في عيد ميلادها -
الْيَوْمُ نَحْتَفِلُ بِعِيدِ مِيلَاَدِهَا
وَقَدْ أَخَذَ الْفَرَحُ مُقْعَدَا مِنْ بَيْتِهَا
حَضَرَتْ السَّمَاءُ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهَا
بِشَمْسِهَا بِقَمَرِهَا بِكَلِّ نُجُومِهَا
وَاقِفَةً بِفُسْتَانِهَا الْأَبْيَضِ
وَالْمَلَاَئِكَةُ مُجْتَمَعَةٌ مِنْ حَوْلهَا
مَا أَكْثَرُ الْعُيُونَ الَّتِي حَضِرْتْ
وَكَلُّهَا تَحْدِقُ بِهَا
سَرِقَتْ قُلُوبَ جَمِيعِ مَنْ حَضِرُوا
وَأَطْفَأَتْ عُقُولَهُمْ بِسَحَرِهَا
إذاَ ابْتَسَمَتْ دُهِشَتِ الْعُيُونُ
وَنَسِيَتْ نَفْسَهَا
فِي ثُغْرِهَا..
انْحَنَى نَخِيلُ الْعِرَاقِ
خَجَلًا... وَقَارًا...
تَبْجِيلًا... أَمَامَهَا
وَالْأَرْضُ مُزْهِرَةٌ
مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهَا
فِي لَيْلَةٍ حَضَرَ فِيهَا
مُلُوكُ الْجِمَالِ..
فَوَازَى جمَالُهُمْ كَفَّ يَدِهَا
سَحْرُ الطَّبِيعَة..
ِ وَبَرَاءَةُ الطُّفُولَة
ِ مُعَلَّقَتَانِ فَوْقَ جَبِينِهَا
نَاعِمَةٌ.. بَرِيئةٌ..مُرْهَفَةٌ..
صَاحِبَةُ إِحْسَاسٍ كَبِيرٍ هِيَ
الْجَمَالُ.. وَالْحَبُّ.. وَالرِّقَّةُ
قَدْ خُلقِوا لِأَجْلِهَا
لَا أَظُنُّ أَنَّ هُنَاكَ حَيَاةً
مِنْ بَعْدِهَا
فَكُلُّ شَيْءٍ جَمِيلٍ
قَدْ خُلِقَ بِخَلْقِهَا
فَقَدْ أَعَطَاهَا اللهُ جَمَالًا رَهيبًا
وَزَادَ الْجَمَالَ بِرُوحِهَا
فَإذَا لَمْلَمْتَ جمَال الْكَوْنِ
احْتَرَقَ وَانْدَثَرَ أَمَامَهَا
كُلُّ مَنْ رَأَهَا ..
أَصْبَحَ عَبْدًا لها
وَمَا أَكْثَرُ الْعَبِيدَ مِنْ حَوْلهَا !
تَأْسِرُ عُيُونَ الْحَاضِرِينَ
وَتَفْتَحُ أَبْوَابَ الْخَيَالِ
بِسِحْرِهَا يَسْكَرُ الْقَمَرُ
بِدُونِ شَرَابٍ
وَتَتَقَاتَلُ النُّجُومُ مَعَ بَعْضِهَا
مَنْ سَيَنَالُ شَرَفَ
مُلَاَمَسَةِ ذَيْلِ فُسْتَانِهَا؟
فِي لَيْلَةٍ فَرِيدَةٍ مِنْ نَوْعِهَا
نَعَمْ... الْيَوْمَ نَحْتَفِلُ
بِعِيدِ مِيلَاَدِهَا
فَإِنْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ عِيدِ مِيلَاَدَي
فَهُوَ يصَادِفُ كُلَّ مَا رَأَيْتُهَا
فَكَمْ أَزَاحَتْ عَنْ صَدْرَيْ الهُمُومَ
وَكَمْ أَزَالَتْ أحْزَانِي بِيَدِهَا
الْيَوْمَ..
هِيَ أَحْلَى السَّيِّدَاتِ بِحُضورِهَا
وَسَيِّدَةُ الْجِمَالِ بِجِمَالِهَا
فَإذا اخْتَفَتْ حَيَاةُ شَخْصٍ
قَدْ حَضَرَ عِيدَ مِيلَاَدِهَا
فَلَا تَخَفْ حَدِّقْ بِعُيُونِهَا
تَرَى الحَيَاةَ مَرْسُومَةً
بَيْنَ جُفُونِهَا.
حسين العلي