جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

لماذا تخلف المسلمون ...?
اسباب تقهقر المسلمون هل هي اسباب تاريخية ، سياسية و اقتصادية ام عدم مواكبة الحداثة .
طرح السؤال منذ اكثر من قرن ، و طرح في سياق غير السياق الحالي ، رغم مضي اكثر من 100سنة ، لم يتقدم المسلمون ، و بالمقابل لم يعودوا ، يطرحون السؤال ..لماذا هم متخلفون ، بل لأوهامهم ، لم يعترفوا ، أنهم في الحضيض و اسفل السافلين . فعظموا نسق العلوم الشرعية و اغلقوا ابواب العلوم العقلية و اعتبروها علوما غير نافعة و السبب الرئيسي الاغلاق .. ان الفكر الاسلامي الفقهي اقاموا مع الاسف فكرته و كبحوا العقل ، على اساس انه نسبي ، فلابد ان يكون تابعا للنص الذي هو مطلق و ان العقل محدود بحدود الشرع و مهمته تطبيق النصوص الدينية ، فجعلوا العقل في مجال الثقافي الاسلامي محدود القيمة و الجهد و اوقفوه ان يغامر في البحث و فك اسرار الكون . مما ادى الى تهميش دور العقل والمنظومة التعليمية الحداثية، والتمسك بدور الدين والتقاليد في تسيير أمور الدولة والمجتمع، أي رفض الخروج من دائرة الماضي حتى في البحث عن الحلول، فكل الأمم تبحث في شؤون المستقبل، وتبقى أمة الإسلام متمسكة في أمجاد الماضي.
اثبت "أبن رشد" أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الوجود و أوجب دراسة المنطق من ناحية مفسرا آية "واعتبروا يا أولي الأبصار، معنى الأبصار القياس، وأوجب النظر في الوجود من علل الموجودات، والعلاقة بين ما يقرره العقل البرهاني وما تتفق به الشريعة، كل منهما يعبر عن الحق، والقضايا البرهانية العقلية هي حق، و فطرة ، وما نطق به الشرع حق، والحق لا يضاد الحق بل يؤكده ويشهد له، أي ليس هناك تناقض بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة، وكان مرجع ابن رشد النهائي هو العقل.
حتى عندما أرسلت وفود من الطلبة والدارسين العرب إلى العواصم الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر لدراسة عوامل تقدم أوروبا، لم تأخذ من هذه الوفود عقلية الحداثة التعليمية وإعمال العقل، بل أخذت المنجزات العلمية مثل السلاح بينما ظلت العقلية في المجتمعات الإسلامية مناقضة ومغتربة عن المنجز، ولم تأتِ بالعقل أو بالعلوم التي أنتجت هذه المُنجزات التكنولوجية، وظلت «العلوم النافعة» هي علوم الشريعة فقط، بينما الوفود اليابانية أتت بالمنظومة التعليمية الحديثة، ودخل الإمبراطور الياباني فيجدال و صراع مع السموراي والتقليديين المحافظين على التقاليد القديمة، لكن النصر في النهاية كان لمصلحة الامبراطور، بينما في الدول العربية لم يستطع السلطان مواجهة رجال الدين، الذين رفضوا أي شيء يأتي من الغرب، واستمروا في رؤية الحل بالإسلام أي الماضي، وجعلوا منه الدولة والدين، وعاش المسلمون في تناقض بين المنجزات العصرية التي استوردوها وبين النسق العقلي السائد.
وظل المسلمون يعتبرون كل شيء يأتي من الغرب، هو شيطاني وكافر ، مستذكرين الاستعمار الغربي، من دون أن يبحثوا في آليات التقدم أو يتجاوزوا القرون الوسطى، وقد كان آخر مظهر لمحاربة العلم والعقل هو حرق كتب الفيلسوف العربي ابن رشد واضطهاده، واضطهاد كل من يدعو إلى استخدام العقل، أو إلى تطوير المنظومة التعليمية، التي تسهم في تطوير الإنسان ومن ثم تقدم المجتمعات، ولكن الإسلاميين المتشددين أعداء التقدم رفعوا شعار «الإسلام هو الحل».
واستفادت الطغم الحاكمة من ذلك، فتخلفت الأمة الإسلامية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، واضطهد كل صاحب رأي حر، وغابت المواطنة المبني
المصدر: Ibrahim Mezzi
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,076