عروس
أضاحِكُ ثغرًا من أقاربهِ الزّهرُ
وأنشقُ روحًا من نسائمهِ العِطرُ
فأنهلُ من نبعِ المفاتنِ شربةً
وأسكرُ من قَطفٍ إذا ذُكِرَ العَصرُ
لها جَنّةٌ في الحُسنِ دانت لعاشقٍ
وهذا تَجَلٍّ من مظاهرهِ البدرُ
أقيمُ بوادِ الحُبِّ في قلبِ قلبِها
وأسرحُ في سِرٍّ يتيهُ بهِ سِحرُ
فما الحُبُّ إلا أن أذوبَ صبابةً
وأقتلَ في وصلٍ يطيبُ بهِ عُمرُ
أُحلِّلُ فيها ما يجودُ ليَ الهوى
ويَحرُمُ عندي من خلائِقها الصّبرُ
جميلٌ بلونِ الصّمتِ في همسِ حَرفِها
فأغرقُ في الأفكارِ إن سَبحَ الفِكرُ
إذا نَطقَت فالشِّعرُ يدنو بنحوِها
كما يَردُ الوردَ الرَّطيبَ له القَطرُ
أُجمِّعُ في صدري الودادَ بقربِها
فيَشغَلُني في البُعدِ عنها بها الصّدرُ
عروسٌ كأنّ الحُلمَ جاءَ بطَيفِها
ومن عجبٍ أنّ السّرابَ هو البحرُ
وإني كما البحّارُ في أوجِ مَوجِها
يُلوِّحُ بالتّسليمِ إن غَلبَ الغَمرُ
فتُعطي مع الموتِ الرّحيمِ كنوزَها
وذي سُفُني في القاعِ يُجبى لها الدُّرُّ
حياتي بكفٍّ من حريرٍ ولمسةٍ
إذا مَنحَت فالكفُّ منها له الشّكرُ
فكلُّ نعيمٍ إن تَخَلَّت كعَلقمٍ
ويحلو عذابي إن تبدّى له النَّحرُ
مصطفى محمد كردي