مجلة موسيقى الشعر العربى للشاعر/أحمد الشبراوى محمد

عقيدتُنا الحقُّ

لا زلـــتُ أبكــي فالشعـــوبُ غثــاءُ *** والحــربُ ظلــــمٌ والجهـــودُ هبــاءُ
فعـلامَ قومي فــي الديــارِ أقامـــوا *** ظلمـــاً فظيعـــاً والجنــــودُ دمــــاءُ
أيـنَ الذين على العـــروشِ تربعـــوا *** أقصـورُهــم أمْ ذي القبـــورُ بنــاءُ؟
أضحــوا كذي الآثارِ فـي سكناتِهـــا *** قدْ حفهـمْ فــي ذا التـــرابِ فنـــاءُ
الصـالحـــون وغيرُهــمْ قــدْ قـــدّدِوا *** هــــذا البنـــاءُ بـأمـرهـــمْ فبـــلاءُ
ولقــــدْ عــرفنــا أنّنــــا أمثــالهـــــمْ *** ويصيبُنــا أيضــاً فنحــــنُ ســــواءُ
فلـمَ التمـاوتُ فـــي الحيـــاة وإنّنـــا *** عــن قــربِ عهــدٍ أمــرُنـــا لهبــاءُ
نرضى الحياةَ وكلّنــا في أســرِهـــا *** ونــريــــدُ منـهـــا مـــا بـــــه لأواءُ
هذي السيــوفُ تصــولُ في بلداننـا *** فكثيـرُ مــا أجســادُهــم أشـــلاءُ
والبعــضُ منافــي الحيــــاةِ مُغيـــبٌ *** ما عندهمْ في ذي الدُنـا أسمــاءُ
أفعـالُهـــمْ مثـــلُ الـــدوابِ حقيـــرةٌ *** تقليدُ غربٍ إنّهــــمْ قـــدْ شـــاؤوا
ظنّـــــوا بهـــــذا يرتقـــونَ منـاصبـــا *** كـــلا ولكـــــنْ أمرُهـــــمْ لغبـــاءُ
فـالدّيـــنُ نهـــجٌ للعـــلا وسبيلُـهــمْ *** للنصـــرِ هــــــذا إنّـــــه لقضــــاءُ
انظـرْ إلى الأسلاف كيفَ طريقُهـمْ؟ *** فأمورهــــمْ مثــل النجــومِ ضيــاءُ
كـانوا كشمسٍ فـي الأنــامِ علامــةً *** ولَكلّهمْ فــي ذا الهــدى أضـــواءُ
حـقٌّ وعدلٌ في الـورى منهــاجُهــمُ *** وقلوبُهــمْ مثـــلُ الطيـــورِ صفـــاءُ
والخيرُ فيهـــمْ كـــالبحـــارِ موســــعٌ *** خيـــــرٌ وحــــبٌّ دربهـــمْ ونقــــاءُ
مهما حييـتَ فلــن تــــرى أمثالهـــمْ *** والسعيُ في غيرِ الهدى ضوضاءُ
أمّــــا الـزمـــانُ فــإنّــــه لمصيـبــــةٌ *** هـــرْجٌ وجهـــلٌ والدُنـــا ظلمـــاءُ
أوطـانُنـــا أضحـــتْ كمـثـــلِ قبورِنـــا *** ظلــمٌ وهــدمٌ والنّفــوسُ خـــواءُ
فدمــاؤنــــا مثـــلُ الرمـــادِ رخيصــةٌ *** ما يحتـوي هـذي الدمــاءَ دمـــاءُ
سجنـــاً كبيـــراً قــدْ نَـــرى أوطانَنـــا *** إلاّ علــــى زوارِنـــــا إنْ جــــاؤوا
نحنـــي الــــرؤوسَ لغيرنــــا وكأنّنـــا *** من غيرهمْ موتـى وليـسَ بقــاءُ!
نفدي النّفوسَ لأجلهمْ كي يسعدوا *** وأجــــورُنــــا ذلٌّ بنــــــا وهبــــاءُ
أعداؤنـــا أسيادُنـــا يـــا حســرتــى *** بلْ فـــوقَ ذلـــكَ إنّنـــا أهـــــواءُ
متفــرقـــــونَ بأرضِـنــــا وأمـــورِنــــا *** وتقــودُنــــا فتــــنٌ بنـــا عميـــاءُ
آراؤنـا مـــن غيـرنـــا نسعــــى لهــا *** وعقُلُـونـــا من ظلمنـــا جــــرداءُ
نشأ الصغارُ علـى ظـــلامٍ دامـــسٍ *** أمّـــا الكبـــارُ فردّهـــمْ شحنـــاءُ
لسنا على نهجِ الهدايـــةِ نقـتـــدي *** أحياؤنـــا ضــلـــتْ بهــا الأحيـــاءُ
إنّي أقــولُ مقالتـي فــي حُــرقـــةٍ *** وأصابنـي فــي ذا المقـــامِ بكـاءُ
إنَّ الـسّبـيــــلَ لأمتــــي لا غيــــره *** ديــــنُ الإلـــــهِ بعـــدلــــه الآلاءُ
ولَغيـــرُه سُـبُـــــلٌ بهــــا إعدامُـنـــا *** سُبُلٌ بهـا فـــي كلِّهـــا رمضـــاءُ
هذه الحقيقةُ إنْ تشـــأ فافعـلْ بهـا *** ليـــدومَ فــي دنيـــا الأنـامِ جـلاءُ
إيّـــاكَ والإعـــراضَ عــــن أسبابهــا *** إنَّ الحيـــاةَ بــدونـــهـــا شــــلاّءُ
كـــم مــزقـــتْ أحقـادُنـــا أوطانَنـــا *** وتقطّعتْ مِــنْ غـدرِنـــا نعمــــاءُ؟
قــدْ أُذبـلــتْ أزهـــارُنـــــا برصاصِنــا *** وطيـورُنـا مــن ذا الظــلامِ خــواءُ
أيـنَ الكرامةُ فـي الورى ومحاســنٌ *** مِـنْ فُجْرِنــا قــدْ أُظهـرَتْ فحشاءُ
أيـدي الرجالِ بـذي الليالي لطخـتْ *** أثوابُـنـــا مــــن دمّنـــــا حمـــراءُ
أحزانُنــا تــزدادُ فـي دنيــا الأســى *** وتمـزقتْ مـــن جرحِنــا أحشــاءُ
حكـامُنــا تبعــــوا الأعــــادي ذلّــــةً *** ولخيـــرُهمْ فـــي قولِــــه بكّـــاءُ
لكنّه في الغـدرِ أضحـــى فـــارســاً *** ولـــه بكـــلِّ الخائنـيـــن عطـــاءُ
تبكـي العيـــونُ بحُــرقــةٍ ففعــالــه *** إثـــمٌ وكـــــلُّ أمــــورِه عشـــواءُ
صـــاغَ الأمــــورَ كمـــا أراد عدُونــــا *** ومضى أسًى في أهلِنـا ذا الداءُ
بسيوفِ غدرٍ قـدْ أضــلَّ جمــوعَـنــا *** لـم ينجُ مـــن كيــدِ الــردى آبــاءُ
لـم تنجُ حتـى نســـوةٌ مــن فتنــةٍ *** أو ثـــلــــةٌ أو أفـــلـــتَ الأبــنـــاءُ
فـجميعُنــا فـــي ذا الأذى متـــورطٌ *** ولنحـــنُ في أرضِ البـلاءِ ســـواءُ
إنّـي كفــرتُ بمنهـــجٍ لا يستقــي *** مــن مـــلّـةٍ أحكـــامُهــا سمحـاءُ
ورفضتُ شرعاً من هـوًى سلطانُـه *** أحكــامُـــــه أركـــانُـــــه صــمّــاءُ
أهـــلُ الدثــورِ بظلمــه في رونــقٍ *** ويـمــوتُ مــن فَجَراتِـهــمْ ضعفــاءُ
هــذي الحقــــارةُ إنّــهـــا لقبيحــةٌ *** لا يـرتضـــي غـدراتِـهـــا عـقـــلاءُ
ظلـــمٌ وجَــورٌ فــي الورى أحكامُها *** كَـــذِبٌ إذا حــــام المقـــامَ ثنـــاءُ
إنّ العقـيـــدةَ مــا أقامـتْ شرعَـنـا *** مـن غيـرِ شـرعٍ فالشعـوبُ عمـاءُ
يـا قومِ إنَّ الأرضَ محــــضُ فــريّــةٍ *** مــا قـام مـــن أجــل البــلادِ ولاءُ
فـالـدّيــنُ يجمــعُ بيننــا وعقــيــدةٌ *** فالكـلُّ في شــرعِ الإلــهِ ســـواءُ
عَرَبٌ وعجْمٌ في الهدى في وحدةٍ *** مــــا فرقـتـنـــا إخــوتـــي أرجـــاءُ
مــنْ قـــال حقّــاً إنّنـي لمــوحـــدٌ *** إنّــا لــه فــي شرعــنــا شهــداءُ
ونصــونُ نحـــنُ دمــــاءَه لعقيـــدةٍ *** لا يعــتـــري منــا دمـــــاهُ جفـــاءُ
تـركُ الــديــارِ لأجــلــه منهاجـنــــا *** شــــرعٌ وخـيــــرٌ أمــــرُه ونـقـــاءُ
يرضى الإلهُ عن الأولي قدْ هاجروا *** منْ أجله ولهـم هــــدًى وجـــزاءُ
أمّـا الذيـنَ تجردوا مــن شــرعنـــا *** فـجــــزاؤهـــــمْ نــــارٌ بـهـــا لأواءُ
من يرتضي غير الشريعـةِ منهجــاً *** فــي زمــرةٍ قـــوادُهــا جــهـــلاءُ
إنْ أُظهِـروا فظُهورهـمْ لا لــمْ يــدمْ*** وأمـورهُــمْ يــــومَ اللقـــاءِ هـبــاءُ
فالنّصـرُ للأجنـادِ مَــنْ قــدْ حقّقـوا *** شــرعَ الإلــــهِ وكـلّهـــمْ رحـمــاءُ
إلّا عـلــى أعــدائـهـم فسبـيلهـم *** نـــارٌ بهـــا أشــلاؤهــــم وفــنـــاءُ
وتكـونُ في بطلاتِهــمْ أمجادُهـــمْ *** ولهـم عـلــى أعدائهـــم هيـجــاءُ
وعليـــه إنَّ الحـــقَّ شــرعُ إلهـنـا *** رفضَ الأعـادي أمـــره أو شــــاؤوا
فاشهدْ أُخيَّ بأنّني ممــن رضــوا *** شــرعَ الإلــهِ وغيــرَه مــا جـــاؤوا
ورضيــتُ شــــرعَ اللهِ دون تـــردّدٍ *** فالدّيــنُ لي نهـجٌ علـيـــه ضـيـــاءُ
أبداً فلـنْ أرضـى بغيــرِ شريعتـي *** ولتشـهــــدِ الزفـــراتُ والأعـضـــاءُ
إنّي رأيــتُ عقيدتــي بأصــولهـــا *** نـــورٌ وحــــقٌّ أصلُـهــــا وصــفـــاءُ
مـنْ يحملُ الإسلامَ حقّاً صــادقٌ *** في زمـــرةٍ أنصــارُهــــا عظــمــاءُ
يـأتي الفضيلةَ عن هدًى ومـودةٍ *** يسعى إلى مـا يبتغــي الحكمــاءُ
ولذاكَ أسعى في الورى مستبصراً *** ديــــنَ الهـــدايـــةِ للأنــامِ دواءُ
ديــنٌ حقـيــقٌ لا يـبــارك ظلمــةً *** فـمحـجــةٌ نـــورٌ بــهـــــا بـيـضـــاءُ
ديــنٌ تحلّــى بالسمـاحــةِ دائمـاً *** فــي ظــلِّــه فخــرٌ لــنـــا ورخـــاءُ
دينُ الرسـولِ محـمـدٍ وصحــابــه *** ديــنٌ تحلّــى هـدَيـــه القــدمـــاءُ
لا ظلمَ فيـه ولا يَعيــبُ مسالمــاً *** نورٌ تجلّى فــي الـــــورى وبـهـــاءُ
أمّا الذين عـن الهدايـةِ قــدْ نــأوا *** فالظلــمُ فيهــم ظــاهــــرٌ وبــــلاءُ
من يبتغي غيـرَ السـلامِ عقيـدةً *** فالكفرُ فـيــــه معــالــــم ٌولـــــواءُ
تــاللهِ مــا غيرُ العقيــدة مخـرجـاً *** هــذا بحـــــقٍّ واضــــحٌ وجـــــلاءُ
كـــلُّ الأنـامِ بغيـره فــي ظلـمـةٍ *** فـــوقَ الظــلامِ غمامــةٌ ســوداءُ
إنّ الخليقــةَ إنْ نأتْ عن شرعِنا *** فــأمـورُهـا بخــسٌ بــهـــا وعــنــاءُ
والعرْبُ من غيرِ الشريعةِ في هوًى *** أحـــلامُ نحــسٍ إنّــهــمْ أعـداءُ
القتلُ فيهمْ عن هوًى مستفحلٌ *** وشؤونهـم مــن جهلهـم عسـراءُ
مــا كـــان للأعرابِ يومــاً عــــزّةٌ *** حتــى وإنْ طابـــتْ لهــم عـفـراءُ
إلاّ بشـــرعِ إلـهـنـــا ورســولـــه *** وبغيرِ ذلـــكَ أرضُــهــــمْ بـــلــــواءُ
لا فخــرَ فيهــم إنّمــا أهـواؤهـمْ *** فصفاتُهم مــن كفرهــم خـجـــلاءُ
فالحقُّ في شرعِ الإلــهِ ونهجِـه *** وبـه يُــرى فــي أرضـنــا الأمــنــاءُ
فالحكمُ عدلٌ دائمــاً وهـــدايـــةٌ *** ولَغـيــــرُ ذلــــك إنّــــه أهـــــــواءُ
هذا الكلامُ من الهدى مستنبطٌ *** فـاعمــلْ بـه لتـقـــودك العـلـيـــاءُ
والحقْ بركبِ محمدٍ يـا صاحبي *** إنَّ اتــبـــــاع رسـولِــنــــا لذكــــاءُ

شعر: إبراهيم بركات/ القدس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2015 بواسطة ah-shabrawy

أ/أحمد الشبراوى محمد

ah-shabrawy
نريد أن نرتقى بالشعر العربى وموسيقاه ونحمى لغتنا العربية من التردى فى متاهات عولمة اللغة تحياتي الشاعر والاديب / أ.أحمد الشبراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

400,614