كتبت / امينه درويش

قال الفنان التشكيلي القدير عز الدين نجيب، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، إنه من الممكن الدمج بين الأعمال السينمائية والدرامية مع الفن التشكيلي خاصة أنه يجمعهما عامل مشترك وهو اللغة البصرية التي تستهوي المشاهد بشكل عام.وأضاف نجيب  أنه في فترة السبعينات من القرن الماضي كان للسينما دور مهم في تصوير أعمال الفنانين التشكيليين، وكان المخرج العبقري الراحل شادي عبد السلام عاشقا للفن التشكيلي لأنه في الأصل فنان تشكيلي يقوم برسم لوحات وقدم فيلمه الشهير “آفاق” جمع فيه السينما بالفن التشكيلي بعلاقة تكامل وترابط مشتركة.

وأوضح أن السينما هي في الأصل أقرب الفنون إلى مجال الفن التشكيلي، وكثير من المخرجين العالميين يقدم في كل مشهد كادرا تشكيليا وبعضهم يقوم برسم الكادر مثلما فعل شادي عبد السلام، وكان ظاهرة نادرة في مصر جمعت بين السينما والفن التشكيلي، فضلا عن الجريدة الناطقة التي تشبه الفيلم التسجيلي الذي كانت تعده الهيئة العامة للاستعلامات بشأن الأنشطة السياسية والثقافية ومن بينها الفن التشكيلي فكانت تشكل للجمهور وجبة تشكيلية ثقافية دسمة، ولكن الواقع السينمائي الآن تغير وأصبح الفن التشكيلي خارج المشهد السينمائي نظرا لانتشار الأعمال السينمائية التجارية.

وأشار إلى أنه يقود الحركة الفنية التشكيلية حاليا أجيال سابقة تفيد بخبراتها نطلق عليهم رواد الحداثة في مصر ويمتد جذورهم إلى فترة الستينيات من القرن الماضي تشبعوا بقدر كاف من الهوية الحضارية المصرية والبحث عن لغة خاصة تعبر عن هذا الواقع دون أن تنعزل عن الفن العالمي.

وبشأن انفتاح الفن التشكيلي على المجتمع قال نجيب “خلال فترة الستينيات حتى أوائل السبعينيات من القرن الماضي خرج الفن التشكيلي من دائرة المعارض المغلقة بالقاعات إلى المحيط العام للمجتمع عبر الجداريات والتماثيل بالميادين وعلى واجهات الجدران وكان الفن في نظر المسئولين حينذاك جزءا من التنمية الاجتماعية الشاملة ويتم دعمه من الدولة بشكل جيد، حيث الرؤية السياسية وقتها ترى أن الفن التشكيلي يجب أن يخرج للجمهور حتى يرتقى بذوقهم العام بدلا من انتظار الجماهير للحضور لقاعات العرض، وتم تدريس مادة التربية الفنية بالمدارس كجزء أساسي من المناهج، ولابد أن نسلم إلى أن الجماليات يتم تنميتها وتدريبها مثل فصول محو الأمية وخاصة أن لدينا أمية ثقافية تشكيلية بشكل خاص مما يحتاج جهودا من الدولة بشأن الفن التشكيلي لذا أطالب بعودة تدريس أقسام الفنون التشكيلية بالمدارس بعد أن خرجت بكل أسف التربية الفنية من مناهج التعليم الأساسية حاليا، فالمدرسة في الأصل المربي الأول فيما يتعلق بمحور الارتقاء بالفنون”.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2017 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

271,088