جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر


القصّة:-
واجمة
حينا ًأمسح وجهي بالحمد وأحياناً أتمتم بعض كلمات ..هي جمل أحفظها عن ظهر قلب لأدعو بها حين شدة ؛لم ينبهني فكري أن الدعاء بأمر هو من نسغ دموعه .
مضى الغروب ،ينسخ حمرة الشفق عن كتف الجبل الغربي، زاد قلقي وأستعر قلبي .
أنا لا أخجل أن أبكي..
عيني لها لغتها التي تساندني، ويدي أيضاً حين تسند جبيني حذر أن يهون أو خدي خوف أن يتصعر .
جميعي ورد روحي الأبية .
تكلمت مع زوجي وأولادي نتبادل بعض الحكايات اليومية..
لم أدعهم يلحظون تعبي ؛كنت اهش لطلباتهم بكل رضى.
العنف سمة غريبة تسللت الى بلدي .
أخي عابد هو توأمي .
دمه جريء حين ٱصطفى هذا الفداء لقافلة من الاهل تغادر مؤقتاً قريتنا.
حين تلقى السيارة بصدره وهو يقذفها برمانة قدأقسمت أن تذيق طعمها اللدود طغيان الكراهية .
أخبروني وأنا أتصور المشهد كم كانت ابتسامته حقيقية حين علا صراخه .:.
افتديك بلدي.. ا.ف.ت.دي..ك..وعلا ....واغبر المكان بالصدى...
قلت هذا لنفسي وشرحت لها ..
ولكن كيف أنام وما رسمت من مشاهد يقذف بي في أتّون حزني وكبريائي معاً.
في الصباح ،اذيع الخبر .
كان المهنئون يبكون على كتفي وانا أصافح دمعي بصمت..
**************
القراءة النقدية.
--------------
استهل الكاتب قصته بحركة مسح الوجه باليد وهي حركة مرافقة للحمد
وهي دلالة منطقية وضعية يدل استعمالها بالاشارة على مرافقتها للحمد
وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى على كل حال لأن امر المؤمن كله خير .
اذا اصابته سرّاء شكر واذا اصابته ضرّاء صبر كما ورد في الحديث الشريف.
والباء المتعلقة بلفظ الحمد هنا هي سببية وهي ترتيب امر على امر،اي ان مسح الوجه
هو بسبب الحمد،( مضى الغروب ينسخ حمرة الشفق عن كتف الجبل الغربي) تصوير رائع للحظات لابد لأحدنا ان ادركها يوما ما.استعمل الكاتب لفظ ينسخ وكان يمكن ان يستبدله بلفظ يمسح.لكنّه كان يقصد المعنى حيث ان المسح يعني المحو والانعدام بينما يعني النسخ الانتقال،، والغروب ينتقل ولا ينعدم وفي ذلك التفاتة شديدة لها دلالاتها في تعميق تأثير الحدث وتوافق غروب الشمس التي تدل في رمزيتها على الحريّة.وغياب توأم بطل القصة باستشهادة وان دورة الاستشهاد تنتقل وحياة الشهيد تنتقل الى جنات الخلد.النص يشتمل على اوجه البلاغة المتعددة نذكر منها قول الكاتب(استعر قلبي)والاستعار هو وصف للنار الشديدة الملتهبة للدلالة على شدّة الحرقة في القلب وتأثيرها النفسي العميق.( عيني لها لغتها) ولغتها هنا ليس اللغات التي نعرفها بل هي الدموع الساخنة التي تحفر اثرها على الخدود.عنوان النص (واجمة) وهو لفظ يعني شدّة الهم والحزن كما اسلفنا،الحزن الذي اصاب بطل القصة(السّارد)بسبب استشهاد توأمه فداءً للوطن في مقارعة الارهاب والتطرّف، الارهاب الذي جلبه الاعداء الى اراضينا لتحطيم وهدر مواردنا البشرية والمادية وتشويه ديننا الحنيف.وهو اسلوب خبيث يحقق اهداف الاعداء وبأقل الخسائر.
فقد البطل توأمه وشكّل ذلك في نفسه الما شديدا وحزنا عمبقا لشدذة تعلقه به،لكنه في ذات الوقت يواسي نفسه ويحاول التهدئة من روعها باقناعها ان توأمه سقط شهيدا وهو يدافع عن الوطن الحبيب وان مآله جنة الخلد.فيحمد الله على ذلك وهو مستهل قصته التي بدأها بما انتهى اليها الحدث.
قصة رائعة

المصدر: القاص والناقد العراقي اسماعيل آل رجب تموز2018
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,886