المراهقة ليست من المصطلحات الشرعية ؛ بل مصطلح دخيل على الشرع ، والأولى استعمال الألفاظ الشرعية وخاصة إذا خالط ذلك المصطلح بعض المعاني السيئة (!)- تراجع المعاجم - ...
واللفظ مع وروده في الكتاب والسنة فلم يأت على هذا المعنى - وإن كان احتكاك من بعيد بين المفاهيم ! - ...
ومع ذلك فالمراهق - على بعض المعاني اللغوية لهذا اللفظ - هو من قارب الحلم ، لا من احتلم (!)
والفكرة الغربية المسيطرة على الجو - والمفاهيم العربية الإسلامية - سبب أساس في الخلط بين الأدب وبين الفحش ، وبين الدين والعادة .... الخ
فالدين كله حياء ، وفي الحديث " الحياء من الإيمان " متفق عليه .
لكن ؛ لاحياء في العلم !! ؛ فمن لم يسأل استحياء ! حرم علم ما لم يسأل عنه ..
كما جاء في صحيح مسلم قول السيدة عائشة رضي الله عنها : " رحم الله نساء الأنصار، لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين " ، وعنها - رضى الله عنها - عند الترمذي " مُرْنَ أزواجكن أن يتبعوا الحجارة بالماء من أثر الغائط والبول ، فإني أستحييهم ..... "
وفي الصحيحين عن علي - رضي الله عنه - قال: كنت رجلاً مذَّاءً فكنت أستحي أن أسال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته مني، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: -عليه الصلاة والسلام-: "توضأ واغسل ذكرك"
والنبي صلى الله عليه وسلم كان حَيِيًّا فتسأله المرأة عن أمور نسائية فيجيبها - بحياء! - ، ولا يتعدَّ الحياء في الإجابة كما في الصحيحين " قالت: كيف أتطهر بها؟ فقال: تطهري بها. قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: سبحان الله! تطهري بها. فاجتذبتها - وهي أم المؤمنين عائشة -إليّ فقلت: تتبعي بها أثر الدم "
والحياء لا يمنع من إظهار الحق - لاكن مع حكمة وأدب ! - ولا يتسبب في علو خطإ وباطل ..
وفي الصحيحين من حديث عمران بن حصين - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الحياء لا يأتي إلا بخير "
فننصح الوالد أن يعلِّم أولاده - خاصة الذكور فيما يخص الرجال - ، والأم تفهم بناتها ...
والكتب ، والمحاضرات وحدها لا تكفي ، بل لابد من الاقتراب من الولد ومناقشته - مع حفظ حيائه - والأمر يكون يسيرًا بـ ( الألفاظ والمفاهيم الشرعية ! )
وهنا تنبيه (!!)
لا يفتح الباب على مصرعيه ، ويتخذ الأمر ذريعة إلى الفحش - عياذا بالله - بدعوة مصاحبة الأولاد !
والأمر - في الشرع - متعلق بالمكلف إلا من منعه مانع .
وفترة ما قبل البلوغ ؛ هي فترة إعداد لما بعده ، وهذا من حكمة ورحمة الخالق سبحانه ..
والعلم بما يجب على المرء واجب ، لا يعذر صاحبه - إن يُسِّر له من غير مانع - إن وقع في المحظور ! أو قصّر في فعل في المأمور ..
وتعامل أيها المربي مع أولادك بالشرع - وكله حياء! - فيما تتحرج منه معهم - بسبب سوء الجو المحيط -، ولا تتركهم لغيرك - وأنت لا تعلم من هو وكيف يتعامل ! - فيقع ما لا تحمد عقباه ..
والله أسأل أن يحفظ أولادنا وأولاد المسلمين
نَصِيحَةُ مربٍّ
أبو صفيّ أحمد راغب البرمشتي [email protected]
نشرت فى 28 يناير 2016
بواسطة ahmedalazhry
دار حراء
رسالتنا : أن نكون مرجعية استشارية وبيئة تعليمية تربوية في الوطن العربي والإسلامي ، ومساهمين في تحسين ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية الأخرى ... »
عدد زيارات الموقع
28,347
تسجيل الدخول
ابحث
احذر الجاهل كما تحذر العاقل ..
نَصح أحدُ السلَف ولدَه-قائلاً-:(اِحذر الجاهلَ-وإن كان لك ناصحاً-كما تحذرُ العاقلَ إذا كان لك عدوّاً-؛فيوشك الجاهلُ أن يورِّطك بمشورته-في بعض اغترارك-؛فيسبق إليك مكرُ العاقل...)..
ساحة النقاش