authentication required

 

   
 
الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر..

لا اله إلا الله ..

الله أكبر.. الله أكبر... ولله الحمد..

أضواء مبهرة صواريخ مضيئة

أغمضت عيني، هذا الصوت أعرفه، حبيب إلى قلبي، كان دومًا يملأ نفسي بالبهجة والفرحة والسرور..

هو صوت تكبيرات العيد..

ولكني أنتفض على صوت الدوي والصراخ فأفيق وأفتح عيناي..

إنها هدايا جيش الحرية إلى حبيبتي بغداد... درة الخلافة... منارة العلماء والفقهاء..

 

تقف شامخة أبية كما عهدتها دومًا على مر الزمان. هي كنخيلها تقف قوية باسقة ثابتة تهب عليها العواصف لا تنحني لا تنكسر، ولكنها تهتز بوقار تضرب جذورها في أعماق الأرض والتاريخ تستمد الثبات والأمل من رحم الحضارة ومن يقينها بصدق قوانين الميزان الرباني القرآني في تسيير الحياة وتنظيمها

"وتلك الأيام نداولها بين الناس"

"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء"

"قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض"

فالقوة التي تحملها العقيدة الإسلامية باقية فيها؛ لأنها من عند الله، قوتها ذاتية وليس لغيرها من هذا نصيب، الفوز لمن يسلك طريق الله والهالك الجاني من يجتنيه "وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ"، ويخضع الكون والوجود لقانون السماء فإذا انتزع الغصن من أرض فالأرض بمواصفاتها باقية تنبت بفضل الله ونعمته خضراء، وتزهر مثمرة ذلك عند الله كائن مقدر "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون".

يأتيني صوت من خلفي أما زلت تحلمين؟ تسعين نحو مدينتك الفاضلة تحلمين بنموذج لا يتحقق... لا والله النموذج ليس حلمًا بل هو استشراف المستقبل.. ننهل من ينبوع حضارتنا الإسلامية لنستعيد أمجادنا ونحيي قيم الجهاد، والعمل، والمساواة، والمروءة، والإحسان، والتواضع، والزهد، والإيثار من هنا يتحول الحلم إلى واقع.. ما زلت تفكرين بعقلية المنتصر؟ لا بل هو يقين وثقة واستبشار وسعي لامتلاك المستقبل هي قوانين يجريها رب العالمين برعايته وقدرته وتثبيته لمن آمن وثبت وتحدى وأحسن...

في ثالث يوم من رمضان سنة 586 هجريًّا اشتد حصار الفرنجة لمدينة عكا:

يأتينا صوت القاضي الفاضل قويا يرشد الأمة إلى طريق الخلاص من الحصار ويرسم خطة النصر:

 

"إن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته، ولا يفرج الشدائد إلا بالرجوع إليه، وامتثال أمره؛ فكيف لا يطول الحصار والمعاصي في كل مكان فاشية وقد صعد إلى الله منها ما يتوقع بعده الاستفادة منه، إنما أوتينا من قبل أنفسنا، ولو صدقنا لعجل الله لنا عواقب صدقنا ولو أطعناه لما عاقبنا بعدونا، ولو فعلنا ما نقدر عليه من أمره لفعل لنا ما لا نقدر عليه إلا به، فلا يختصم أحد إلا نفسه وعمله ولا يربح إلا ربه ولا يغتر بكثرة العساكر والأعوان ولا فلان الذي يعتمد عليه أن يقاتل فكل هذه مشاغل عن الله ليس النصر بها، وإنما النصر من عند الله ولا نأمن أن يكلنا الله إليها والنصر به واللطف منه، ونستغفر الله تعالى من ذنوبنا، فلولا أنها تسد طريق دعائنا لكان جواب دعائنا قد نزل، وفيض دموع الخاشعين قد غسل، ولكن في الطريق عائق"

وخرج الفرنجة يجرون أذيال الخيبة "فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".

ويطل علينا الفارس الفقيه: تقي الدين ابن تيميه حينما اجتاح التتار البلاد، طاشت عقول الناس وألبابهم، وملأ الرعب القلوب والنفوس في الشام ومصر. ويخرج الفارس الإمام إلى الأمراء والولاة فيثبتهم ويقوي جأشهم، ويطيب قلوبهم ويعدهم النصر والظفر على الأعداء، وتلا قوله جل وعلا: "ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور". يحلف ويقسم للأمراء والناس إنكم في هذه الكرة منصورون فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا.

وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضًا، وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل، ثم نزل النصر على المسلمين وكشف الله بذلك عن المسلمين غمة عظيمة شديدة.

ومضى خطر التتار وانتهى.

ما زال دجلة يذكر الأيام..

والماضي البعيد يطل من خلف القرون

عبر الغزاة هنا كثيرًا.. ثم راحوا

أين راح العابرون؟!

هذي مدينتنا.. وكم باغٍ أتى

ذهب الجميع ونحن فيها صامدون

سيموت "هولاكو"

ويعود أطفال العراق

أمام دجلة يرقصون

لسنا الهنود الحمر

حتى تنصبوا فينا المشانق

في كل شبر من ثرى بغداد

نهر.. أو نخيل.. أو حدائق

وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق

سنحارب الطاغوت فوق الأرض

بين الماء.. في صمت الخنادق

إنا كرهنا الموت لكن

في سبيل الله نشعلها حرائق

ستظل في كل العصور وإن كرهتم

أمة الإسلام من خير الخلائق ***

*****

مواقف عديدة تجعل من الحلم واقعًا ملموسًا.

أردد بخشوع "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين".

يرتفع التكبير والتهليل من المآذن، تنير السماء، تشتعل الأرض، ينزل الدعاء على القلوب يمنحها السكينة والثقة من نصر جبار السماوات والأرض.

طفل صغير..

ذاب عشقًا في العراق

كراسة بيضاء يحضنها

وبعض الفل.. بعض الشعر والأوراق

حصالة فيها قروش

من بقايا العيد.. دمع جامد

يخفيه في الأحداق

عن صورة الأب الذي

قد غاب يومًا.. لم يعد

وانساب مثل الضوء في الأعماق

يتعانق الطفل الصغير مع التراب

يطول بينهما العناق

خيط من الدم الغزير

يسيل من فمه

يذوب الصوت في دمه المراق

تخبو الملامح.. كل شيء في الوجود

يصيح في ألم: فراق

والطفل يهمس في أسى:

أشتاق يا بغداد تمرك في فمي

من قال إن النفط أغلى من دمي؟!

بغداد لا تتألمي

مهما تعالت صيحة البهتان

في الزمن العمي

فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم

في الأفق يبدو سرب أحلام

يعانق أنجمي

مهما توارى الحلم عن عينيك

قومي.. واحلمي

ولتنثري في ماء دجلة أعظمي

فالصبح سوف يطل يومًا

في مواكب مأتمي

الله أكبر من جنون الموت

والزمن البغيض الظالم

بغداد لا تستسلمي

بغداد لا تستسلمي

من قال إن النفط أغلى من دمي؟! ***

تجلس على كرسيها المتحرك وخلفها بيتها المهدم يسألونها متي ستذهبين لمخيمات اللاجئين؟ تبتسم ابتسامة ساخرة وبشمم وإباء تجيب: أنا عراقية، أموت وأنا واقفة مزروعة بتراب بلدي... خلي خيامهم تسكنها البوم والغربان.

يجلس على كرسيه المتحرك يبكي وينتحب وعدوه بأن يكون بطلاً فاتحًا ومحررًا يتوج بأكاليل الغار تستقبله الورود والأزهار.

عاد مشلولاً تصفعه بقوة وجوه ضحاياه تلازمه في النوم واليقظة، وصدق ربي "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

تقابلني عيون زينب طفلة من كربلاء تهتف بنا:

هي الأجسام أعراض

وتبقى قيمة الإنسان

في روح وفي قلب

وفي عطف وفي حب

لقد أصبحت يا أبتي

مجاهدة

سأستر هذه الدنيا بملحفتي

سأجعلها...

تردد لحن أغنيتي

سأغسل هذه الأدران

أغسلها

سأحمل راية الإسلام

أحملها

وسوف أزف للدنيا

ضياء الفجر يا أبتي

وأنسج من خيوط المجد

خاتمتي

مجاهدة...

ومؤمنة بأن إلهنا أكبر

وأن الحق لا يقهر***



Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture/ACALayout&cid=1179664665387#ixzz0dMAvJ0qL
  • Currently 130/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2010 بواسطة ahmedelbebani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

282,853