قد يحتاج الإنسان إلى الاعتمادية خلال فترة ما من حياته، وخاصة في مراحل الطفولة الأولى، فلا يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه تمامًا، فهنا يكون الاعتماد على شخص ما شيء ضروري، وحتى في مرحلة الرشد قد يحتاج الأنسان إلى بعض الأشخاص من ذوي الخبرة للاعتماد عليهم في بعض المهام، فيحتاج كل واحد إلى الدعم والتوجيه والاستحسان من الآخرين، خاصة في الأوقات العصيبة، ويصبح الاعتماد شكلاً من أشكال المرض عندما يكون هناك تبعية غير طبيعية ويسبب ضغوطًا على مختلف مجالات الحياة، وعندما لا يقوم الشخص بالمهام التي يقوم بها أقرنها في نفس العمر -والتي تعتبر خاصية طبيعة لمرحلة العمر التي يمر بها، يصبح الاعتماد هنا مرضي- لذلك ظهر في أدبيات البحث الاعتمادية المرضية، والتي يطلق عليها بشكل أدق "اضطراب الشخصية الاعتمادية"، وتم الاعتراف به كاضطراب شخصية لأول مرة في دليل تشخيص الاضطرابات العقلية وإحصائها الثالث (DSM III) في عام 1980.
وتم في الكتيب الحالي بناء وتقنين "مقياس اضطراب الشخصية الاعتمادية" كأداة قياس لتشخيص الاضطراب والتعرف عليه، وتم تقنين المقياس على عينة مناسبة، وتم التحقق من خواصه السيكومترية، والتي أكدت صلاحية استخدامه في مجال البحث والتشخيص والعلاج، وللتحقق من صدق المقياس تم تعريب "استبيان الشخصية الاعتمادية" – الذي أعده Tyrer, et al. (2004) - وتم تضمينه في الكتاب الحالي ليكون إضافة للباحثين، كما تم في الكتاب الحالي تقديم إطار نظري عن اضطراب الشخصية الاعتمادية مرتبط بجوانب القياس والتشخيص ليكون دليلًا مصاحبًا مع المقياس.
ساحة النقاش