ذهبت الى الأرشيف لأرتشف لكم من القديم
لعلكم تستمتعون به وينال إعجابكم.
ويسعدني سماع آرائكم وتعليقاتكم لأستفيد منها.
اولياء عهد البيوت / الجزء الثالث ٠٧/ ١٠
بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
إخواني وأبنائي وأهل محبتي.
٠٥ / ٠٥/ ١٤٣٧ هـ.
وليّ عهد البيت - وأبو مُرَّة -
(الم. أحسب الناس أن يتركوا.
أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون.
ولقد فتنا الذين من قبلهم.
فليعلمن الله الذين صدقوا.
وليعلمن الكاذبين ... ) الآية
إذاً لابد من إمتحان ( قياس القدرات وتحديد المستوى ). ولله تعالى المثل الأعلى.
إلا أننا في معرض تأملنا في هذه الآية الكريمة وما ترشدنا إليه من أن المؤمنون يمتحنون في هذه الحياة الدنيا بالفتن لتأكيد صدق إيمانهم وقوة عقيدتهم وذلك بمواجهة الفتن سواءً بالخير أو بالشر.
فقد يفتن المؤمن بالخير اوالغنى او الصحة او الأمن اوالجاه وغيرها من متاع الدنيا وزينتها.
وقد تكون الفتن بالشر من فقر او مرض او خوف او ضعف وغيرها من المتاعب والأحزان.
ويمتحن المؤمن على قدر إيمانه ويثاب على قدر صبره وتحمله وتمسكه بشرع الله تعالى.
والبيت بكل أفراده بمافيهم او ربما في مقدمتهم وليّ عهد البيت هم في قاعة الإمتحان الكبرى
وعلى مدخل باب هذه القاعة يقف الشيطان ( أبو مُرَّة ) وبداخل القاعة تتجول النفس ( الأمارة بالسوء ) وفي أركان القاعة يقف أعوان الشيطان من الإنس والجن.
ودعونا نقترب من الأفراد الذين يؤدون الإمتحان وهم أولياء عهد البيوت ومن هم معهم من أفراد البيت والأسرة ونتفحص بعض من أوراق الأسئلة التي بين أيديهم ونحاول أيضاً الإطلاع على شيء من الإجابات التي يسطرونها في أوراق الإجابة.
وكذلك نتعرف على بعض الإجابات الغريبة والغير موفقة من بعضهم بسبب تدخل الشيطان وأعوانه من العبث بشيء من تفكيرهم والتشويش المتعمد عليهم لمحاولة إفشالهم وتفويت الفرص عليهم من إجتياز الإمتحان.
هذا وليّ عهد البيت والكل ينظر إليه بإكبار وإعجاب وهذا شيء جميل جداً ولا غبار عليه.
ولكن المشكلة.
الكل يتوقع منه الكمال وكأنه ليس بشر مثلهم من لحم ودم ينتابه ماينتاب بقية أفراد البيت من ساعات صفاء وأخرى معكرة المزاج.
وقد يخطيء وقد يغلط وقد يتأثر بمواقف ويتغير بأخرى.
لذلك هو في حاجة دائمة من الذين حوله للنصح والتوجيه والتكاتف معه لتحمل أعباء الحياة كلاً بقدر مايستطيع ويعرف وحسب مكانته منه.
ولكن بالتي هي أحسن.
لا يمنع أن نختلف معه ونزعل منه ويزعل منا ونشد مع بعض أحياناً ونرخي أخرى ولابأس من المناقشات وإبداء الرأي والمواجهة معه إذا تطلب الأمر ذلك.
ولكن يبقى الخلاف في إطار موضوع الخلاف فقط ولا يمتد الى بقية المواضيع التي يجب أن نفصلها عن موضوع الخلاف ونتصرف معها بطريقة عادية طبيعية وكأنه ليس هناك خلاف او سوء فهم او تعارض في وجهات النظر.
ولكن للأسف هنا يدخل أبو مُرَّة ليصور للجميع أن هذا الخلاف شخصي ويمس الكرامة الشخصية لهم ويحوله من اختلاف في وجهات النظر الى عمى النظر.
ومن موضوع معين مدار المشكلة الى مواضيع اخرى تمتد اليها الى ان تصل الى قطيعة الرحم كحل لموضوع الخلاف في حين أن قطعها قفل لأبواب كل الحلول بل إنه قفل لباب الله تعالى ورحمتة والعياذ بالله.
والآن نأخذ صوراً لبعض تلك المشاهد.
#. المشهد الأول.
هذه اخت كريمة قطعت الوصال بينها وبين أخيها الأكبر الذي هو وليّ عهد بيتهم وذلك بسبب أنه كان قاسي عليهم رغم أنهم أيتام.
في حين لا حظوا عليه أنه سهل ومتساهل من بناته الذين من صلبه.
وأخرى شكت من عمها الذي تولى ولاية عهد بيتهم بعد موت والدهم وتقول أنه كان شرسا جداً معها ولا تزال تذكر له مواقف عديدة من شدته عليها والقسوة عليها بعبارات جارحة أثناء الطفولة وحاول عرقلة زواجها من زوجها الذي اكتشفت أيضاً بعد الزواج انه متعب في التعامل معه وليست كما كانت تتوقعه في حين زوج ابنته للأخ الآخر لهذا الزوج.
وهي أيضاً قاطعة للرحم معه وتكن له الكره الشديد.
طبعاً هناك أمور اخرى عديدة في كلا القصتين لم أذكرها إختصاراً للوقت.
ولكن حقيقة ومع التمعن في القصتين نجد أن العامل المشترك بينهما هو.
أن وليّ لعهد البيت كان تحت المحك والتدقيق لتصرفات محسوبة عليه في التفرقة بين من هم في ولايته وبين بناته من زوجته.
طبعاً كان للشيطان دور كبير في إشعال الخلافات وتطورها كما ذكرنا من قبل وهذا عمله وواجبه وشغله الشاغل وقد قام به على مايرام وحقق مايريد من تشويش الأفكار وتصعيد الخلافات الى القطيعة الدائمة وهذا أعظم عمل يحرص عليه وقد وفق فيه فلا نملك إلا أن نقول له ( براڤوا أبو مُرَّة ).
وتعالوا نبعد عن القاعة قليلاً لننظر في ما قد يكون حقيقةً غفل عنها الوليّ ومن هم في ولايته.
١- من الممكن ان يكون الإنسان في بداية شبابه عنيفاً ثم لا يلبث بعد أن يرزق بالأبناء أن يتغير الى شيء من اللين والتقدير للأمور والتغاضي بعض الشيء.
ولكن تبقى الصورة القديمة في ذهن إخوانه او من تولى عليهم من قبل ومارس عليهم شيء من العنف تبقى الصورة الكاتمة في اذهانهم وتزداد عندما يقارنونها مع وضعه الجديد ولا يدركون انه تغير بل يفسرونها انها كانت قسوة منه خاصةً بهم.
ولم يدرك هو هذا الإحساس ولم يعي لأبعاد هذه المشكلة التي تطورت الى أن قصمت ظهر البعير كما يقول المثل.
٢- من الممكن أنه أيضاً عارض زواجها بسبب علمه أنه لم يكن مناسب لها وهذا ما كشفته الأيام بعد ذلك.
إلا أنه بسبب إنعدام التواصل الفعّال الجيد معهم ربما لإحساسه أنها لا تدرك ما يدركه هو او لربما خوفاً من غضب اهل الزوج من تصريحه لبيان عيوبه جعله يبدو غامضاً وغير صريح وجعل اصراره يبدو كنوع من العناد والتشدد الغير مبرر.
ومن هنا دخل الشيطان وقام بواجبه خير قيام وقضى على الأخضر واليابس بينهم وامتدت الأمور الى باقي نواحي الحياة لتعرقل مسيرة حياة أسرة لا زالت تتجرع مرارتها رغم طول السنين.
يجب ان نعرف انهم بشر وممكن نختلف معهم الى ابعد حد
ولكن في اطار كل مشكلة على حده ولا تصل الى القطيعة.
فلو كلما مرض فينا عضو قطعناه لما بقي فينا عضو.
علينا أن نعالج او حتى نقطع العضو المريض ولكن ليس كل الأعضاء للجسم تقطع بسبب عضو مريض.
وبالأخص الرحم.
اهلي وان بخلو علي كرام.
انا لا أبريء أحداً ولا نفسي.
ولكن.
مهما اختلفنا فيجب الا نلغي دور ولي العهد والا نقطع الرحم.
وعلينا أن نجعل الخلاف محصور في المشكلة فقط.
حتى لو وصلت القضية إلى المحاكم في موضوع معين.
فيجب الا نؤجج النار على باقي العلاقات.
والله أعلم.
عندها أدرك حكيم الزمان الآذان.
فأمسك عن الإفصاح والتبيان.
وإلى اللقاء القادم رعاكم الله تعالى. 💚
صديق بن صالح فارسي.
