احمد عبد المقصود

when i want see u i look to the moon

ثم إن الله سبحانه و تعالى ينذرهم في إن إذا جاء وعد الآخرة فأن من دمر دولتهم في أول مرة ( و الذين خرجوا إليهم من ارض بابل في العراق ) سيعودون إليهم ومن نفــس المكان لأن الله سبحانه و تعالى يقول في الآية الكريمة ( …فإذا جاء وعد الآخرة ليسووا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا )(7) الإسراء و من مفهوم الآية ندرك أن الذين سيسؤون وجوه بني إسرائيل و يدخلوا المسجد (كما دخلوه أول مرة ) و يدمروا كل ما قام به الإسرائيليون من علوا هم أنفسهم الذين قاموا بالتدمير الأول لدولة بني إسرائيل ( و الذين سينطلقون من نفس المكان أي العراقيون و من سيكون معهم من المسلمين الذين سيكونون مع الإمام المهدي ( عليه السلام )) و بما إن أهل العراق اصبحوا من المسلمين إذا فأن الوصف انهم ( عباد لنا أولي باس شديد ) ينطبق عليهم أيضا. من هنا نعرف أن الله سبحانه و تعالى قد اختار هذه المنطقة من العالم ليبعث منها من يدمر دولة بني إسرائيل و هذا ما صرح به أهل البيت ( عليهم السلام ) في أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) سيتخذ مدينة الكوفة ( و هي مدينة واقعة الآن ضمن حدود الدولة البابلية القديمة و كانت تسمى ( كوفان )) عاصمة لدولته قبل الانطلاق لتحرير القدس من اليهود الغاصبين و لهذا قامت الولايات المتحدة و الصهيونية العالمية بتجنيد الطاغية صدام حسين ليقوم بتدمير شعب العراق و مقدراته التي يملكها فساعدت على وصول حزب البعث إلى السلطة في العراق و من ثم تمكين عميلهم صدام بالوصول إلى رأس الحكم في العراق ليبدأ بتنفيذ مخططهم الشيطاني المرسوم سلفا و خاصة بعد أن شعرت الولايات المتحدة الأمريكية و الصهيونية العالمية بالخطر الداهم من قيام الجمهورية الإسلامية في إيران و بعد أن فشلت في الحفاظ على الحاكم التابع لها في إيران ( شاه إيران ) و التي كانت تعده لقمع الرايات السود التي ستخرج من خراسان لتنصر الإمام المهدي (عليه السلام) و التي ذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة و إدراكها أن لا شي سيمنع رايات المشرق من أن تظهر من خراسان و إنها ستجد الطريق سالكا في الجمهورية الإسلامية في إيران لنصرة الإمام المهدي ( عليه السلام ). و لهذا فأن أول مهمة أوكلتها المخابرات الأمريكية إلى الطاغية هي القيام بشن حرب على جمهورية إيران الإسلامية و بهذا فأن الولايات المتحدة ستضرب عصفورين بحجر واحد ألا و هو تدمير الشعبين العراقي و الإيراني مرة واحدة و لقد أدت هذه الحرب إلى تدمير الدولتين و تدمير اقتصادهما و إمكاناتهم العسكرية و إلى تفريغ هاتين الدولتين من عناصر القوة التي تمتلكانها بامتلاكهما اكبر احتياطي للنفط في العالم و لأن النفط يمثل قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة ومن ثم قوة عسكرية فاعلة والتي كان من الممكن أن توجه ضد العدو الصهيوني واستمرت هذه الحرب ثمان سنوات أكلت الأخضر و اليابس في كلا البلدين و كلفت الشعبين ملايين القتلى و الجرحى و المعوقين بالإضافة إلى مئات المليارات من الدولارات أحرقتها ماكنة الحرب التي أشعلها الطاغية صدام. و لقد اصبح طاغية العراق ( بطـل النصر و السلام ) و بطل العرب حيث أن الإعلام الغربي و العربي طبل و زمر للدكتاتور لأنه خرج منتصرا في الحرب !. و لكن مهمة الطاغية لم تكن لتنتهي عند هذا الحد فلقد كانت هذه المرحلة الأولى للخطة المرسومة له فاستمر باضطهاد الشعب العراق و قتل أبنائه بصورة لم يرتكبها أي جزار في التاريخ فقام بشن حرب إبادة و قتل و تشريد للشعب الكردي في شمال العراق حيث قتل و شرد ما يزيد نصف مليون من الأكراد في عملية إجرامية أطلق عليها اسم ( الأنفال ) بالإضافة لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في مدينة حلبجة الكردية في شمال العراق و التي أدت إلى مقتل خمسة آلاف شخص من أطفال و نساء و شيوخ . فهل شهد التاريخ الإنساني إجراما اكثر من هذا ؟؟



و بعد كل هذا كان تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني في بدايته فبعد سنتين بالضبط من انتهاء الحرب العراقية الإيرانية أوعزت المخابرات الأمريكية للطاغية للقيام بالهجوم على دولة الكويت و غزوها ( و قصة لقاء الطاغية صدام بالسفيرة الأمريكية في بغداد و إعطائها له الضوء الأخضر لغزو الكويت معروفة ) و هذه كانت اكبر خدمة قدمها الطاغية للولايات المتحدة الأمريكية و للصهيونية العالمية فجاءت القوات و الأساطيل الأمريكية و غزت ارض العرب بحجة تحرير الكويت و أنشأت القواعد العسكرية الأمريكية و عقدت المعاهدات الدفاعية مع اغلب الدول العربية و قامت القوات الأمريكية بتحرير الكويت و دمرت كل ما استطاعت تدميره في كلا الدولتين العراق و الكويت حتى تفوز بعقود اعمار الكويت و استنزاف موارد الكويت المالية و الاقتصادية على مدى سنوات طويلة و لقد تكفلت الدول العربية الخليجية بمصاريف الحرب من الألف إلى الياء . و بقى الطاغية صدام على رأس السلطة في العراق لأن الرئيس الأمريكي جورج بوش أوقف تقدم القوات الأمريكية بعد أن أدرك إن قواته تتقدم في داخل العراق و قد تصل إلى بغداد في غضون يوم أو يومين و قام بوقف إطلاق النار !!!! طبعا جرى هذا لحماية عميلهم المخلص في بغداد فمهمته لم تنتهي بعد .



في هذا الأثناء قام أبناء الشعب العراقي في الجنوب ( الشيعة ) و في الشمال ( الأكراد) بانتفاضة شعبية عارمة سقطت على أثرها أربعة عشر محافظة عراقية من سيطرة الطاغية و لم تبقى إلا أربعة محافظات في وسط البلاد تحت سيطرته و هنا أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن عميلها في بغداد على وشك السقوط و بما أن المخطط الأمريكي يهدف لتدمير الشعب العراقي و سحقه كليا و خاصة الشيعة في الجنوب ( لأنها تدرك أن هؤلاء سيكونون بالتأكيد من أنصار الإمام المهدي (عليه السلام ) عند ظهوره ) فأطلقت يد الطاغية على الجنوب و سمحت له بالتحرك العسكري لقمع الانتفاضة المباركة و هكذا قامت القوات التابعة للنظام و أركان النظام بأنفسهم بضرب مدن الجنوب بالمدفعية الثقيلة و بصواريخ ارض – ارض و بطائرات الهليكوبتر و تم قمع الانتفاضة و قتل و اسر مئات الآلاف من أبناء الجنوب و لم يعرف مصير اغلبهم لحد الآن وتم كذلك ضرب المراقد المقدسة للائمة الأطهار من أهل البيت ( عليهم السلام ) في النجف الأشرف و كربلاء المقدسة بالمدفعية الثقيلة و قاذفات الصواريخ و أصابتها بأضرار بالغة لازال بعضها ظاهرا لحد الآن .



و لقد كان من الأهمية بمكان للمخابرات الأمريكية و الدوائر الصهيونية الإبقاء على الطاغية صدام في الحكم حتى يتسنى لهم إكمال عملية تدمير الشعب العراقي ففرضوا حصارا اقتصاديا شاملا على الشعب العراق و ربطوا عملية رفع الحصار بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بحرب تحرير الكويت و بإزالة أسلحة الدمار الشامل التي أدعى رئيس النظام العراقي بامتلاكها على الملأ ( الكيمياوي المزدوج , غاز الأعصاب , غاز الخردل و غيرها ) و وقع الشعب العراق بين المطرقة و السندان و الكل سمع بعملية الشد و الجذب و المماطلة التي مارسها طاغية العراق لإعطاء الولايات المتحدة الأمريكية الحجة لإبقاء الحصار على الشعب العراقي أطول فترة ممكنة و لقد دمر هذا الحصار البقية الباقية من البنية التحتية من صحية و تعليمية و اجتماعية و ثقافية و غيرها للشعب العراقي و لا أحد يعلم إلى متى سيستمر هذا الحصار اللعين .



إن هذا هو سر العداء الذي يكنه بني إسرائيل لأهل العراق بصورة خاصة لأنهم يعرفون إن من هذا البلد ستخرج جحافل تحرير بيت المقدس هو الذي سيدمرهم في يوم من الأيام . لأن هذا ما هو مذكور عندهم في كتبهم المقدسة التي حرفوها لتتناسب مع ما يريدون فهم يطلقون على بابـل ( المدينة الملعونة ) و ( السيدة الزانية) و كل هذا للانتقاص من بابل و ما تمثله من أسباب دمارهم . و لعل هذا هو التفسير الذي احتار الناس فيه و لم يستطيعوا معرفة سبب العداء الأمريكي ( الصهيوني ) للعراق و لشعبه فأمريكا لا يهمها النفط العراقي و لا السيطرة عليه لأنها مسيطرة عليه فعلا فأكبر دولة تستورد النفط من العراق هي الولايات المتحدة الأمريكية و خاصة منذ فرض الحصار الاقتصادي عليه و كانت أمريكا تستطيع بما تملك من قوة أن تسيطر على العراق و على نفطه كما هو حاصل مع كل دول المنطقة النفطية و تجعل صدام حسين مثله مثل بقية الحكام العرب يأكل و يشرب و ينام هو و شعبه و لكنها أدركت أنها لو قامت بهذا فان الشعب العراقي و ما يملك من تراث ثقافي حضارة عريقين يمتد لخمسة آلاف سنة سيستغل هذا الأمر بالنهوض بنفسه و يصبح قوة إقليمية لا يمكن التكهن بمدي قوتها و تكوين مجتمعا قويا من كل النواحي قادرا على المقاومة و التحدي و من ثم يستغلها الإمام المهدي ( عليه السلام ) آنذاك في حربه ضدهم . و لهذا جعلت الطاغية صدام يلبس لبس المتحدي للوجود و النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية و للاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية و أن ينادي بالثورة و تحرير فلسطين و العداء الشديد للكيان الصهيوني ( إسرائيل ) لينخر الجسد العربي من الداخل و تركت له جزء من ثروة العراق لكي يبددها كيفما شاء هو و جلاوزته و أبناء عشيرته فاصبح هو و ولديه و زوجته و أقرباءه من أغنى أغنياء العالم و جعلوا الشعب العراقي يعيش كأفقر شعوب العالم ….



لقد درس اليهود الدين الإسلامي من باب ( اعرف عدوك ) و اطلعوا على ما جاء في القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن تحرير المسجد الأقصى و القدس الشريف و عن الفاتح الذي سيقوم بهذا التحـرير فوجدوا أن المسلمين يؤمنون بخروج رجل من أهل بيت النبوة سيقودهم إلى تحرير القدس و تدمير دولة إسرائيل و هذا جعل اليهود يحاربوا الدين الإسلامي و المسلمين و لــقد جربوا لأول مرة مرارة الهزيمة على يد جنود وفدائيي ( حزب الله ) الأبطال في جنوب لبنان حيث أذاقوا الصهاينة المجرمون مرارة الهزيمة و ذل الهوان و جعلوا العرب يفخرون بهم و بمقاومتهم الباسلة حيث إنها المرة الأولى و منذ بداية الاستيطان الصهيوني سنة 1948 يجبر العدو الصهيوني للإعلان عن الانسحاب من ارض عربية ( جنوب لبنان) بقوة السلاح و ليس بمعاهدات استسلام ذليلة … فلينظر العالم إليهم فهؤلاء هم جند من جنود الإمام المهدي ( عليه السلام ) ليرى كيف يحاربون و يبذلون أرواحهم في سبيل رفع راية لا اله إلا الله محمد رسول الله . أما بقية الدول العربية و الإسلامية فنراها متمتعة برضى الولايات المتحدة و بركاتها و خاصة الدول التي وقعت معاهدات الاستسلام مع العدو الصهيوني

المصدر: نت
ahmed20101880

when i want see u i look to the moon

  • Currently 174/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
58 تصويتات / 114 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2010 بواسطة ahmed20101880

احمد عبدالمقصود

ahmed20101880
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

107,721