علام تحز في قلبي
بحقِّ اللهِ دع عنكَ الملاما
علام تحزُّ في قلبي علاما
كأنَّكَ ما علمتَ اليومَ أمري
ولا أبصرتَ في وجهي السقاما
ولا أدركتَ ما بي من عناءٍ
منَ الدنيا فأكثرتَ الكلاما
تعيدُ عليَّ أمجادا ًتلاشت
لشعب ٍذاقَ آلاماً جساما
تمزِّقه ُالرماحُ بليلِ بؤسٍ
فلا يسطيعُ من موتٍ قياما
وكم تأتيه ِأسيافٌ بحتفٍ
إذا صدَّ الأسنةَ والسهاما
ففي سكرٍ تراهُ بكلِّ حينٍ
ولا يصحو إذاً إلا لماما
فتأكلُهُ الوحوشُ بكل ِّلؤم ٍ
ولا عتبى لمن صحبَ اللئاما
يعادي كلَّ إخوتِهِ بمكر ٍ
وبالأعداءِ قد يفنى هياما
فلا والله لا يلقى فلاحا
إذا بقيَ الخنوعُ به ِوداما
ولا يهنا بعيشٍ فيهِ عزٌ
ولا يُرضي أوائلَه الكراما
فكم بلدٍ مهدَّمةٍ تعاني
وترجو من مُهدّمها السلاما
فيتركُها كمثلِ ديارِ لوطٍ
وقد خرّت مُمزقة ًحطاما
ويصبحُ أهلُها في كلِّ أرض
بلا وطنٍ وقد سكنوا الخياما
ألا أقصر فلسنا غيرَ شؤم ٍ
ولم ننلِ المقاصدَ و المراما
وإن سألوكَ يوماً في كلام ٍ
فقل قد صُمت ُعن بوحي صياما
عسى تأتيكَ بشرىً من قدير ٍ
أنِ انهض قد وهبتُ لكَ الغلاما
إذا أحببتَهُ يهديكَ نصرا ً
وفي أعدائِه ِيسعى انتقاما
فأعطيهِ الولايةَ يومَ صدقٍ
تنل منهُ انتصافاً واحتراما
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا