<!--
<!--<!--<!--
شعراء منسيون من بلادي
الحلقة 2
ابراهيم الوائلي
( 1914 - 1988 )
سيرة الشاعر:
إبراهيم بن محمد الشهير بحرج الوائلي.
ولد بجزيرة الصقر (البصرة)، وتوفي في بغداد.
عاش حياته في العراق، وقضى فترة دراسته العالية في مصر.
درس على يد والده، وكانت له مكانة علمية في مدينة النجف.
عمل مدرساً بمدارس بغداد الأهلية، ثم سافر إلى مصر (1946) والتحق بكلية دار العلوم - جامعة فؤاد الأول (القاهرة) فحصل على درجة الليسانس، ثم الماجستير.
درَّس الأدب بجامعة بغداد حتى أحيل إلى التقاعد.
الإنتاج الشعري:
- له «ديوان الوائلي» في جزأين، صدرا عن وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية، الأول عام 1981 والثاني 1982.
الأعمال الأخرى:
- من أعماله «الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر» - مطبعة العاني - بغداد 1961 ، و «لغة الشعر العراقي في القرن التاسع عشر» - مطبعة الإرشاد - بغداد 1965، و«ثورة العشرين في الشعر العراقي» - مطبعة الإيمان - بغداد 1968، و«اضطراب الكلم عند الزهاوي» - مطبعة الإيمان - بغداد 1971 ، و«من أغلاط المثقفين» - دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2000 - تحقيق وتقديم د. ناهي إبراهيم العبيدي، وحسن مصطاف فرحان.
أما أطروحته للدكتوراه بعنوان: التطور والتجديد في الشعر العراقي من سنة 1900 إلى 1939 فلم تناقش، ولم تنشر.
مصادر الدراسة:
1 - جعفر صادق التميمي: معجم الشعراء العراقيين المتوفين في العصر الحديث ولهم ديوان مطبوع - شركة المعرفة - بغداد 1991.
2 - حميد المطبعي: إبراهيم الوائلي - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1988.
2 - علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ1) - المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
3 - كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرن التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969.
لم تكن في القرية مدرسة ولا البصرة قريبة منا لتسهيل الدراسة فيها لذلك كلف والدي أحد قراء القرآن وكان أسمه عمران الحلو
وكان الوائلي خلال هذه الحقبة رقيقا لوالده في حله وترحاله بين النجف والبصرة والغراف.
في اوائل الثلاثينات فتحت في القرية مدرسة ابتدائية وقبلته فيها الطلب في الصف الخامس الابتدائي الا أن واده سرعان ما اخرجه منها لانه كان يريد له ان يكون رجل دين لا موظفا في احدى دوائر الدولة.
وعاود حلقات الدراسة في النجف فكان يحضر البحث الخارجي تحت منبر الشيخ كاشف الغطاء هو ومحمد شرارة وحسين مروة وظل بين البصرة والنجف حتى عام 1940.
في الثلاثينات اتصل الوائلي في النجق وبحكم البيئة بكثير من الادباء والشعراء من خلال جمعية الرابطة التي تاسست عام 1933 وجمعية منتدى النشر التي تاسست بعدها بقليل التي انتمى اليها في ذلك الوقت بطلب من ادارتها.
اثناء هذه الحقبة اقبل الوائلي على دراسة العروض وحفظ الشعر حتى أنه حفظ اغلب شعر المتنبي واكثر من نصف حماسة ابي تمام.
حتى اذا ما توفى الملك فيصل الاول ذهبت لان انشد شيئا في تابينه في الحفل الذي اقيم في النجف وقتذاك فانشدت مرثاتي وكانت على هيئة رباعيات ومطلعها:
كم لهذا الزمان من عشرات
ولكم للمنون من فتكات
فكانت اول قصيدة عرفت لي في محافل النجف واذكر انها استحسنت.
الوائلي الصحفي
ولما ادركت الوائلي حرفة الشعر والادب ادركته حرفة الصحافة فبدأ لا يدري الا انه سرعان ما درى ذلك ووهي.. اول اتصاله بالصحافة كان عام 1934 حين نشر في جريدة الراعي التي كان يصدرها الاستاذ القاص جعفر الخليلي قصيدة في وصف الطبيعة مطلعها:
نغمات الطيور في الاوكار
علمتني روائع الاشعار
ثم تلت هذه القصيدة ست قصائد اخرى وكان أحد هذا النشر بداية معرفته بالاستاذ الخليلي واحتفت الراعي بعد اربعين عددا اذا اغلقت لجراتها في نقد الحكم وقتذاك بعدها بقليل اصدر الخليلي الهاتف فكان ان توثقت علاقته بالصحافة.
وصدرت الهاتف فكنت انشر فيها باستمرار وكانت جريدة ادبية اسبوعية تصدر صباح كل جمعة وكثر كتابها وشعراؤها اذكر منهم ذنون ايوب، عبد المجيد لطفي، محمد شرارة، حسين مروة، احمد الصافي النجفي، محمد جمال الهاشمي، والشاعر المعروف مرتضى فرج الله..
اما كتابها من لبنان فاذكر منهم اسكندر حريق وفرحان حمادة ونايف نصر والطبيب رشيد معتوق.
حررت في جريدة الهاتف من سنة 1935 حتى اواخر 1939 وكان الخليلي صاحبها يسافر الى لبنان في الصيف فاكون انا محله في تنظيم الجريدة وتبويبها والاشراف عليها واحيانا كتابة الافتتاحية الى ان يعود الخليلي من لبنان.
وانتقل الخليلي الى بغداد فامسك الوائلي من النشر في جريدته التي اصدرها في بغداد وانظم الى مجلة الغري التي كان يصدرها وقتذاك شيخ العراقيين واشرف على اصدار اعدادها الاولى عام 1939 وسرعان ما تركها الا أنه نشر فيها فيما بعد بعض القصائد والمقالات.
الوائلي والاذاعة:
صيف عام 1940 طلبت الاذاعة من استاذنا الوائلي ان يشارك في بعض نشاطاتها ضمن دائرة اهتماماته وتخصصه فنظم قصيدة وارسلها فطلب اليه الحضور لانشادها فحضر وانشدها وكانت تلك اول صلة له بالاذاعة.
يقول: وفي الليلة الثانية كنت اجلس في مقهى بجانب الكرخ فجاء الجواهري يسال عني وعرفته وعرفني وكان هذا اول مهدي به.. فاخذ القصيدة التي انشدتها في دار الاذاعة ونشرها في اليوم الثاني في جريدة الراي العام بعد ان كتب لها مقدمة رائعة.. ومن الظريف ان الاجر الذي دفعته الاذاعة لي لقاء تلك القصيدة كان ديناراً واحدا.
كانت هذه القصيدة فاتحة علاقة بالاذاعة امتدت ما يقارب السنتين واقتصرت على الشعر فقط، فقد ساهم في مهرجان الطيران العسكري ومهرجان الجيش عام 1940 وفي مناسبات أخرى.. وكان ما ينشده من دار الاذاعة ينشر في الصحف مما اعان على أن يكون معروفا في اوساط بغداد الصحفية والادبية.
وفي ذلك الوقت صادفني في بغداد كثير من المعارف ممن لنا علاقات بهم فرجحوا لي ان امارس مهنة التدريس ووافقت وصدر لي امر التعيين في بداية السنة الدراسية لعام 1940-1941 وعينت مدرسا للغة العربية في مدرسة اعدادية اهلية وعندها اشار على الاصدقاء ان أطرح العمة والجبة واستبدلهما بالسترة والبنطلون فاستعنت بخبرة صديقي الدكتور المخزومي في الانتقاء والشراء فطرحتهما الى حيث لا رجعة وباشرت التدريس واذكر ان واحد من المغتشين مشرف تربوي كان قد زارني واستحسن في مادتي واسلوبي فسألني عن راتبي وكان اثني عشر دينار فعجب وكتب الى وزارة المعارف وقتذاك بطلب زيادته.
ولم تنقطع صلة الوائلي بالاذاعة ولا بالهاتف والغري في النجف ولا بصحف بغداد خلال عمله في التدريس بل استمر في انشر على ان صلته بالجواهري وبجريته الراي العام قد توقفت خلال هذه الفترة.
الوائلي الاستاذ
صيف عام 1945 قدم الاستاذ الوائلي طلبا الى جامعة القاهرة فؤاد الاول سابقا للدراسة فيها والحصول على الليسانس في اللغة العربية فقبل في كلية العلوم فغادر بغداد بصحبة الاستاذين عبد الحميد الراضي وعبد الرضا صادق اللذين قبلا هما الاخران معه فمكث فيها اربع سنوات حصل بعدها على الليسانس بدرجة جيد جدا فالتحق على الفور بقسم الدراسات العليا وبعد فترة حصل على الماجستير عن رسالته الشعر السياسي في القرن التاسع عشر كجزء من متطلبات الماجستير والتي طبعت مرتين.
يتحدث الاستاذ الوائلي عن حياته في القاهرة فيقول:
اثناء وجودي في القاهرة اتصلت بالكثير من الادباء والصحفيين ولا سيما المرحوم الاستاذ احمد حسن الزيات الذي نشر لي قصائد كثيرة في مجلة الرسالة قد تكون معظم ما نظمته هناك.. في القاهرة نشرت كذلك في مجلة الفجر الجديد التي كان يصدرها احمد رشدي صالح وفي الفكر الجديد التي كان يصدرها السيد قطب وكان من اصدقائي الاعزاء قبل ان يدخل في محيط الاخوان المسلمين وكانت لي صلة طيبة بحزب الوفد المصري وقد نشروا لي في صحفهم بعض المقالات ضد معاهدة بروتسموث كجريدة البلاد وصوت الامة وجريدة الكتلة التي كان يصدرها مكرم عبيد.
وكانت لي صلة طيبة بالدكتور زكي مبارك وقد دارت بيني وبينه مساجلات على صفحات جريدة البلاغ.
مؤلفات الوائلي:
لم ينشر الوائلي من شعره اي ديوان رغم كون معظم شعره منشورا في الصحف ويقول أنه قد جمعه وهو ينتظر من ينشره.
له ثلاثة مولفات الشعر السياسي في القرن التاسع عشر وقد طبع مرتين وثورة العشرين في الشعر العراقي واضطراب الكلم عند الزهاوي وله من البحوث حرب طرابلس واثرها في الشعر العراقي والشعر العراقي في القرن التاسع عشر ومنزلته من الشعر في مصر والشام ولغة الشعر العراقي في القرن التاسع عشر ومن لفيط الى البازجي وهو بحث قومي والتجديد في الادب معناه وتطوره عدا هذا مقالات كثيرة في التراجم والنقد ولديه الان دراسات وبحوث معيئة للنشر ومنها التراث العربي وأثره في شعراء القرن الماضي.
المصدر مجلة نبراس الذاكرة العدد الصادر في 27-10-2012