Hussein Al Ali > موسيقى الشعر العربى
- عيون البحر -
عَيْناكِ..
أَهُمَا مِنْ صُنْعِ الله؟!
أَمْ مِنْ وَحْيِّ الجَمَالِ هُمَا؟
فَيَا لُهمَا..مِنْ شَمْعَتانِ
قَدْ أَنَارَا الدُّنْيَا بِنُورِهِمَا
قدْ أَبْدعَ الخَالقُ
إذْ بِصَفّ الرُّمُوشِ حَوْلَهما
وذلكَ الحَاجِبُ
الشَّامِخُ كالسَّيْفِ
أَهُوَ حَارِسٌ لَهُمَا؟!
زَرْقَاءُ هِيَ عَيْنَيكِ إذًا
والسَّمَاءُ سَرَقَتْ لَوْنَهَا مِنْهُمَا
يَا قَارِئُ ...
أَرَأيتَ عُيونَ البَحْرِ؟
بِرَبِّي أَنَا رَأيْتُهَمَا
نَعَمْ هِيَ مُعْجَزَةٌ
فَلَقدْ لَمسْتُ المَستَحِيلَ
أَنَا بِلَمْسِهِمَا
سَافَرْتُ إلَى الأعْمَاقِ
وَلمْ أَتذكَّرُ اسْمِي
وَمَنْ أَنَا بِهِمَا؟
تَلْمعُ العُيونُ بِبَرْقٍ
وتُمْطِرُ السَّمَاءُ بِظِلِّهِمَا
يَفوحُ اليَاسمينُ بِعِطْرهَا
وتَتفتَّحُ أَزْهارُ الدُّنْيَا حَوْلَهما
مِئَةُ عَامٍ هِيَ المَسَافَةُ
سَيْرًا فيما بَيْنَهُما
فَكَمْ أَرْهَقانِي..
وأَتْعَبانِي..
تِلْكَ الطِّفْلَتانِ
نَعَمْ.. هُمَا
مَنْ سَأَقْضِي عُمرِي
أَكْتُبُ شِعْرًا فِيهُمَا
وَكَمْ أَخَافُ ..
أَنْ تَنْفَدَ لُغَاتُ الأَرْضِ
قَبْلَ أنْ أُعْطيهُمَا حَقَّهُمَا
مَا أسْعَدَني حِينَ أَسْبَحُ
مُسلِّمًا نَفْسِي بِبحْرِهِمَا
وَمَا أَتْعَسُ مَنْ لمْ يَأْخُذْ
شَرْبةَ مَاءٍ مِنْ نَهْرِهِمَا
تَغِيبُ الشَّمْسُ
إذَا عَانَقَتِ الرُّمُوشُ بَعْضَهمَا
وَيَسْكَرُ القَمَرُ بِرُؤْيَتِهَما
بِرَبِّكِ قدْ سَألْتُكِ:
كَمْ مِنَ العُيونِ سَحَرْتِي بِهِمَا؟
كَمْ مِنَ النِّسَاءِ قَتَلْتِي بِجَمَالِهمَا؟
كَمْ مِنَ القُلوبِ عَاشتْ بِلَوْنِهَما؟
فَأَنَا الَّذِي كُنْتُ مَلِكًا
أَصْبَحْتُ عَبْدًا لَهُمَا
أَنَا الَّذِي أَحْرقتُ القُلوبَ
قدْ احْترَقَ قَلْبِي بِنَارِهِمَا
لا أَظُنُّ...
بَعْدَ هَذَا إلَّا أَنَّهُمَا
قَدْ أَعْطَا الشَّمْسَ والقَمَرَ
شَيئًا مِنْ نُوْرِهِمَا
والنُّجُومُ اكْتَفَتْ
بِالمُرورِ فَوْقَهما
كُلُّ مَا فِي الدُّنْيَا
مِنْ جَمَالٍ
قدْ خُلِقَ بِخَلْقِهَما
فَمَا طَعْمُ الدُّنْيَا بِدُوْنِهَما؟!
هُمَا لَهمَا..
فَضْلٌ عَلى الدُّنْيَا
إذًا فلْتَقتربِ الدُّنْيَا
للرُّكُوعِ أَمَامَهُمَا
أوْ فَلْتَحْتَرِقِ الدُّنْيَا
بِما فِيها..
منْ بَعْدِهِمَا
فكمْ أَنَا غَبِيٌّ
إنْ فَكَّرْتُ
أنْ أَكْتبُ شِعْرًا
بِغَيْرِهِمَا
حسين العلي