جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

اخترت لكم الأستاذ محمد بن رجب.
نص فتحي مهذب.

صخرة عمرها ثلاثون يوما 
هذا النص الذي اخترته اليوم جميل جدا بل هو رائع في وصف حالة الاجير ..وحياته ..
لقد سبق الكتاب الشاعر فتحي مهذب شعراء وكتاب وفلاسفة التعامل مع اسطورة سيزيف المعبرة عن الانسان في نضاله وعذاباته .....
هذه المرة في هذه القصيدة سيزيف يعود موظفا لا لطرح السؤال الفلسفي عن وجود الانسان هل هو مفيد ام لا ..وهل تستحق الحياة ان نحياها ...
فتحي مهذب هنا لا يحمل الصخرة انما هي تنبت في ظهره وتكبر من اول الشهر شيئا فشيئا في الفراغ .وفي ملحمة متعبة كلها عذاب وفي نهاية الشهر تعود نقطة سوداء فيظهره من جديد لتكبر ..وتتعاظم مع عذابات كبرى ...

- صخرة عمرها ثلاثون يوم

من بداية الشهر الى آخره
تنمو حصاة ملعونة على تلة ظهري..
يتسع كل يوم قطرها 
وفي آخر الشهر تصير مثل صخرة سيزيف..
يحملها فراغ مفتول العضلات
الى قمة الجبل..
لتتدحرج آليا الى أسفل الشهر
مزقا مزقا..
لتصير حصاة تنمو من جديد طوال الشهر في تلة ظهري المحدودب..
لتمتلئ بطحالب الديون
وضباب الزفرات الكثيف
يأخذها كعادته فراغ عبثي
الى قمة اللاجدوى
مثل رهينة..
لتسقط من جديد في الهاوية ..
لذلك بعد موتي أخبر غاسل الأموات أهلي
أن ثمة كدمات زرقاء 
وحفرا عميقة
في ظهري المقوس .
وعلى زندي الأيمن وشم
يحمل صورة ألبير كامي .

١ تعليق
المصدر: نص فتحي مهذب.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,909