كنا قد بينا في مقال سابق بعضا من طقوس جماعة عبدة الشيطان المنحرفة والشاذة فكراً وسلوكاً، ونحاول في مقالنا هذا أن نكمل الحديث فيما بقي عند هذه الجماعة من طقوس شيطانية يتقربون بها إلى إبليس الرجيم . وفي مقدمة تلك الطقوس :
السحر
وهو من أشد ما يعتني به عبدة الشيطان، ولا سيما قادتهم ورؤسائهم، إذ أنهم يعتقدون أن السحر هو السبيل لجلب النفع ودفع الضر ، وهو في نفس الوقت يضفي عليهم نوعا من الهالة والعظمة أمام أتباعهم .
الموسيقى طقس من طقوس عبدة الشيطان
وهي السلاح الأكثر فعالية في استقطاب الشباب والتأثير على أفكارهم وسلوكياتهم، فالموسيقى كما يقول صاحب كتاب عبدة الشيطان " البنعلي " " هي الجسر الراقص الذي تعبر من خلاله تلك الأفكار إلينا "، فهم مع حرصهم على اختيار نوع من الموسيقى ذات الصخب العالي التي تصم الآذان ، يحرصون على خلطها بأغانٍ تنشر أفكارهم وتدعوا إليها ، واسمع إلى بعض ما يرددونه في أغانيهم لتعلم حجم الضلال الذي يمكن أن يصل إلى الناس من وراء هذا البلاء : " أيها الشيطان ..... خذ روحي .... ويا غضب الإله دنسها بالخطيئة وباركها بالنار ... لا بد أن أموت ..... الانتحار ..... الانتحار .... لابد أن أموت " هذه كلمات بعض الأغاني، التي تغنى بموسيقى ( الهفي ميتال ) أو ( الهارد روك ) في حفل عام، وأمام عشرات الألوف من الشباب أكثرهم من المراهقين .
والموسيقى عند عبدة الشيطان وسيلة لتعطيل الحواس البشرية، ونوع من أنواع التخدير العقلي، حتى تُقبل أفكارهم دون تمعن أو تفكر .
الجنس في طقوس عبدة الشيطان
مبدأ عبدة الشيطان قائم في الأساس على الإغراق في الشهوات، لأن الارتقاء في نظرهم لا يتأتى إلا من خلال الانغماس في الخطايا والمحرمات، لذلك تكثر في طقوسهم واحتفالاتهم الممارسات الجنسية الشاذة والغريبة من سحاق ولواط وما إلى ذلك .
ويحرص عبدة الشيطان على تحريض أتباعهم على ارتكاب الفواحش والموبقات، وكلما كانت الفاحشة أعظم كانت أحظ وأكثر تقربا إلى إبليس لعنه الله . فعلى سبيل المثال يذكر الكاهن الشيطاني "لافيه" : " أنه لا يحق لفرد أو مجتمع أو دين أن يضع حدا للرغبات الجنسية، لأن كل إنسان يختلف عن الآخر في كيفية ومدى إشباع هذه الرغبة "، بهذا المنطق المعكوس يدعو هذا الشيطان إلى الانحلال والتفسخ الخلقي، بدعوى الحرية واحترام خصوصية كل شخص في ممارسة رغبته الجنسية كيف شاء، وهو منطق يدل على قلة عقل هذا الشيطان، فالأديان السماوية جاءت لتنظيم حياة الناس والحيلولة دون تحولها إلى حياة بهيمية بعيدة عن منطق العقل والفطرة، فإطلاق العنان للشهوات والرغبات دون قيد من دين أو عرف مؤذن بفساد عظيم وإنحلال مقيت .
جريمة جنسية شيطانية
يذكر الكاتب "يوسف البنعلي" قصة حدثت في أمريكا وتناقلتها الصحف عن أربع فتيات ، اغتصبن من قبل عبدة الشيطان، تقول إحدى هؤلاء الفتيات : " اُسْتُدرجن إلى حفلة من حفلات عبدة الشيطان، في وسط غابة بجانب بيت مهجور، وعندما كانت السيارة تسير وسط الغابة، تملكنا شيء من الخوف، لكننا حاولنا إخفاءه، وعند وصولنا إلى المنزل شاهدنا حشداً من الرجال والنساء، يرقصون ويغنون حول نار مشتعلة، وهم شبه عراة، ثم أجبرنا على شرب الفودكا، واستنشاق نوع من المخدرات .
بعد ذلك طرحنا أرضا بالقرب من النار وجردنا من جميع ملابسنا ، ثم وقف أحدهم وسكب على أجسادنا بولا آدميا ودما ، وصاح قائلا : في سبيلك أيها الشيطان العظيم "!!.
بعد ذلك - والحديث ما زال للفتاة - قام عبدة الشيطان باغتصابنا، حتى إذا قضوا وطرهم عصبوا أعيننا وألقونا في إحدى شوارع المدينة "
إذا كانت هذه هي بعض جرائم أو طقوس تلك الجماعة المنحرفة الضالة، فكيف يجوز في قانون العقل فضلا عن قانون الشرع أن يسمح لهم بإنشاء كنائسهم، ونشر أغانيهم، وبث سمومهم .
أي انحطاط أصاب البشرية، وأي فكر سفيه ساذج يحكمها، عندما تسمح بهذه القاذورات الفكرية أن تتنفس الهواء، وأن تعيش في حرية مزعومة، تُفسد فيها العقول والأبدان، وتُعتدى فيها على الأعراض والأنفس والأموال .
إن من يتأمل هذه الجماعة بتركيبها وتنظيمها وسلوكها، يكاد يجزم أن ثمة أيد خفية ، تعبث بها وتسيرها ، أيد جعلت جل همها إفساد الشعوب والأمم ، حتى تستطيع السيطرة على ثرواتها ومقدراتها .
وكلمة أخيرة في نهاية هذا المقال نقولها لكل مسلم : إذا كان هؤلاء أقبح خلق الله، وأشدهم ضلالا يجالدون ويناضلون لنشر أفكارهم السوداوية، فكيف بالمسلم صاحب النور والهدى، كيف له أن يقعد عن نشر دينه وتبليغه، خاصة في تلك المجتمعات التي غاب عنها نور الوحي الإلهي، فعاشت في ظلمة الحياة المادية القاسية التي خنقت الروح، وحولت الإنسان إلى آلة صماء دون هدف يقصد، أو غاية تبتغى سوى إشباع حاجات الجسد، ومن كانت هذه حاله فهو أحوج ما يكون إلى نور الإسلام وهديه، وفقنا الله والمسلمين للدعوة إلى دينه والعمل به، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين .
ساحة النقاش