أخلاق

ألا إنّي كبرتُ عن التصَابي 
ووقتُ العشق ِقد أضحى بعيدا

فغضّي الطرفَ عمّن باتَ يُومِي 
بطرفٍ ناعسٍ يأبى الرقودا

وقلبٍ مُتعبٍ أغضى بصدٍّ 
فأتعبَني وقد أبدى الصدودا

فهل يُجدي التصبُّرُ من سقيم ٍ
أحالَ الوقتُ هيكلَهُ وقودا

ألا يا قلب ُإنَّ الصبرَ كنز ٌ
و بؤساً للذي لطمَ الخدودا

فلُذ بالصدقِ إنَّ الصدقَ عزم ٌ
أذابَ الصخر أو فلّ الحديدا

وقولُ الحق ِّأرجى من خداع ٍ
فقل يا صاحبي قولاً سديدا

ونشرُ الحبِّ بينَ الناس ِيودي 
لمنفعة ٍ فقد نفعَ الجدودا

وإطعامُ الطعامِ بيومِ قحطٍ 
هداك َلأن تَعزَّ و أن تسودا

فكن جَلداً إذا أضناكَ ضر ٌّ
وأرهقَك َالزمان ُبهِ صعودا

ولا تقبل بأن تبقى ذليلا ً
لمن خلاّك في البلوى وحيدا

وعش بينَ الأنام بثوبِ عز ٍّ
ولا ترضَ المهانةَ والجحودا

ودع عنكَ المسير َبدربِ شؤمٍ 
ولا تتبع أخا جهلٍ عنيدا

ولا تصحب حقير َالقومِ يوما ً
فيوردَكَ الردى حتماً ورودا

فمن صحبَ السفيه َلذات ِأمر ٍ
كمن صحبَ النعامةَ والقرودا

فحاذر أن تمرَّ بأرضِ قوم ٍ
يرونَكَ بينهم خصما ًلدودا

وعش بينَ الأنامِ وحيد َقومٍ 
يروك َمميّزاً قرماً فريدا

ولا تضعف لنائبةِ الليالي 
إذا حلّت وكن صلباً شديدا

وإن بذرَ الأنامُ الدرب َشوكاً 
فلا تعجل لهم وازرع ورودا

وإن هدموا جدارَكَ يومَ نحسٍ 
فقد هدمُوا الأخوةَ والحدودا

فدع عنكَ الجهالةَ وابنِ فيهم
مسامحةً وكن عقلاً رشيدا

وكن لله ِملتزماً وقورا ً
تعش بنعيمهِ عمراً مديدا

فمن يُرضِ الإلهَ فليسَ يشقى 
ومن يرضِ الرسولَ يكن سعيدا

فذا نصحي أتاكَ بكلِّ خير ٍ
فخذ منهُ الرجاحة َ والسعودا

د فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا