جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

authentication required

من بيان المعاني ..لأبى نواس :

ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ....
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ....
فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ
و ماالغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا....
و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى.....
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانــة ؛....
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه.....
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّـارَة ٍ نَبّهْتُـها بعد هـجْعـَـة ٍ ،.....
و قد غـابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسـرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة....
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا.....
بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا.......
فديناك بالأهْـلينَ عن مثل ذا صَبــرُ
فجـاءَتْ بهِ كـالبَدْرِ ليلَة َ تـمّــهِ ،......
تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنـا إليه واحداً بعدَ واحِـدٍ،........
فكـان بهِ من صَـومِ غُـربتنـا الفِــطــرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،........
نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ.
يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما .صدق اللّٰه العظيم . إتفق علماء الدين و بإجماع أنه ما يضر الإنسان فهو حرام ، و بالمقابل أن كل مرهوب مرغوب ولهذا وصفها بقوله «بَيْضاءَ لَذَّةٍ» عظيمة في شربها «لِلشَّارِبِينَ» 46 ...منها تكمل فيها لذة الحواس الخمس، وقاتل الله أبا نواس إذ يقول:
ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر ... 
ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
لأنه قصد إشتراك كافة حواسه بالمعصية، ولأن الشارب جهرا يخشى الخجل من الناس فلا يتم به السرور، لأنه لا يكمل إلا بالحرية المطلقة، ولأن الشارب حينما يتناول الكأس يلمسه ويشمه وينظره ويذوقه، فلم تبق إلا حاسة السمع، فإذا قال له خمر عند تقديمه له كملت لذة حواسه كلها. اللهم أحرم أولياءك منها في الدنيا ومتعهم بها في الآخرة وألحقنا بهم يا ربنا. وهذه الخمرة «لا فِيها غَوْلٌ» كخمر الدنيا وهو ما يعبر عنه الأطباء بالكحول (اسبيرتو) لأنها إذا خلت منه لا تسكر كما يقولون، ويزعمون أنهم عربوها عن الأوربيين الذين يعبرون عنها بكلمة (الكول) ولا يعلمون أنها عربية في الأصل بحتة، وأن الأجانب أخذوها منّا وأبدلوا الغين بالكاف .

أحببتهتعليقمشاركة
المصدر: ابراهيم ميزي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,316