رسالة إلى جميلةٍ عربية
***
يا جميلتي العربية
ثورتُكِ شرعيّة
وحُلُمُكِ ليس وهماً
فتصرَّفي بحُرّية
أمَّتُكِ حجريّةُ التفكيرْ
ألزمتْكِ بسريرْ ؟
بجسدٍ مُثيرْ ؟
وبأنثى بلا هويّة ؟
مسكينةٌ أنتِ ؟
ستتعبينْ ؟
تبحثينَ عن ذكَرٍ إنسانْ
عمَّنْ يراكِ بغير عنوانْ
يقرأُ ما تكتُبينْ
يسمعُ ما تقولينْ
ويُنحّي في حضرتِكِ الحيوانْ ؟
يُحدّثُكِ بلا تحرُّشٍ
يقبلُكِ آدَميّة ؟
وشريكةً في الحياة لا هامشيّة ؟
يعترفُ أنَّ للأنثى خصوصيّة
ومملكةٌ شخصيّة
أميرُها واحدٌ
سريرُها واحدٌ
وهي ليستْ غانيةً تبيعُ الجنسَ بمالْ ؟
وليستْ جاريةً لِيَلهو بها الرجالْ ؟
ولا هيَ جمعيّةً خيريّة
تُوزّعُ على الذّكورِ حِصَصاً جنسيّة ؟
الجمالُ يا جميلتي نِعمةٌ
لكنّهُ نقمةٌ في الغابة عربيّة ؟
أديري ظهرَكِ للذُّكورْ
لعيونٍ تلتهمُكِ كالصُّقورْ ؟
أذِيقيهم الخيبةَ يا سيدتي
فرُبَّ خيبةٍ توقِظُ النُّورْ ؟
فتظهرينَ بعيونهم إنسيّة
وتملُكينَ طاقةً فِكريّة
وتقتنعُ عيونهم بأنَّكِ ثروةٌ وطنيّة ؟
يا جميلتي
لن تنالي الآنَ مُرادَكْ
فازرعي النّورَ في عيونِ أولادكْ
هم رُوّادُ الحُلُمِ في بلادكْ
وأنتِ كما أنتِ مدرسةٌ أُولى
علّمي الذّكورَ القادمينْ
علّميهم أنسَنةَ الأنثى
لا تُدخِليهم في جاهليّة ؟
لقّنيهم الحُلُمَ بحِرَفيّة
حُلُمُكِ ليس وهماً
فتصرّفي بحُرّيّة
يا جميلتي العربية
**********
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان