رواية زفافي علي مريض ايدز الفصل الاول
انا فرحي النهاردة ومش عايزة حد يقولي مبروك لان ده اسوء يوم في حياتي .. هحكيلكم حكايتي وهتعرفوا ليه
انا رهف .. ٢٣سنة ..جميلة جدا كما يقولون .. حاصلة علي ليسانس دراسات اسلامية .. ايوة بالظبط كده تبع الازهر .. يعني اتربيت واتعلمت علي التقوي و الخوف من ربنا امي وابويا توفاهم الله معا.. في حادثة سيارة منذ كنت في العاشرة من عمري..وخالتي هي الي اتكفلت بتربيتي ..
وتعليمي واعتبرتني ابنة لها كا ابنها مروان بالظبط .. ويمكن هو ده سبب مشكلتي الاساسية.. هو احساسي باني مديونة لخالتي بالكثير .. ومقدرش ارفض لها طلب ولا اقول لها ..لا.. حتي ولو علي حساب حياتي وسعادتي ..المشكلة معايا بداءت لما وصلت لثانوي وبدات احس ان مروان معجب بيا وده كان واضح من نظراتة فقط ولكنه لم يصرح لي يوم بحبه .. هو اكبر مني بخمس سنين فقط .. فرق السن طبعا مش كبير .. لكن الفرق في الدماغ والتفكير واسلوب الحياة بيساوي بالنسبالي .. مليون سنة ضؤئية.. احنا الاتنين نشئنا في بيت خالتي وهي متدينة بطبعها واتاثرت بيها وباسلوب
حياتها... التدين وخشية الله قبل اي شيئ .. انا قولتلكم اني خريجة ازهر يعني ..محتشمة في لبسي وبتقي الله وبصلي وبعبد ربنا بالطريقة الوسطية في الدين بدون تعصب ولا تشدد كما امر رسول الله صلي الله عليه وسلم ..فا انا بجانب التزامي بصلاتي وتعاليم ديني الا اني احب الضحك وامارس الرياضة واستمع للاغاني واهوي قراءة القصص الرومانسية واعشق الالوان وتستهويني التفاصيل لكن مروان ابن خالتي بقي تري فيه التناقض والتقلب في شخصيتة من خلال افعالة فا في الاول كان متشدد في افكارة لدرجة انه كان يعصي والدتة واحيانا يرفع صوتة عليها ويتهجم عليها في عصبيتة.. لمجرد ان يراها تشاهد التليفزيون وايضا عندما نكون معا انا وهو في المنزل ..
احيانا كان يلجاء للضرب والعنف معي لاتفةالاسباب .. وما زاد من الطين بلة .. هو انه قد تعرف علي بعض الشباب اللذين جعلوه ينضم لهم للسطو علي المنازل وتثبيت الماره في الاماكن الهادئةوتحول فجاءة من رجل متدين لمجرم.. مستهتر الاجرام يسري في دمة ومتعصب ايضا فانة..لا تعجبة ملابسي بالرغم من لبسي المحتشم..ولكنة يري انني يجب ان يكون الاسدال الذي ارتدية اسودا غطيس ..كما يحرم سماع الاغاني والرياضة والموبيل وما الي ذلك..كما انه لا يعترف بوجود الضحك والمزاح ويعتبره سفة ..ومع كل ذلك كنت احاول ان اطيعة فيما يامرني به بما اني اعيش في بيتهم .. ولكن ما قلب حياتي جحيما هو..الحصار الذي فرضة مروان عليا واصرارة علي الزواج مني وفرض نفسة عليا بطريقة خانقة.. فقد كان يتحدث وكان امر زواجنا منتهي حتي بدون ان ياخذ راي انا وكان راي لا داعي له .. كما انه.. كان دائم التقليل من شأني وشان النساء عموما..
المشكلة انه كان بيحسسني اني مجبرة علي زواجي منه وكانني لمجرد اني ابنة خالتة وليس لي احد في هذة الدنيا يحميني منه اصبحت من املاكة الخاصة ولم يكلف خاطرة في مره ان يصرح بانه يحبني او ان قلبة يميل الي فقد كان لا يعرف غير القسوة وكان يخبرني صراحة ان هذة هي طبيعتة وانني لن اجد معه في حياتة غير هذة المعاملة وانه لن يتغير وانا مجبرة علي ذلك الزواج وليس لي رفاهية الاختيار او القبول او الرفض وده وحده كان كفيل باني اكرهه واكره الارتباط به من الاساس فما كنت اجد منه سوي كل قسوة وغلظة في معاملتة لي ..وكنت اقول في نفسي ..الا يكفي ما قد رايتة من قسوة في حياتي حتي اتزوج بهذا الرجل الذي صدا قلبة من قلة العاطفة؟ حتي جاء اليوم الذي.. سافر مع صديق له لشرم الشيخ ليعملوا في احد الاماكن السياحية هناك.. وبعد ان عاد ..ومن يومها وقد اختلف حالة.. تماما واصبح يميل للصمت والهدوء والابتعاد عن الناس وان كان مازالت به تلك العصبية ..ولكن عندما يقترب احد منه ويزعجة وكان واضح ان هناك امر ما حدث ولكننا انا وخالتي لم نكن نعرف ما هو .. وبالرغم من ان
تصرفاتة اختلفت الا ان اصراره علي الزواج مني لم يختلف بل كان يظن بين كل لحظة والتانية علي اتمام الزواج ..وطلب من خالتي ان نتزوج وندخل في حجرة عندها في شقتها وطبعا خالتي وافقت.. وكانت لي صديقة منذ الصغر .. اسمها نوران كنت افضفض معها واحكي لها كل شيئ وكانت نوران تعيش في البيت المقابل لنا ... وكانت شرفتها مقابلة لشرفتنا ايضا.. وعائلة نوران كانت مكونة من امها ولها من الاخوات اثنين من الذكور وكانت نوران تقاربني في السن تقريبا.. وكنت استضيفها كثيرا عندي في بيت خالتي عندما يكون مروان خارج البيت..فهو يمنع دخول اي شخص لبيتهم مهما كان.. وكنت الاحظ. احد.. اخواتها الذكور وكان يدعي حازم ..ويعمل ضابطا برتبة ملازم فقد كان وسيما ولطيفا ومهذبا لابعد الحدود وكنت الاحظ انه كان يحملق في دائما كلما راني في الشرفة وكنت اتجاهل تلك النظرات واهرب سريعا من المكان دون ابداء اي رد فعل..
وفي مره من المرات التي كنا نتحدث فيها انا ونوران.. اخبرتني ان اخوها الكبير سيتزوج الخميس القادم
وكانت تلح عليا بان احضر الفرح ولكنني اعلم انه من المستحيل ان يوافق مروان او خالتي علي الذهاب لحضور الفرح
قلت..مش عارفة والله انا مش بخرج عادة .. بس عموما الف مبروك ربنا يسعدهم
ردت نوران قائلة.. مفيش الكلام ده انتي هتيجي يعني هتيجي .. وفي ذلك اليوم نزلنا انا ونوران لشراء بعض الاشياء الخاصة بام نوران للفرح وتفاجاءت بان حازم اخوها سياتي معنا ليوصلنا بسيارتة ولكنني رفضت ان اركب معه طبعا واعتذرت لهم مدعية بانني تلقيت مكالمة من خالتي وهي تردني ارجع لها لانها مريضة بعض الشيئ ..فنظر الي حازم وقد بدا عليه الضيق ثم
قال ..هتيجي الفرح؟
قلت .. واللهي مش عارفه بس عموما انا بتمنالهم ربنا يسعدهم
قالت له نوران سيبك منها انا هجيبها غصب عنها ..ثم ابتسمت .. وقلت.. عموما انا هحاول اجي .. ولكنه نظر الي قائلا لازم تيجي انا هستناكي ولكنني اكتفيت بان ابتسم ولم ارد عليه
وفي ذلك اليوم لم يغمض لي جفن وكنت افكر كيف اقنع خالتي ومروان اني اذهب للفرح.. حتي حدثت المفاجاءة التي حولت حياتي وذلك عندما اتصل مروان بامة ليخبرها انه اضطر ان يسافر مع احد اصدقائة لعدة ايام وقد كانت تلك طبيعتة ان يقرر السفر فجاءة وبدون اي مقدمات و من هنا استطعت ان اسمح لنفسي بان احلم بالذهاب للفرح لانة اصبح هناك امل في ان احضر فرح شقيق نوران صديقتي.. وكان عليا ان احاول ان اقنع خالتي بالذهاب الي الفرح ولكن صديقتي نوران سهلت الامر عليا حيث جعلت امها تاتي لتعزمنا علي .. وطبعا خالتي وافقت .. وفي يوم الفرح ذهبنا انا وخالتي .. وكنت الاحظ ان حازم لم يرفع عينة من عليا طيلة الوقت .. وكانت نوران تحاول جاهدة بان تاخذني بعيدا عن خالتي حتي يتسني لحازم ان يتحدث معي وعندما دخلت معها المطبخ .. وجدت حازم .. يقترب مني ويهمس في اذني.. ويقول ..عقبالك
قلت .. شكرا
قال.. ممكن اخد رقمك من نوران؟
قلت وانا في شدة الخجل من نظراتة التي كانت تلاحقني.. عايز رقمي ليه؟
قال.. كنت عايز اقولك علي حاجة
ولكن دخلت خالتي علينا في المطبخ لتقطع تلك المحادثة .. وافتعل حازم قيامة باخذ كوب من المطبخ ليوهم خالتي بانه دخل ليشرب بعض الماء ثم تركنا وخرج.. اما خالتي فا اكتفت بالنظر الي فقط بنظرة تنم عن انها تريد تبريرا علي وجود حازم وكلامه معي .. ولكن نوران جت وغيرت الموضوع وعدي الموقف وقولت ان حازم اكيد هيشلني من دماغة بعد الموقف ده اصل ايه هيخلي شاب مثلة تتمناه اي بنت يصبر علي واحده في ظروفي دي وفعلا استسلمت للفكرة دي لكن
بعد يومين .. لقيت نوران جايه بتفاجاءني
قالت لي ان اخاها معجبا بي بشدة ويريد ان يتقدم لخطبتي..
كدت ان اطير من الفرح وكم كانت سعادتي عندما اخبرتني نوران انه يحبني حبا كبيرا وكان دائم الانشغال بي ولا يطيق صبرا علي انتظار موافقة اهلي علي زواجنا..
اهلي؟؟
مين هما اهلي الي مفروض يكلمهم؟استحالة طبعا مروان مش هيوافق ..
نوران تعلم كل شيئ عني وعن ظروفي ومن الممكن ان تغفر لي عذري في عدم قبولي ان ياتي حازم لمقابلة خالتي وابنها لكن يا تري حازم هيتفهم رفضي ده؟ تفهمت نوران عذري بل وفكرت ايضا في حل لتلك المشكلة ثم قالت .. ايه رايك لو ادي لحازم رقمك وتحاولوا تشوفوا حل مع بعض للموضوع ده يمكن تلاقوا طريقة تقنعوا بيها خالتك وابنها؟
وافقت علي فكرتها وسمحت لها ان تعطي له رقم الموبيل الخاص بي..بصراحة غير اني اتمنيت فعلا يكون في حل عند اخوها لمشكلتي الا اني كان نفسي اوي اتكلم معاه عن قرب واستمع الي نبرات صوتة..
وفي الليل اتصل حازم لاول مره بي
قال.. الوو
قلت .. واناارتعش قلقا وتوترا وخجلا
الووو
قال ازيك يا رهف..
قلت .. الحمد لله تمام
قال.. بصي انا مش هطول عليكي.. عشان عارف الظروف عندك.. نوران قالتلي علي كل حاجة وشرحتلي كل الظروف..
متخفيش يا رهف انتي مش لوحدك وانا معاكي ومش هسيبك ..بس عايز اسمع منك ان كنتي انتي كمان عايزاني وقابلة تتجوزيني؟
سمعت تلك الكلمات .. كنت غير مصدقة لما اسمعة .. معقولة في حد طيب وحنين وبيحبني اوي كده؟
معقولة في حد بيقولي متخافيش انتي مش لوحدك انا معاكي؟
معقولة في حد مهتم يبقي معايا لدرجة انه يدخل نفسة في المشاكل بسببي؟
وسمعتة عبر الهاتف وهو يردد .. قولتي ايه يا رهف ساكتة ليه؟
قلت.. مفروض اقول ايه؟
قال.. قولي انك موافقة علي زواجنا ومتشيليش هم وانا هتصرف
قلت.. انا مش عايزاك تدخل في مشاكل بسببي
قال .. يعني هو ده بس الي مخليكي مترددة ؟
قلت.. ايوة
قال.. يعني انتي موافقة تتحوزيني؟
قلت..بعد وقت من الصمت وبصوت خافت
ايوه طبعا موافقة
قال.. انا مهما قولتلك يارهف انا سعيد اد ايه مش هتصدقيني
قلت..انا لازم اقفل دلوقتي عشان خالتي جايه سلام .. وبعد ان اغلقت الموبيل ..شعرت لاول مرة في حياتي بالسعادة وكنت اود لاخرج من المنزل واقبل كل الناس بل وكنت اود ان ارقص من شدة الفرح والسعادة وبقيت علي ذلك الحال لمدة ثلاثة ايام فقد كان حازم يتصل بي وكنا نتحدث طيلة الوقت .. وكانت كلما.. دخلت عليا خالتي.. ادعيت باني اتحدث مع نوران وكان قلبي يرقص علي نغمات رنينة واذوب عشقا لنبرات صوتة الدافئ المملوء بالحنان والحب وكنت اشعر وكأنني في حلم جميل اعيشة من خلال مسامعي وانا معه علي الموبيل.. ولكن للاسف لم يطول ذلك الحلم كثيرا فقد حضر احد اصدقاء مروان ليخبر امة بانه قد تعرض لحادث وهو الان في احد المستشفيات .. وانه يريدنا ان نذهب اليه ..وبالفعل ذهبنا وكانت حالتة خطيرة..وكان لابد من اجراء عملية سريعة ولكنهم وهم يجرون له بعض التحاليل لتحضيرة للعملية اكتشفوا مصيبة كبري.. فقد كان مصابا بالايدز.. لقد قال الطبيب تلك المعلومة لي انا فقط ..ولم اكن اريد ان اقضي علي خالتي فا طلبت من الطبيب الا يخبرها .. وبالفعل قاموا باجراء تلك العملية باجراءات احترازية مشددة وظل فترة في العناية المركزة وبعدها نقل لغرفة خاصة به وعندما تماثل للشفاء اخبره الطبيب بانه مصاب بلايدز ..
وبعدها بكام يوم ..
كنا انا وخالتي ذاهبين لزيارتة بالمستشفي فقالوا لنا انهم اكتشفوا بانه قد هرب
وبرغم كل ما حدث الا انني لم اخبر حازم بامر تلك المصيبة.. فا مروان في الاول والاخر ابن خالتي ولا يجب ان اكشف سترة لاحد مهما كان حتي لو كان حازم .. وبعد يومان من هروبة وجدناه قد عاد ويعيش حياتة عادي جدا وكأن شيئا لم يكن .. وفي يوم كان مروان متواجد بالبيت رن الجرس وفتحت خالتي الباب ووجدت حازم يطلب مقابلة مروان صعقت عندما اخبرتني خالتي بان حازم عندنا ويجلس بالصالون منتظر خروج مروان..لمقابلتة
وبالفعل..دخل مروان الصالون حيث كان يجلس حازم قال مروان.. اهلا وسهلا تشرب ايه؟
قال حازم وهو يحاول ان يصل حبال الود .. واللهي هناجل المشروب دلوقتي لغاية ما اعرف رايك في الي جايلك عشانة.. عشان لو وافقت يبقي ان شاء الله هنشرب شربات
نظر مروان نظرة غل وقد بدء يفهم سبب زيارة حازم ثم قال مروان.. خير؟
حازم .. طبعا اكيد انت تعرفنا كويس لاننا جيران من زمان وانت تقريبا تعرف عننا كل حاجة انا وعيلتي
رد مروان قائلا ..وبعدين؟
قال حازم.. انا بطلب منك ايد بنت خالتك بصفتك ولي امرها
قال مروان وهو يبتسم ساخرا.. يظهر الي وصلك المعلومات وصلهالك ناقصة..
قال حازم مستفهما.. مش فاهم؟؟
مروان.. الي قالك انها بنت خالتي نسي يقولك انها خطيبتي ودخلتنا بعد كام يوم
حازم.. بس انا الي اعرفة ومتاكد منه كمان انها مش مخطوبة
مروان.. وهو يضع خطا تحت الكلمات.. متاكد منه؟؟ تمام
لا انا بقي عندي ليك الخبر اليقين .. رهف خطيبتي وفي خلال كام يوم هبعتلك دعوة عشان تحضر دخلتنا .. ياتري تحب بقي دلوقتي تشرب ايه؟
قام حازم من جلستة وهو غاضبا من رفض مروان الغير مباشر لطلبة و غادر فورا
وانا كنت اقف لاستمع لحديثهما من خلف الستار .. وبعد ان غادر حازم دخلت علي حجرتي بسرعة.. وفجاءة وجدت مروان يقتحم عليا الغرفة ويمسك الموبيل الخاص بي ويفتحة ويطلب اخر رقم كان مكررا كثيرا وكان رقم حازم وعندما تاكد بانه رقمة .. كانت ليلة الجحيم بالنسبة لي فقد حطم الموبيل وحطم جسدي انا ايضا فقد اخذ يضربني بكل وحشية حتي فقدت الوعي فاحتي امة لم تستطيع ان تمنعه من ايذائي ..وبعد فترة من الوقت لم اعلمها وجدت خالتي تحاول افاقتي ..وبدات اعود للافاقة شيئا فشيئا.. ثم وجدتة يقف امامي مره اخري ويقول في نبرة تهديد
اسمعي انا اتصلت بالمأذون عشان هنعقد قرانا بكرة ومن هنا ورايح مفيش واقفة في شباك ولا بلكونة ولا في خروج للشارع من الاساس ..ثم امسك بشعري بقوة جعلتني اتالم مره اخري وهو يقول محذرا.. انا المرة دي ضربتك ..ولو حصل ومسمعتيش كلامي هقتلك..
عدد زيارات الموقع