مقالة نقدية: [درس للشعر القديم]
..بدءا، ينبغي إزالة تلك المفاهيم الخاطئة عن الشعر الحديث كونه لا يكتبه غير العاجزين عن علم العروض ومن تنقصه ملكة أو شيطان الشعر، وهذا خطأ مبني عن حقد مبيت، ويحمل بين جوانبه احتقارا واستخفافا برواده الذين تفننوا فيهما معا، ولم يتخلوا عن القديم عجزا بل لأنه لم يعد يلبي متطلبات العصر، وبرعوا في شعر التفعيلة، هؤلاء هم بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومحمود درويش ونزار قباني وأدونيس واللائحة طويلة إلى يومنا هذا...
..ثم إذا كان الشعر القديم مدرسة إبتدائية منها يمر المبتدؤون لتلقينهم دروس أولية حول الشعر الجاهلي وكيف بدأ عن فطرة لينتهي بقواعد العروض، فإن الشعر الحديث يعتبر مرحلة التخرج والمراس الحقيقي، بمعنى أن كل من يكتب بالوزن فهو تمرين له كيما يتعود على الإيقاع ويتعلم السباحة في البحور، ثم ينتقل للمرحلة الجديدة وهو متمكن كلية ويكتب عن فطرة ذات رصيد معرفي ريثما يظهر الخليل المنتظر ليعتق الشعر الحديث من تجاهله بإضفائه قواعد لتحميه.
..إذا، فإن المتعلم لعلم العروض لما يزل في مرحلته الإبتدائية، ولا يزال المشوار أمامه طويلا لصقل موهبته وتمكنه من التعبير عن مشاعره مجازا دون الإهتمام بالشكل على حساب المضمون الذي من خلاله يقاس الجيد من الرديئ.
..ثم إذا قسنا علم العروض بما يكتب اليوم على أنه شعر موزون، فلن نجد منه سوى شطرين وقافية، ظاهره موزون وداخله مخروم!
ومن قال العكس فليقس شعره أولا، وإلا قسناه أمام محكمة الشعر الحديث علانية.
..من يقول بأن كل شعر موزون جيد، وأن كل شعر إيقاعي رديئ فعليه الرجوع للشعر الجاهلي كله، ففيه من الرداءة مالم نرها في شعر الفيسبوك..!
_حسين الباز/المغرب_