فتحي مهذب
اللعنة الأبدية
أنا ملعون ومتآمر علي..
مكب سحليات نافقة..
جسر مؤثث بسيقان مقطوعة..
حرائق تمساح فى المنفى..
كوابيس أسرى في غوانتنامو..
عصارة جرح عربي..
في ميناء مزدحم بالقتلى..
وقواربي نائمة في مغارة..
تشتعل مظاهرة زيزان في رأسي..
يتعالى زئير أسود في قرى ذكرياتي البعيدة..
دب قطبي يقطع يدي
يكتب بها رسائل حزينة الى جيرانه..
يتشممها مثل سمكة سلمون نافقة
يهديها الى ضبع مطارد..
يمضي الى غابة ذكريات مسنة..
أنا ملعون وملاحق..
أشتري أشياء ثمينة في النوم
وأبيعها في اليقظة..
لأول جنازة تمخر عباب صدري..
أقتل ببغاء في حانة..
وأشرح لخيالي ما خلفه الغرقى
من نجوم في القاع..
ولا آبه بضحكة قرش متعفن
يمسح دموع القتلى بلسانه..
أنا ملعون وارهابي
أفجر متناقضاتي في ماخور
وأبكي مثل سعلاة
هاجمها غوريلا
بمسدس كلاشينكوف..
أصمم ديكورا أنيقا لجنازتي
مودعا كل ثرواتي
في كنيسة أثرية..
ولي أصدقاء قبل ولادتي
مرشحون لمجزرتي المرجأة
أنا عربي ملعون
هش مثل عظام مومياء
يجلدني هولاكو بكرباج
في بناية مهجورة..
وتجرني الأضداد من فروة رأسي..
ضيعت حمامة بيضاء
في مشرحة..
ونسيت ظلي في مقهى
يكنسه نادل دياليكتكي..
بسرعة نيزك..