تقرير / نهال خلوصى

 

 

 



بعد قطع مسافة طويلة في دروب الصحراء الغربية القاحلة، لن تصدق ما تراه عيناك عند وصولك إلى واحة “سيوة” للمرة الاولى، فسوف تشهد جزيرة مليئة بالينابيع المعدنية والبحيرات المالحة وبساتين من أشجار الزيتون والنخيل وكأنها جزء من الجنة، وللقيام بجولة ثقافية في “شالي”، المدينة الرئيسية في الواحة، يمكنك مشاهدة أطلال “قصر شالي” الذي يقع وسط المدينة والسير عبر الممرات الرملية لمشاهدة “معبد الوحي” الذي زاره “الإسكندر الكبير” ليحظى بمشورة كاهن “سيوة”، واختتم يومك بالغطس في حمام “كليوباترا” الذي سبحت فيه الملكة قديما”، ولا تنسى شراء البضائع المصنعة يدويًا من “سيوة”، وقضاء ساعة أو ساعتين في متحف” بيت سيوة” الساحر، كما يفضل المسافرون المغامرون القيام برحلة سفاري في بحر الرمال العظيم أو ركوب العربات الصغيرة التي تسير في أراضي الصحراء الغربية، ويفضل زيارة “سيوة” وغيرها من الأماكن الموجودة ي الصحراء الغربية في الشهور الباردة من السنة، أي من شهر أكتوبر إلى أبريل فقد تصل درجة الحرارة صيفًا إلى 35-45 درجة مئوية.

قلعة شالي .. الحصن الدائم لواحة سيوة


تنتشر في وسط سيوة بقايا الدمار الذي لحق بقلعة شالي في القرن الثالث عشر.
بُنيت القلعة من مادة تسمى “الكرشف” وهي أحجار ملحية من البحيرات المالحة والطمي، وتتعرض القلعة إلى المزيد من التحلل بعد كل هطول للأمطار.

يمكنك الصعود إلى أعلى القلعة لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في الواحة وما يحيط بها.

معبد آمون .. سيوة والإسكندر الأكبر

يقع معبد آمون على مسافة 4 كلم شرق مدينة سيوة الحالية، ويقال بأن العرّاف اليوناني الشهير آمون كان يعيش فيه وقد توجّه إليه الإسكندر الكبير مباشرة بعد وصوله إلى مصر للمرة الأولى في عام 331 قبل الميلاد. ويعتقد الكثيرون أن القائد المقدوني قد سأل عرّاف المعبد عما إذا كان “سيحكم العالم”، وكانت إجابة الكاهن “نعم، لكن ليس لفترة طويلة.” ويوجد في المعبد ردهة وساحة أمامية ضخمة.

وعلى مقربة من المعبد جنوبًا، يمكنك الوصول إلى معبد آمون والذي يعود تاريخه إلى الأسرة الحاكمة الثلاثين.

حمام كليوباترا .. أكثر المواقع شهرة في سيوة

حمام كليوباترا هو أكثر المزارات السياحية شهرة في سيوة، وهو حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية، و يقال إنّ الملكة المصرية قد سبحت فيه بنفسها أثناء زيارتها لسيوة. يقلّد السياح كليوبترا منذ عدة سنوات، فالحقيقة أنّه ما من شيء أفضل من السباحة للانتعاش بعد جولة في يوم صيفي حار!
سوف تجد كابينة في الجوار حيث يمكنك تغيير ملابسك وارتداء ملابس السباحة، لكن على النساء إعادة النظر في ذلك، فالرجال المحليون غير معتادين على مشهد المرأة في ملابس السباحة، لذا ننصحهن بارتداء قميص.

الحرف السيوية  التقليدية

تتمتع واحة سيوة بأفضل الحرف التقليدية على مستوى واحات الصحراء الغربية حيث يمكنك شراء طحون الطاجين المميزة و المصنوعة من الفخار – آواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي – و المصنوعة يدويًا ومزخرفة بشكل جميل ويتم صنعها في وضعها بأفران الخبز، أضف الى ذلك فساتين الأفراح البربرية التقليدية المطرزة.

بساتين الزيتون والنخيل .. جو السكينة والهدوء

تحيط سيوة البحيرات الشديدة الملوحة حيث يستحيل الصيد، ما جعلها تشتهر ببساتين الزيتون وحدائق النخيل منذ قدم العصور. وتحتوي الواحة على ما يزيد عن 300.000 شجرة نخيل و70.000 شجرة زيتون علاوة على العديد من بساتين الفاكهة الأخرى، ما جعل من هذه المنطقة نقطة جذب للكثير من أنواع الطيور، مثل طيور الصقور والسمان. وبالتجول عبر بساتين النخيل الغنية، ستلاحظ سريعًا أن أهم عوامل الجذب في سيوة هو جوها الساكن الهادئ.

جزيرة فاتناس

تعتبر جزيرة “فاتناس” من مواقع السباحة الأخرى المفضلة في سيوة لدى السكان المحليين والسواح على حد سواء، و تعرف أيضا” باسم “جزيرة الخيال”. تقع الجزيرة على مسافة 6 كلم من مدينة سيوة على بحيرة بركة سيوة المالحة تحيط بها أشجارالنخيل والمناظر الطبيعية الرائعة في مشهد خلاب. تجد مقهى قريب يمكنك من خلاله مشاهدة أجمل مناظر الغروب الساحرة أثناء تناولك كوبًا من الشاي أو مشروبًا باردًا. –

متحف منزل سيوة

يقع المتحف داخل منزل سيوة التقليدي، ويحتوي على بعض الأثار التقليدية من المنطقة مثل المجوهرات الفضية والآلات الموسيقية وأزياء الأفراح والسلال والأواني الفخارية. نشأت فكرة متحف منزل سيوة من دبلوماسي كندي كان يخشى أن تندثر يومًا ما ثقافة سيوة ومنازل الطين فيها، لذا تمّ بناء متحف منزل سيوة الصغير للحفاظ على المصنوعات المحليّة وعرضها والتي تعبّر عن الكثير من جوانب الحياة السيوية.

الرمال الساخنة الشافية


على مسافة 3 كلم جنوب واحة سيوة يقع جبل دكرور الذي يشتهر بالخصائص العلاجية لرماله الساخنة منذ قديم الزمان، كما يشتهر بكونه مصدرًا هائلاً للصبغة الحمراء المستخدمة في الأواني الفخارية السيوية. ويتوافد الناس من مختلف أرجاء مصر والعالم أجمع أثناء فصل الصيف ليتمتعوا بحمامات الرمال الساخنة والتي تتميز بقدرتها على علاج الروماتيزم. يستغرق حمام الرمال ما يناهز 20 دقيقة حيث يتم دفنك حتى الرقبة في رمال الصحراء الساخنة؛ ويتم تكرار هذه العملية لأي جزء يؤلمك في جسدك على فترة زمنية تتراوح من 3 إلى 5 أيام. وهو علاج مذهل بالفعل؛ وتأثيره كالسحر بحيث تختفي آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل على نحو مذهل. بعد التعرض لحرارة الرمال، ستحتاج إلى ساعات قليلة لتتعافى، لذا فمن الأفضل أن تجلس في مكان ظليل و تحتسي كوبا” من الشاي. فكثيرون ممن يختبرون الخصائص العلاجية المذهلة لحمامات الرمال في جبل دكرور يعودون مرارًا وتكرارًا لمداواة آلامهم.

الصحراء الغربية

الصحراء الغربية عبارة عن 262.000 أميال مربعة من الكثبان الرملية، والأخاديد، والواحات والهضاب الجبلية والوديان التي تغطي معظم أراضي غرب وادي النيل. بمجرد وصولك للصحراء الرملية البيضاء، تفسح الرمال والصخور السوداء المجال لمشهد مكتنف بالأسرار وملهم بالطبيعة الساحرة لتكتلات الحجر الجيري الغريبة التي تشكلت مثل نبات عيش الغراب، والفطر والجبال الجليدية العملاقة.
طبعية حياة المرأة السيوية


“تتلي” تعبير يطلقه أهالي واحة سيوة بلهجتهم السيوية أو الأمازيغية على المرأة داخل مجتمعهم الصغير، وقد قامت التقاليد والأعراف المتوارثة داخل تلك البقعة الخضراء التي تكسوها أشجار النخيل والزيتون وسط صحراء مصر الغربية بفرض نوع من الحصار على الـ”تتلي”.

المجتمع السيوي مجتمع محافظ و يفصل تماما بين النساء و الرجال, الشوارع تخلو من الفتيات والنساء، فهم يقضون أغلب أوقاتهم فى البيوت.

حيث تسبب الموقع الجغرافي الصحراوي والمسافات البعيدة لواحة سيوة التي تبعد قرابة 26 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع ليبيا وتبعد عن القاهرة مسافة 830 كيلومتراً تقريباً، تسبب الموقع بفرض بعض الظروف القاسية على نساء الواحة، ونشأت عادات وتقاليد تنتقص من حقوق المرأة السيوية المشروعة كالتعليم والحرية في اختيار شريك الحياة المناسب والخروج إلى المجتمع، ولكن البعض يرى أن الانتقاص من تلك الحقوق ميّزها عن بقية النساء داخل جمهورية مصر العربية.

فحدة الحرارة ورمال الصحراء ترجمها المجتمع إلى أفعال تجاه السيدات، وإن كانت المرأة السيوية داخل مجتمعها الصغير هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل ما يدور داخل المنزل السيوي، إلا أن قيوداً كثيرة فُرضت عليها، وكان حرمانها من التعليم وزواجها المبكر وعدم خروجها من المنزل أقسى القيود التي فرضت عليها صعوبة.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2017 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

287,971