جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

 

المقاييس النقدية لللأدب ....!

النقد ضرورة من ضروريات الحياة ، و لهذا بات مرجعية و مطلب لا نستغني عنها ، مادامت الصيرورة و الكينونة تتطلّب التقدم ومحاولة البراءة من النقص والتخلّف، فمن الطبيعي أن يتناول النقد جميع مقوّماتها العلميّة والفنيّة والإجتماعيّة والسياسيّة ،لعلّه يصلح ما فسد، ويعين علي الترّقي، ويهدي الباحثين والعاملين إلي أهدي السبل و أسمي الغايات لهذا اختلف النقد أو تعدّد بتعدّد نواحي الحياة فمنه .
1- النقد السياسي الذّي يتّخذ مقاييسه من أصول الحكم، والقوانين الدولية، والبراعة التّي تفيد الدّولة وتدعم سلطاتها داخليّا وبين الدّول جميعا.
2- ومنه النقد الإجتماعي الّذي يعتمد في كيانه علي تقاليد الأمّة، ومايسيرعليها حياتها،ويحمي أفرادها وأسرها وأخلاقها من الفساد والتدهور، وعلي جميع ما يرضي الكافّة، ويجعل الأفراد مهذّبين صالحين لمسايرة التقدّم والنّجاح
3- وهناك النقد العلمي المتّصل بالطبيعة والكيمياء والريّاضيّات ونحوها،وهو خاضع لهذه المناهج النظريّة والتطبيقية (التّكنولوجيّة) التّي وضعت لكلّ علم، وإن كانت كلّها مشتركة في صحّة المقدّمات وسلامة التجارب ودقّة الإستنباط والتجرّد من الأشياء الذاتيّة، إذ كانت المسائل العلّمية ظاهرة عقليّة موضوعيّة تتناول الحياة، كما هي في الواقع دون أن يكون الذّوق أو المزاج فيها نصيبٌ.
4- وهناك النقد الفنّي، وهو كذلك خاضع لأصول عامّة تصلح للفنون الرفيعة كلّها من رسم وتصوير وادب وموسيقي ونحت من ذلك صدق التعبير، وقوّة التأثير وجمال الخيال ومراعاة التناسب، ومع ذلك فلكلّ فن منها مقاييسه النقديّة الخاصّة تبعا لطبيعته، و وسيلته في الأداء، وهي متأثرة حتما بالذاتية اي بهذا الذّوق الفنّي لكلّ ناقدولسنانريد هنا التوّرط في اصول النقد العلميّ ولا الفنيّ العام وإنّما أشرنا لنفرغ منها إلي النقد الأدبي خاصّة إذ كان نوعا من أنواع النقد يكون فنيّا أو مزيجا من العلم والفنّ كما يمرّتحقيق القول في ذلك.
الثاني: والنقد الأدبي خاصّ بالأدب، وإذا كنّا نفهمه بالمعني العام أي تفسير الأدب وايضاحه فنستطيع أن نعدّ من أنواعه مايلي:
اوّلاً: النقد التاريخي الذّي يشرح الصّلة بين الأدب والتاريخ فيتّخذ من حوادث التاريخ السياسي والإجتماعي وسيلة تفسير الأديب وتعليل ظواهره وخواصّه.
ثانيا: النقد الشخصي وهو الذّي يتّخذ من حياة الأدب وسيرته وسيلة لفهم آثاره وفنونه وخواصّه الغالبة عليه فإن الأدب صادر عنه مباشرة ليسهل بذلك شرحه وتعليل أوصافه.
ثالثا: النقد الفنّي وقد قلنا من قبل انّه أخّص الأنواع وأولاها بمن يريد فهم طبيعيّة الأدب وبيان عناصره، وأسباب جماله وقوته ورسم السبيل الصالحة للقراءة والإنشاء، وهو عندي أحقّ الأسماء بهذه التسمية، فهو النقد حقّا وماسواه من الطريقة التاريخيّة أو الشخصيّة تفسير، وإن كان بلاشكّ يعين عَلي صحّة النقد الفني وعلي سلامة أحكامه من الغموض والضلال وهو المنهج النقديّ
3- وإذا استتقصينا مظاهر النقد الأدبي في تاريخ الأدب العربي والفارسي وجدناها كثيرة منوّعة فنقد لفظي، واخر معنوي، وثالث موضوعي، ومن اللّفظي ما هو لغوي أو نحويّ أو عروضي أو بلاغي، ومن المعنوي ما يتصّل بابتكار المعاني أو تعميقها أو توليدها أو أخذها ثمّ ما يتصّل بالأخيلة وطرق تأليفها لتصوير العاطفة، ثمّ العاطفة الصّادقة والمصطنعة ومن الموضوعي ما يليق بكلّ مقام من المقال أو الفنّ الأدبيّ الخاص حتيّ غلوا و حاولوا أن يقصروا الشعر علي فنون دون النثر و يمكنك الرجوع إلي ذلك كلّه في الموشّح للمرزباني، والصناعتين للعسكري والبيان والتبيين للجاحظ، والموازنة للآمدي، والوساطة للجرجاني، ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني وحدائق السّحر للرشيد الوطواط ولن تتّسع هذه الصفحات لايراد الأمثله لذلك فارجع إليها في مظانها المذكورة.

أحببتهعرض مزيد من التفاعلاتتعليقمشاركة
إنك و‏٧‏ من الأشخاص الآخرين تديرون العضوية والمشرفين والإعدادات والمنشورات في ‏جامعة ال
المصدر: ابراهيم ميزي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,884