جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

تحليل و نقد ومضة الأستاذة سماح الآغا/ سوريا 
- رغبة
رأته مكتسيا بالنبل ؛ عراها بعينيه .

- مقدمة 
بلغة العين يشعر العشاق ببعضهما البعض ، يتصلون ، فيندمجون روحيا و جسديا .صدق من قال : العين سراج الروح و لغة العيون أقوى من الكلام ، عندما تقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن المشاعر ، يأتي دور الجسد حيث تلعب العيون دورا كبيرا للبوح ما تكنه النفس من مودة ، و حب و حنان ، فهي وسيلة لإعطاء الحياة التآلفية الدفئ و التلاحم ، لأنها مرآة تنضج عما في القلوب ، و تفضح صاحبها . النظرة بين الأنثى و الذكر تعبير من الحب بلغة الصمت ..مصداقا لقول للشاعر :
إذا كنت لست معي فالذكر منك معي.....
يراك قلبي و إن غبت عن بصري.
العين تبصر من تهوى و تفقده ......
و ناظر القلب لا يخلو من النظر .
-التحليل اللغوي و الفني.
رغبة عنوان نكرة لومضة ضوئية إختزالية و برق وهاج في التوليد ...و إبداع في التكثيف ، الإيحاء و المفارقة و القفلة صقلتها خاتمة مدهشة الى حد الإثارة .
الومضة عظيمة في مبناها و جليلة في معناها و هادفة في مغزاها . إتسمت بأفعال الحركة ( رأته...عراها ) ، كستها الحلة الرمزية ، و حوتها الدلالة الإستنباطية ...ذات أبعاد فطرية ، دينية ، خلقية ، نفسية ، و إجتماعية .
رغبة مصطلح لحالة ذهنية معناها الرجاء و الرغبة من الرجاء... ترتبط عادة بعدد من التأثيرات المختلفة ، حيث الشخص الذي لديه رغبة يفكر و يشعر بطرق ، فيحاول الحصول عليه ، فيزداد رغبة و تفكيرا بالظفر عليه ، فيجد إفتقاده أمر محزن و مرير .
الإنسان بفطرته ، يرجو راغبا ، فتتشكل الرغبة خاصية جوهرية لديه ، فيميل للحصول على أمر يفتقده .
- رأته مكتسيا بالنبل : الفقرة ساحرة الدلالة ترمز الى لباس التقوى ، صفاته الآصالة ، السماحة ،و رداءه المروءة و النخوة و غطاءه السمو و الوقار . و على هذا الأساس يكبر الرجل في عين المرأة ، إذا كان ذو نبل و النبل يثمر قوة العقل و يثمر الحلم و العفو و الصفح فيزيده علوا و همة و يدفعه للمعالي و الرفعة .
-عراها بعينيه : الفقرة رد فعل لحركة شديدة العاطفة، و عنيفة الوجدان و قاهرة الجاذبية ، فيتجسد الوفاق ، التآلف و التلاحم . فتداعا الأنفس الصلة و الرضى و تثور المعاني و تستعيد الأرواح إشراقها و النفوس شبابها و القلوب أمالها .( شن وافق طبقة). 
كل الثناء و العرفان لصاحبة الومضة أ. سماح الآغا ..نبغت بإمتياز في رسمي لوحة رومانسية بألوان... زيتها الحرف المجود و الكلمة الجذابة المهذبة و الأدب الراق الرفيع.
كما أشكر مجموعة أقلام تتحدى الصمت ...كنتم و مازلتم ، كسحابة معطاءة ، سقت الأرض فأخضرت و كنتم و لا زلتم كالنخلة الباسقة تعطي بلا حدود ...فجزاكم اللّٰه خيرااااااا.

المصدر: ابراهيم ميزي/الجزائر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,884