لنولينك قبلة ترضاها
شعر محمود فخر الدين .
ولاك ربك قبلة ترضاها
فرحاً قرير العين نم يا طه
ولاك ربك قبلة يا طالما
أرسلت قلباً بالدعاء رجاها
يا طالما قلبت وجهك فى السما
تدعو حبيبك بكرة وضحاها
يا طالما نادته روحـُك ربـَّنا
فإذا بربك يستجيب نداها
الآن وجه شطر بكة حيث لا
ظُلَم فنورك يا بشير محاها
قد طهر الدين الحنيف ربوعها
وتزينت فإذا القشيب رداها
وتعطرت جنباتها بِشْراً وقد
أخزى العطورَ أريجُها وشذاها
كم خصها الرحمن بالفضل الذى
هى أهله ، لا يحتويه سواها
هى ذلك البلد الأمين ، وقد بنت
فيه الملائك كعبة نهواها
وكذا الخليل ومن أتوا من بعده
رفعوا القواعد فاستقر بناها
أوتيت سؤلك يا محمد فاتجه
للكعبة الغراء ، أرو ظماها
قد هُيئت تستقبل البشرى ، وقد
نادى البشير : تحولوا ، بشراها
انظر بقلبك قبل وجهك نحوها
واشكر إلهًا بالجلال حباها
لا تعط للسفهاء أذنًا ؛ إنهم
كتموا الحقيقة ، كِبْرهم أخفاها
ولئن أتيتهمو بكل علامة
لم يتْبعوك ؛ فدعهم يا طه
لا تتبع أهواءهم من بعد ما
أوتيت من علم يزيدك جاها
واصدع بأمر الله ، لا تعبأ بما
قالوا ، ونفسك فلتتم هداها
لا تبتئس يا خير من وطئ الثرى ؛
فالحق شمس ربنا جلاها
يا ليلة النصف العظيمة مرحبًا
ذكراك تبعث في النفوس رجاها
يا ليلة هلت علينا ، نورها
قد ( شعَّ ) وهاجاً ، و ( بان ) سناها
فيك اكتمال البدر، فيك قد انطوى
زعم اليهود ، ووجههم قد شاها
ولقد تجلى ربنا لحبيبه
بالآي فيك جلية فوعاها
أوتيت سؤلك يا محمد فاتجه
لنولينك قبلة ترضاها
محمود فخر الدين .