جرت سنة الله تعالى في خلقه أنه جعل  الدنيا محلا للزوال؛ودارا للانتقال؛وحكم عليهم منها بالارتحال عند انقضاء الآجال وجعل الموت فيها سبيل كل حي والفناء

مصير كل شي ،قال تعالى : (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)

وقال جل ذكره : (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )

وقال تعالى : (كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون )

وقال صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا ذكر هادم اللذات الموت ),

وقال أيضا : (كن في الدنيا كأنك غريب أوعابرسبيل ).

وقد أمرنا الإسلام وأوجب علينا القيام بتجهيز الميت المسلم بالأمور الواجبة الكفائيه وحثنا على إسعافه بالأمور المندوبة والآداب المسنونة حال وفاته وشرع لنا القراءة والترحم عليه والتعزية فيه وتشييع جنازته كل ذلك ندبنا الشارع إليه وتعبدنا به ولله الحمد والمنة على دلك , والأمور ولله الحمد مرتبة وقائمة بذاتها على خير ما يرام بما رتبه السلف الصالح بتريم فيما يتعلق بعادات الوفيات , والموت باب مفتوح للجميع ومصير كل حي وعندما يجري الأمر المحتوم ويتوفى أي شخص في أي حافة من حوف تريم يقوم أهل الميت بإشعار الأقارب والجيران والمعارف والأعيان وكافة أهل البلد ومن يلزم له الأعلام من خارج البلد بوفاة فقيدهم الراحل فيتوافدون لتقديم التعازي والمواساة ويستدعون أهل الميت أصحاب الحافة بالحي ليرتبوا ما يلزم لتجهيز الميت بعد أن قام أهل الميت بعمل ما هو مسنون من إخراج ملابسه وتغميض عينه وشد لحيه وتليين مفاصله ولو بالدهن إن احتيج إليه وذلك حال الوفاة على الفور ووضعه على الشطفهة بدلا من الفراش وهي مصنوعة من خواص النخل ويكون الميت ميمما وجهه إلى القبلة وعليه غطاء أبيض من قماش خفيف يسجى به جميع جسمه ومن الأشياء المتعلقة بتجهيز الميت عبر أصحاب الحافة إشعار القراء ومن يقوم بالغسل القبر والنبأ العام في جميع أحياء المدينة بموعد تشييع الجنازة والصلاة والدفن بالمقبرة التي لحد ودفن بها آباؤه وأجداده .

وقدكانت كيفيه إعلام الناس بالوفاة في جميع الأحياء ان ينادي شخص من قبل الحافه باسم صاحب كل بيت في الحي بأن فلان أوفلانه توفي والجنازة أول الإشراق إذا كان صباحا التشييع أو العصر,ويتجمع الناس في بيت أهل الميت لحضور العزاء ويتلون ماتيسرمن القرآن فيقرأ كل شخص ما لايقل عن جزء ,

وبعد ذلك يبدأ ختم القرآن من سورة الضحى إلى الناس ,ويبدأ الختم الموجود في صدر المجلس ممن هو أكبر سنا من الأعيان والمناصب فيقرأ الحاضرون السور

الواحد تلو الأخر حتى سورة الناس فيقرأ الفاتحه وأول سورة البقرة إلى المفلحون وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ثم يقرأ آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله تعالى :(لله مافي السماوات ومافي الأرض )الخ.

وبعد ذلك يقرأ المعلم الخطبة الخاصة بالأموات والتي هي عبارة عن وهبة ودعاء للميت ثم ترتب الفاتحة وينصرفون لتشييع الجنازة ويتم حمل الجنازة على الأعناق من البيت الذي خرجت منه الجنازة إلى المكان الخاص بالصلاة على الجنائز وهو الموقع المعروف بجبانة تريم بحي الخليف وأحيانا يصلى عليها بجامع تريم,ويتقدم الجنازة  شخص ماسكا للشمط وهو الغطاء الذي يوضع على الجنازة ووظيفة هذا الشخص تكرار ما يسمى بالتشهودة  ووظيفة البقية من حمل النعش تكررا لكثيرمن الصيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن كانت الصلاة على الجنازة

العصر يخرجون جون بها قبل صلات العصر حيث يصلون إلى الجنابة أو إلى الجامع قبل دخول وقت العصر فإذا حان الوقت أذن المؤذن وبعد الأذان يركعون سنة العصر ثم تقام الصلاة ويؤمهم لصلاة العصرأحدالأعيان أو المناصب وبعد صلاة العصر يصلون على الميت فيصلي عليه أحد أعيان البلد من أهل العلم والصلاح حسب وصية الميت بعد الإذن ممن له الحق من أقارب الميت وبعد الصلاة يحمل النعش وينادي القائم بالتشهودة بطلب العفو والمسامحة للميت من قبل الجميع , ويواصلون التشييع إلى المقبرة وخلال الفترة التي يتم فيها اللحد والدفن تقرأ ختمة كاملة تسمى ختمة الوحشة , وعندما يوارون علية التراب يلهجون بقولهم رحمه الله رحمه الله فيكررون الترحم عليه مع طلب المغفرة له والرضوان ,ويقرأ المعلم الخطبة الخاصة بالتلقين وبعد الانتهاء منها يرتب الفاتحة وإحدى عشر من سورة الإخلاص الشخص القائم بحفر القبر وبعد قراءة ذلك يقرأ المعلم الخطبة الثانية الخاصة بدفن الميت ويرتب الفاتحة أحد الحاضرين من الأعيان وينصرف معظم الناس ويبدأ ختم القرآن من سورة الضحى إلى سورة الناس , وبعد الأنتهاء من ختم القرآن يقرأ المعلم ايضا الخطبة المعتادة عند الدفن ويرتب الفاتحة وينصرف الجميع , وينادي الشخص القائم بالتشهودة قبل إنصراف المجموعة الأولى بأن التسابيح والختم في التربة ,هذا حسب العادة السابقة , وفي الوقت الراهن غالبا يكون التسابيح والختم في المسجد القريب من بيت أهل الميت , كما تتم المناداة بأعلام الوفاة والصلاة على الميت في جميع الأحياء بمكبرات الصوت في مساجد معينة بكل حي بدلا من المناداة حسب العادة السابقة التي أشرنا إليها في بداية ما يتعلق بالوفاة .

والتسابيح تبدأ بعد صلاة العشاء بتكرار الجلالة نحو مائة مرة ويوهب المعلم ثواب ذلك مع ما يتيسر من سورة الإخلاص والمعوذتين والصلاة على سيد الكونين  وتكون الوهبة بالتلقين الحاضرين من قبل المعلم وبعد ذلك يلهجون جماعيا بقولهم :(سبحان الله وبحمده)نحو خمسين مره مع قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين والصلاة على النبي صلى لله عليه وآله وسلم ويوهب ذلك المعلم للميت ووالديه وأهله وأقاربه معارفه وجيرانه,وهكذا بعد كل وهبه يستمرون في التسبيح والتحميدوالإخلاص والمعوذتين والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويوهب ذلك المعلم كما سبق ذكره ويواصلون ذلك نحو سبع وهبات وتختم جلسةالتسابيح بترتيب الفواتح من قبل المعلم,وينصرف الحاضرون وهكذا تستمر التسابيح لمدة ثلاث ليالي حسب المعتاد سابقا والمعمول به حاليا لمدة ليلتين ,ويقام الختم في اليوم الرابع إذا كان التسابيح ثلاث ليال أو في اليوم الثالث إذا كان التسابيح ليلتين ,وإذا كان الختم في التربة على القبر يكون في الصباح ,وإذا كان في المسجد يكون بعد أداء صلاة العصر مباشرة ,وإذا تم الختم في الصباح يختم مرة ثانية أول العصر,والختم عبارة عن تلاوة القرآن فيقرأ كل شخص جزء من القرآن على الأقل,ثم يبدأ الختم بقراءة السور من الضحى إلى الناس حسب ماهو معمول به في سائر الختومات,ثم يقرأ المعلم الخطبة وإذا كانوا موجودين طلبة علمتي باغريب وباحرمي ويطلق عليهما معا (عيال العلمة) فيكررون جماعيا قراءة الفاتحة , وعندما يقرأ المعلم الخطبة يلهجون بكثير من الأذكار والصلاة على النبي المختار والتامين .

وبعد أن ينتهي المعلم من قراءة الخطبة ينادي أحد المعالمة بقوله:( إقرأ بارك الله فيك) ويقصد بذلك استمرار الحاضرين في التلاوة وعيال العلماء بقراءة الفاتحة ويبدأ ختم القرآن الذي قد اشرنا إليه ويقرأ المعلم الخطبة الثانية بعد الأنتهاء من ختم القرآن وعيال العلماء يستمرون في مواصلة الأذكار إلى أن ينتهي المعلم من الخطبة فينصرف عيال العلمة مكررين :( يا الله إسقنا الغيث) ويرتب احد الأعيان الفاتحة وينصرف الجميع ويدار خلال الليالي التي فيها التسابيح الماء والقهوة,وفي الختم يدار الماء وماء الورد إذا أقيم ذلك في التربة وإن أقيم في المسجد يدار كل ما ذكرناه من ماء وقهوة وماء الورد يضاف إلى ذلك دير البخور.

ومن المعروف أنه متوفر عند كل حافة الأدوات المتعلقة بالوفاة من جنائز وشطف شمط وما يحتاج إليه لغسل الميت من أدوات منها المغتسل المعروف هنا بالشجب والبراميل للماء وغير ذلك, ويغسل الميت سبع غسلات كما هي السنة ويستعمل في الغسل الحتيكة والسدر والكافور.              

هذا ما تيسر شرحه من العادات الخاصة بالوفيات سائلين المولى التوفيق للعمل بذلك والتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأتباع السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين , ونسألة تعالى حسن الختام عند نزول الحمام بعد عمر طويل في طاعة الله ورضاه في خير وعافية وسلامة إنه سميع مجيب .

المصدر: موقع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

  • Currently 152/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 1440 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2009 بواسطة ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

ahmedsalahkhtab
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

613,514