديهم يجعل هناك صعوبة في ترجمة الأفكار والمشاعر إلى عبارات وجمل مفهومة فالأصم يفكر أولاً فيما يريد التعبير عنه ثم تبدء الأصابع في التعبير عن ذلم من خلال الإشارات فالطفل العادي يفكر ويترجم ما لديه إلى الفاظ مسموعة ، بينما الأصم يحولها إلى اشارات مرئية .. والطفل العادي يحصل على المعلومات بواسطة الأذن ، اما الأصم فيحصل عليها عن طريق العين ..
فيظهر التأثير الحادث للإعاقة السمعية في النمو العقلي من خلال انعكاسه على الذكاء والقدرات العلمية ، إذ يكون الأصم متخلفاً بعامين ومرجع ذلك إما لظروف بيئية أو أسباب عضرية ، وعند المقارنة من حيث القدرات العقلية العامة نجد ان الفرق بين الطفل الأصم والعادي يقع نتيجة الحرمان من المثيرات والخبرات المتاحة ، وأن استجابات الطفل الأصم لإختبارات الذكاء والتي تتفق مع نوع إعاقته لا تختلف عن استجابات الطفل العادي السمع ..
لكن نلاحظ أن الطفل الأصم يعيش في قلق وإضطراب انفعالي بسبب وجوده في عالم صامت خال من الأصوات واللغة ، كما انه معزول عن الرابطة التي تربطه بالعالم الخارجي ، وهو في ذلك محروم من معاني الأصوات التي ترمز للحنان والعطف والتقدير ، مما يعمق مشاعر النقص والعجز لديه ولذلك يؤكد (جريجوري Gregory ) أنه يميل إلى العزلة والهروب من تحمل المسئولية ومن ثم يتسم الطفل الأصم باإضطراب النفسي والانفعالي كمرجع للإنطوائية ومن ثم يتضح لنا عدم شعور الطفل الأصم خلال طفولته بمعنى الحنان أو عطف الأمومة ومرجع ذلك إلى انه لا يسمع أصوات أمه بنغمات أثناء عنايتها به ، فلذلك فإنهم يعانون من الإحباط بسبب فقدهم لوسيلة الاتصال المتمثلة في اللغة نتيجة عدم فهم الآخرين لهم ، كمان ان احجام الطفل الأصم عن التعبير عن مشاعره بصدق وأمانة من الاسباب الرئيسية لتعرضه للقلق والصراع والاضرابات النفسية وزيادة النزعات العصبية ويؤدي به للشعور بالنقص وخيبة الأمل ؛ ولذلك فإن لديه عدم اتزان عاطفي بدرجة كبيرة إذا ما قورن بالعادي السمع وأنه أكثر انطواءا وعزلة وأقل حباً للسيطرة والإسراف في احلام اليقظة ويتسم ببعض من الصلابة والانقباض وبالإضافة إلى انه يتسم بالتشكك حيث يرون الآخرين يتكلمون بما لا يسمعون بما يجعلهم يظنون ان الأمر سوءا لهم وقد تبدو منهم استجابات عدوانية وفقاً لما يقدرونه من تشكك فيها .. ولهذا يميلون للإشباع المباشر لحاجاتهم بمعنى ان مطالبهم يجب أن تلبى بسرعة.
إبداعات وتألق الصم عبر التاريخ (علماء ، فنانين):
لقد وجد في التاريخ القديم والحديث أناس أثبتوا للبشرية جمعاء بأن الإصابة بعاهة أو أكثر ليست نهاية العالم، وأن الإرادة القوية مدعومة بالموهبة قد تجعل من صاحب عاهة بطل إنتاج يسبق الأصحاء بأشواط كثيرة، ومع ذلك لم يستطع الصمم أن يثني بعض ضحاياه من المضي قدماً في تيار الحياة الهائج، وكي يثبت هؤلاء المعاقون بأن الإنسان مجموعة رائعة من القدرات إن توقفت إحداها عن العمل لسبب ما عاوضت أخرى بوجود محرك الإيمان والإرادة والتصميم.
وكم يأخذنا العجب من أصم يطرق بابنا وقد أتقن القراءة والكتابة، والتهم من شتى أنواع الثقافات والعلوم الشيء الكثير، ومارس هوايات رياضية وفنية عديدة، وأنهى دراسة جامعية أو أتقن حرفة يدوية، وهو سعيد بما أنجز، فخور بما وصل إليه.
إن تصفح كتب التاريخ أو حتى مواقع على الشبكة الالكترونية تبرز لنا شخصيات كانت تعاني من الصمم، ولم يكن ذلك الأمر عائقاً لها من أن تترك بصمة واضحة في تطور الإنسانية جمعاء..
فمن أمثلتهم ( لودفيج فان بيتهوفن – ديفيد رايت – الكميت بن زيد الأسدي – محمد بن سيرين – مصطفى صادق الرافعي – هيلين كيلر – روبيرت جراند اينكن – جيلوم امونتوس – فريديرك بارنارد – روث بنيكت – شارل بونية – ديفيد جيميس – هاري لانج – دونالد كيد – هنيريتاسوان ليفيت – ليو ليسكيدوريوكس – جيورج تي دجيرتي – جون واركب – هارولد كون – آني جامب كانون – توماس ايديسون – الفنانة لويسيلا زوكوتي – الفنان الفلسطيني محمود المقيد – الشاب عبد اللطيف أبو هين ........) وغيرهم الكثير والكثير ممن أبدعو في مختلف مجالات الحياة سواء العلمية منها أو الادبية أو الفنية.
دور الإعلام للنهوض بالطفل الأصم:
من خلال ما تحدثت عنه سابقاً نرى أن للإعلام دوراً بارزاً جداً وفعال في للنهوض بالطفل الأصم .. فبإمكان الإعلام التغلب والقضاء على العزلة والإضرابات النفسية لدى الطفل الأصم من خلال الإهتمام به ونشر ما يمكن ان يستفيد به الطفل من مواد تعليمية يتم الاستفادة منها او مواد سلوكية أو ترفيهية وكل هذا عبر الوسائل المرئية كي يستقبلها بالجهاز الأساسي المستقبل لديه وهو الجهاز البصري من خلال العين .. فيمكن للإعلام بمختلف زواياه ان يسوق إليهم الأمثلة والنماذج المبدعة من الصم العظماء الذين وضعو بصمة في التاريخ كي يدخلو على الطفل الأصم الأمل والبهجة والإرادة والعزيمة وأيضاً مما سيكون له الأثر الواضح في تنمية ابداعاتهم ومشاركتهم في العديد من المجالات التي يشارك فيها اقرانهم الأسوياء ، وأيضاً تنمية ملكاتهم وقدراتهم وخيالهم واستمتاعهم بحياتهم ومساعدتهم أيضاً في إضافة الكثير إلى معارفهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والكمبيوتر ، مما يجعلهم يشعرون بمكانتهم واهميتهم في المجتمع ..
ويمكن للإعلام احتوائهم واستطلاع آرائهم قبل وأثناء وبعد أن يقدمو لهم ما يريدون وإعطائهم الفرصة في أن يقدمو عروضاً فنية موجهة للأسوياء من أجل العمل على اندماجهم في المجتمع بشكل فعال وفي اطار فني بهيج ، فالفن يجمل الحياة ويقلل قبحها ويقرب الأسوياء من المعاقين وينقل المشاعر والأحاسيس عبر جسر من المحبة بين القلوب ليتوحد الجميع ..
ويمكن أيضاً أن يكون للإعلام كبير الأثر عندما يقدم الإرشادات والندوات والنصائح لأهالي الصم مما يزيل الجهل الواقع في المجتمع عن الطفل الأصم ويزيل العزلة الإجتماعية التي ينحصر فيها الطفل الأصم .
المقترحات والتوصيات:
1- توجه الإعلام بمختلف طرقه لنشر مواد تعليمية مترجمة بلغة الإشارة وبشكل مبسط حيث يمكن ان يستفيد منه الطفل الأصم في العالم العربي .
2- ابراز الأشخاص العظماء من الصم الذين وضعو بصمة في التاريخ من العلماء والأدباء والفنانين من خلال وسائل الإعلام المختلفه وأيضاً في المواد التعليمية الدراسية ، مما سيغير مسار جيل بأكمله حيث اعطائهم كمية كبيرة من الإرادة والأمل والعزيمة والتحدي .
3- وضع مواد تثقيفية وترفيهية وفنية للأطفال الصم ومحاولة تقديمها فيما يتناسب مع الوسائل التعليمية التكنولوجية الحديثة كي يتواصل الطفل الأصم ويواكب أقرانه من الأطفال العاديين .
4- تسليط الضوء أكثر على مجتمع الصم وسيكلوجية الأصم في المجتمع من خلال الإعلام ومحاولة توعية المجتمع لإدماجهم داخل المجتمع وأيضاً الحث على تعلم لغتهم ونشرها في مختلف الأماكن .
بعض المصادر والمراجع المستخدمة :
<!--خصائص المعاقين سمعياً – دكتور محمد النوبي محمد علي – قسم الصحة النفسية كلية التربية جامعة الأزهر – فرع الدقهلية .
<!--اشهر المعوقين في العالم – زهير جمجوم – دار بن جزم .
<!--اكتساب اللغة لدى كل من الأطفال الصم والأطفال الأصحاء – دراسة مقارنة ترجمة وإعداد الباحث عمار شرقية حمص – سوريا .
ساحة النقاش