كورونا داهمت الشعوب التي لم تكن تحسب حساب بتطوير مؤسساتها الصحية كغرف الحجر الصحي وتوفير أحدث أجهزة الفحص ففي العراق توفرت هذه الأجهزة فقط في بغداد بحيث أن أي تحاليل للحالات من المحافظات تتم في بغداد وقد تكون قد تلفت لبينما تصل إليها
ويتعين على الحكومة أن تعمل فورا على احتواء الوباء ودعم نظام الرعاية الصحية وحماية الناس بتوفير أقل مستحقاتهم في إنشاء حبل إنقاذ مالي للأسر تجعلهم يشعرون بالأمان لتسريع تفعيل الحجر الصحي ، وفي ظل الركود الإقتصادي العالمي وبعد غلق الحدود أصبح واضحا التدهور الذي نعيشه في ظل هذه الجائحة العالمية فالمصانع المحلية تعجز عن تأمين أقل مستلزمات الحماية الطبية فأقلها لا يوجد مصنع للكمامات والكفوف هي من أبسط الصناعات ويعود الفضل دوما لمحاربة الصناعة المحلية سابقا لخدمة التجارة وتعبئة البنوك والجيوب الشخصية التي نرى آثارها الكارثية اليوم حتى في الزراعة بحيث نشتري الخيار والطماطم المستوردة فقد كنا خير مثال لمحاربة الفلاح والقطاع الزراعي ذو اليد الواحدة
ومحاولة ترميم الأوضاع كشف عن عدم وجود الخبرات لشبابنا في المصانع حيث أنتجت مصانعنا كمامات بنوعية تجارية ، وفي كلا الحالات نحن مسؤولون عن هذا التخلف الحكومي الذي ربما سيأخذنا ليس للإرتفاع الجنوني للأسعار الذي نعاني منه في كل شيئ فقط
وإنما سيذكرنا بأن انتخاباتنا فاشلة وأننا ملأنا جيبهم بالأموال فقط
والذي يزيد الأمر سوءا تفشي الجهل وتغذيته من قبل مجموعات مأجورة لاوطنية تهمهم أموالهم وخسائرهم التجارية تطالب بكسر حظر التجوال ولا تبحث عن أرواح الناس وسلامتهم
كورونا ماذا فعل بنا لم يغير الجشع المتواصل ولم يبني التكافل الإجتماعي إلا القليل وإنما لا يزال هذا الفيروس في عقولنا يستشري ويتغلغل بجهل
لذا أطالب كل إنسان واعي لهذه الأزمة وكلمة واعي لا تعرف غنيا أو فقيرا مثقف أو غير مثقف فالوعي نحمله في أرواحنا في إنسانيتنا التي تباع وتشترى كل يوم
أطالب كل إنسان واع أن يتخذ التدابير لصد هذا التخلف واتخاذ التكافل الوطني بلا حدود شريعة له
بقلم محمد الغزالي : رئيس تحرير جريدة أهل المدينة
<!--/data/user/0/com.samsung.android.app.notes/files/clipdata/clipdata_200405_102333_695.sdoc-->