يا منزلا ًفي القلب ِمنزلُه
ذكراكَ لم تبرح تؤرقني
كسحابةٍ في جوفِها المطرُ
يا منزلا ًفي القلبِ منزلُه ُ
أدناكَ ربي إذ نأى البشر ُ
في غربتي ما زلتَ تشغلُني
كالسيلِ لمّا رابَهُ الكدر ُ
والليلُ لا يفتا يسائلُني
بتثاقلٍ هل ينتهي السفرُ ؟
فمنازلُ الأغراب ِضيقة ٌ
وإذا أمنتَ لبعضِهم غدروا
ومنازل ُالأوطانِ واسعة ٌ
كملاعبٍ يحلو بها السمر ُ
بجماعةٍ كالأسدِ صولتُهم
وإذا سألتَ معونةً حضروا
فوجودُهم حولي يؤانسُني
كالسهلِ ماجت حولَه الشجر ُ
يرتاحُ تحتَ غصونِها زمناً
وإذا اشتهى فحديثُها ثمرُ
لا تعذلوا فالعذلُ يقهرُني
ألما ًوهذا القلب ُيُعتصَر ُ
والبعدُ عن أحيائِكم زللٌ
وتغرّبي عن موطني قدر ُ
فعسى تجاربُنا ستنفعُنا
وحياتُنا في جلِّها عبر ُ
يا منزلا ًفي القلبِ منزلُه
أنت الهوى والسعدُ والوطر ُ
دم في أمانٍ طالما بقيَت
شمسُ الضحى ترعاكَ والقمر ُ
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا - كفر شمس