دع الكرامة
لا يرحـلْ الجـــرذانُ نحــو كرامـــةٍ ... فــــإذا مــــررتَ ببابِهـــم فترحـلِ
لـن يرفـعَ الأقــزامُ عنــكَ مصيبــةً ... ما دمتَ في أحضانِهـــم فتَكحلِ
تشكو الضيـــاعَ ديارُهــم وتمزقـــاً ... مــا إنْ تطـــأْ بلــدانَهـــم فتبــولِ
لا لن تلامَ على مخالفــةِ الــردى ... لا إثـــمَ في هجرانِهــم إنْ تفــلِ
لا تُرْفـعُ الأعــلامُ إنْ قامــتْ لهــم ... حتــى وإنْ كــانــتْ بغيـــرِ توجلِ
إنَّ السيــادةَ في الــردى لكبيــرةٌ ... يخشى على أصحابِها منْ مقتلِ
ودّعتُ (وردةَ) في البـلادِ صغيــرةً ... ولقـد رحلــت إلـى ديــار تحولــي
ولقدْ رجعتُ إذا (بوردةَ) في الردى... يُلقــى عليـــهـا خـــدمةٌ بتــــذللِ
بكيتُ مــن إثــرِ الفجيعــةِ مثلمــا ... تبكي النساءُ لمــوتِ خـــلٍّ وائـل
وذهبتُ نحــو العابثيــن مــولـــولا ... وسألتُ عـن أسبــابِ ذلٍّ هـائــلِ
ضَحِك الذين على الخيانةِ قـدْ نمَو ... مــــــا للـحـيــاة بغيــــر ذلٍّ قائـل
نحنُ الذين علـى موائَــد فسقَنــا ... سـرنا علـى آثــار عـــرشٍ زائـــلِ
لكنَّنا نرضى الفجيعـةَ في الــورى ... لا خيـــرَ فــي أحكامنـــا فتوكــلِ
ضرْبُ الرقابِ لمـنْ يخالــفُ أمــرنا ... والروح تخـرج فـي حميــم سائــل
ويلٌ لمنْ يبغي الكرامةَ في الـدنا ... أو يرتضــي غيــرَ الهــوى فتعقـلِ
فرجعتُ من حيثُ المجيء بلوعةٍ ... يـــــا (وردةً) إيــــاكِ أنْ تتحللـــي
فالصبرُ (وردةَ) في النساءِ رجولةٌ ... فرجالنا شربوا النذالة في حلـــيْ
قومـي وردي عابَثــا عــن أرضنــا ... إياك عنْ أرض الرسالـــة ترحلــي
إلّا فمــنْ يبقــي الكرامـةَ منــزلا ... إنْ أنتِ عنْ أعراضنا لــم تسألــي
لو كـان فينــا أمـــرُ خيـــرٍ ظاهــرٍ ... ما كان في حكـامِنــا مــن هامــلِ
ما كان في أرض الطهــارة قاتــلٌ ... يقضــي علــى أمجـادِنـــا بتهلــلِ
يا (وردةً) لا تخـدمــي سفهاءنــا ... إنَّ السفــيـــه أمـــوره في مائــلِ
أنـتِ الكرامـةُ والكرامــةُ شاهــدٌ ... خلي المجـامرَ عنــكِ لا تتكحلــي
فرجالُنـا مـن غيّهـــم قـــد أُنّثــوا ... قومي إلى أعمالِهــــم لا تخجلـي
مـنْ يرتضي عبثـاً بظــلِّ منافــقٍ ... هل يعتلي عـــرشَ المعــزِّ النائـلِ
إمّـا تكونـي في الـورى أمثالَهــم ... أو تعتلي عرشَ الرجولة في علّيْ
فالنّاسُ عنْ أمرِ العروبة قــد نــأوا ... وتأنّثـــــوا حتــــى بغيــر جـدائـــلِ
طوبى لمنْ يرمي الرذيلة والهوى ... لا تنحنـي في ظــلِّ عهــرٍ صائــلِ
أدعو لك الرحمنَ يـا كــلَّ المنـى ... الصبـرُ خيــرٌ مــن هــوًى فتأملــي
إنْ لـمْ يقمْ أجنادُنـا في غضبـــةٍ ... مــاذا ترجّــي مــن جنــودِ القاتــلِ
يـــا أيّهـــا المغــوارُ عــذراً إنَّنــي ... أبغي الرجولـةَ فـي قتــالِ الباطــلِ
شعر: إبراهيم بركات/ القدس