بحوث المحاصيل الحقلية

تطوير أنتاج المحاصيل الحقلية والمساعدة على تقليل الفجوة الغذائية بأستخدام التكنولوجيا الحديثة

تعانى معظم اقطار العالم من ندرة المياة الصالحة لزراعة المحاصيل التقليدية خاصة فى المناطق الجافة و شبة الجافة . وهذه الندرة في المياه تتفاقم باستمرار بسبب زيادة معدلات النمو السكاني العالية. ويوضح تقرير البنك الدولي لسنة 2010 ان متوسط نصيب الفرد السنوي من الموارد المائية  في الوطـن العربي سيصل الى 667 مترا مكعبا في سنة 2025 بعدما كان 3430 مترا مكعبا في سنة 1960. ولتضييق الفجوة القائمة بين الموارد المائية لمتاحة والحاجات المستقبلية، اقترحت الدراسات محورين للحل: يتمثل الأول في في ترشيد استخدامات المياه المتاحة وحمايتها أما الحل الثاني فيتمثل تنمية مصادر مائية جديدة باضافة موارد مائية غير تقليدية. وإذا أضفنا لهذه المشكلة العويصة حقيقة أخرى وهى تدهور الأراضي الزراعية الخصبة سواء نتيجة للنحر أو التمليح أو التلوث في معظم أراضى بلاد المناطق الجافة وشبه الجافة مما يحفز الإنسان لضرورة إيجاد مصادر بديلة من المياه واستخدام الموارد غير التقليدية للمياه والحفاظ على ما هو متاح منها فعلاً. هذا الوضع يتطلب ضرورة البدء في عمل دراسة جادة لمحاولة زراعة الأراضي الصحراوية و الشاطئية بالمياه المتوفرة بهذه المناطق (ومعظمها ذات ملوحة مرتفعة) بما يلائمها من المحاصيل خاصة محاصيل الأعلاف.

وخلال العقدين الآخرين ظهر اتجاه جديد يسمى بالزراعة الملحية (Saline Agriculture) أي إقامة زراعات باستخدام مياه زائدة الملوحة قد تصل ألي تركيز مياه البحر والتي لا تتحملها المحاصيل التقليدية المعروفة ولكن يمكن أن تتحملها بعض الأنواع النباتية البرية الهالوفاتية التي يكون لها قيمة اقتصادية زراعية, وهذه الفكرة تعتبر حل مثالي حيث أن 97% من مياه الكرة الأرضية مياه مالحة (بحار ومحيطات)، وكذلك فإن الأراضي الصحراوية واسعة الانتشار، وتشكل 43% من مساحة اليابسة. وسبب قدرة الهالوفيت على إعطاء محصول وفير بالرغم من التأثير المثبط للملوحة لمياه البحر يرجع إلى العديد من العوامل الفسيولوجية و البيئية و البيولوجية التي تتميز بها الهالوفيتات.

 وقد اهتمت العديد من المؤسسات العلمية بالدول الواقعة في المناطق الجافة وشبه الجافة بالنباتات الهالوفاتية (المتحملة للملوحة) البرية واستخدمتها في الزراعة للاستفادة من الموارد الطبيعية (مياه وتربه غير مستغله غير صالحة لانتاج المحاصيل التقليدية) في إنتاج محاصيل زراعية جديدة غير تقليدية .

 بناء على ما سبق تم اقتراح مدخل جديد وهو محاولة توطين أو تأهيل وزراعة النباتات المحبة للملوحة والتي تنمو طبيعياً في مثل هذه الظروف للإنتاج الزراعي وبالتالي يمكن الاستفادة بقدرتها الطبيعية على مقاومة الملوحة و تحويل بعضها إلى محصول زراعي حقلي لانتاج الأعلاف في المواقع التي لا يتوفر فيها سوى المياه الجوفية المالحة التي لا تصلح لرى المحاصيل التقليدية المعروفة وذلك  عن طريق حصر أنواع النباتات الهالوفاتية (الملحية) البرية واختيار بعضها الذي يحتمل أن يكون لها قيمة اقتصادية من الناحية الزراعية كمصدر للغذاء أو العلف و دراسة سلوكها وطبيعة نموها والتوصل إلى افضل المعاملات الزراعية والتي يؤدى تطبيقها ألي الحصول على أعلى إنتاجية من الأنواع النباتية الهالوفاتية المختارة في مناطق زراعتها وتحويلها إلى محصول علف لة قيمةاقتصادية بالأضافة الى إجراء تجارب استكشافية لاستساغة أنواع الهالوفيتات ذات القيمة العلفية بالنسبة للحيوانات علاوة على تقويم قيمتها الغذائية قبل التوسع في إكثارها وأقلمتها.

من أهم القيود على استخدام مياه البحر لإنتاج الهالوفيت هو كيفية إدارة المياه فمن الضروري منع زيادة تراكم الأملاح في منطقة الجذور (الريزوسفير)، ولهذا فإن قصر فترات الري والغسيل الوافر للأملاح هو المفتاح الرئيسي لتحقيق النجاح والحصول على محصول عالي من الهالوفيت باستخدام مياه البحر.

هذا وقد وجد ان الفلورا المصرية تضم117 نوع نباتيا بريا من الانواع الهالوفاتية و المتحملة للملوحة تنتمى الى 75 جنسا , 32 فصيلة و اتضح ان لبعضها قيمة اقتصادية و من السهل استخدامة كعلف وتتميزالنباتات الهالوفاتية بان لها قدرةعلى تحمل المستويات العالية من ملوحة ماء الرى حتى مستوى ماء  (حوالى 40 الف جزء فى المليون ) كما ان لها قيمة غذائية عالية من حيث احتوائها على نسبة عالية من البروتين و الالياف و الكربوهيدرات تماثل تلك الموجودة الاعلاف التقليدية كما ان معظم  تلك النباتات مستثاغة لدى حيوانات المزرعة ومن اهم تلك الاصناف الواعدة نبات السيفون.

 يتميز هذا النوع النباتى بقدرتة العالية على النمو وتراكم المادة الجافة تحت ظروف الرى بتركيزات عالية من الملوحة و ان اقصى انتاجية من العلف الاخضر و المادة الجافة امكن الحصول عليها عند رى نباتات هذا النوع بمياة تحتوى على تركيز 37.5 %  من مياة البحر و قد اتضح ان هذا النوع النباتى ذو خصائص فسيولوجية مميزة عن الانواع النباتية الاخرى فى قدرتة على تعظيم الانتاجية فى وحدة المساحة تحت نفس التركيزات التى تروى بها الانواع النباتية الهالوفاتية الاخرى كما لوحظ ان هذا النوع النباتى يزداد نموة خلال فصل الصيف.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 595 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2018 بواسطة agron

قسم بحوث المحاصيل الحقلية

agron
هدفنا تطوير طرق الزراعة وتطبيق المعاملات الزراعية الحديثة مع استغلال المواد الموجودة فى البيئة لتقليل التكلفة و المحافظة على الانتاج وكذلك استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة فى ادارة انظمة الزراعات الذكية حتى يمكن تطبيقها بطريقة مستدامة فى جمهورية مصر العربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

48,209