أبو سيرين الشافعى

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَة والمَوْعِظَة الحسنة

كنا قد ذكرنا في مقال سابق بعض أوجه التحريف في التوراة ، والتي تدل دلالة قطعية على جناية اليهود على كتاب ربهم ، وعبثهم به ، ونحن على قناعة تامة أن المرء إذا نظر إلى ما سقناه وما سنسوقه من أمثلة من واقع التوراة نفسها ، إذا نظر إليها بعين الإنصاف والموضوعية فليس أمامه إلا أن يسلم بوقوع التحريف فيها ، ولا شك عندنا أنه سيشعر بالضجر والاشمئزاز عندما يقرأ تحريفاتهم في الله عز وجل ورسله من الطعن ونسبة النقص إليهم ، في دلالة صريحة على ما يعتلج في نفوسهم المريضة من قلة التعظيم والإجلال لأنبياء ورسله ، والآن فلنسق بعض الأمثلة حتى يتبين لنا صحة ما ذكرنا ، فمن ذلك : أولا : نسبة النقص والفواحش لأنبياء الله ورسله : وينبغي أن نذكر الآن ما جاء في التوراة مما ينزه عنه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام : 1- زعموا أن نوحا عليه السلام شرب الخمر وتعرى ، فقد جاء في سفر التكوين ( 9/20) : ( وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر وتعرى داخل خبائه ) . قبح الله اليهود ، أي تعظيم في قلوبهم لأنبياء الله ورسله ؟!!، حيث ينسبون إليهم القبائح التي يتنزه عنها الصالحون فضلا عن الأنبياء والمرسلين . 2- ومن ذلك ما جاء في سفر التكوين - الإصحاح التاسع عشر - ( عن لوط عليه السلام أنه سكن وابنتاه في غار ، فقالت ابنته الكبرى للصغرى : قد شاخ أبونا ، وليس على الأرض رجل يدخل علينا ، فلنسقي أبانا الخمر ، ونضطجع معه في مضجعه ، ففعلتا ، وحملتا منه بولدين موآب وعمون ) فانظر إلى صورة الأنبياء في كتب اليهود ، قبحهم الله. 3- جاء في سفر صموئيل الثاني : ( أن داود عليه السلام اطلع من قصره فرأى امرأة من نساء المؤمنين تغتسل في دارها ، فعشقها ، وبعث إليها فحبسها أياما حتى حبلت - تعالى الله أن يكون ذلك من رسله - ، ثم ردها ، وكان زوجها يسمى أوريا غائبا في العسكر ، ولما علمت المرأة بالحمل أرسلت تعلم داود عليه السلام به ، فبعث داود إلى يوآب بن صوريا قائده على العسكر ، يأمره أن يبعث إليه بأوريا زوج المرأة ، فجاء فصنع له طعاما وخمراً حتى سكر ، وأمره بالانصراف إلى أهله ليواقعها ، فينسب الحمل إليه ، ففهم الأمر أوريا وتخابث فلم يمش إلى أهله ، وقال : حاشى لله أن يكون الملك هنا دون أهله ، وأمشى أنا إلى أهلي ، فلما يئس داود منه رده إلى العسكر ، وكتب إلى القائد أن يبعث به في القتال مستقتلا له ، فبعث به وقتل أوريا ، فسر بموته داود عليه السلام ) فانظر إلى هذه الجريمة النكراء التي تنسبها يهود إلى داود عليه السلام ، اطلاع على العورات ، وهتك للأعراض ، وسكر ، وقتل ، ماذا أبقوا من خصال الفساق والمجرمين لم ينسبوه لنبي الله داود عليه السلام ، فالله المستعان . 4- ومن أفضح ما كتبوا في توراتهم عن سليمان بن داود عليهما السلام أنه ختم عمره بعبادة الأصنام والسحر وتركت نساؤه دينه - كذبوا قاتلهم الله أنى يؤفكون - ، وقد نزه الله نبيه سليمان عن مقالة اليهود واتهامهم له ، فقال سبحانه : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } ( البقرة: من الآية102) . ثانياً: إثبات الزيادة في التوراة : يزعم اليهود أن ما في التوراة هو كلام الله الخالص ليس فيه زيادة ولا نقصان ، ولكن بمجرد أن يتصفح المرء التوراة فإنه يتبين له كذب ادعاء اليهود وتزييفهم ، فكثيرا ما يجيء فيها : وكلم الرب موسى ، وقال له : اقبض حساب بني جرشون ، وكلم الرب موسى ، وقال له : كلم بني إسرائيل ومثل هذا كثير ، وهذا يدلك أنه ليس مما قاله الرب جل ذكره لموسى ، ولا مما قاله موسى لهم ، وإنما هو شيء حكي عنه بعد موته ، وأضيف الى كلام الله ، وإذا جاز مثل هذا جاز أن يكون جزء من التوراة مغيراً ومبدلا وليس من كلام الله ، ولا من كلام موسى . هذه هي التوراة ، تكاد تفصح لقارئيها عن تحريفها ، فأي فرق وأي تباين بين التعظيم والإجلال الذي يملأ كتاب الله جل وعلا - القرآن - ، وبين ما في التوراة من الهزء والمسبة لله ورسله . إن التوراة في كثير من نصوصها تعكس - في دلالة قاطعة - شخصية اليهود المتمردة ، المستهترة بكل القيم والمبادئ ، الشخصية التي لم تعظم أحدا حتى الله ورسله ، ولكنها عظمت نفسها ، وأعلت من شأنها فهم شعب الله المختار ، ولكن الله يتعب ويجهل ويظلم ، هم شعب الله المختار ، ولكن الأنبياء يسكرون ويزنون ويقتلون وكأنهم من فساق البشر وفجارهم، هؤلاء هم اليهود الذين اعتنى الله بذكر صفاتهم حتى تعتبر بهم أمة الإسلام فلا تسلك طريقهم ، وحتى تعرف السبل الصحيحة للتعامل معهم .

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2011 بواسطة al3llama

ساحة النقاش

أبوسيــــــــــــرين الشافعـــــــــــــى

al3llama
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

130,610