من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 90 بليون نسمة بحلول عام 2050. سوف تؤدى هذه الزيادة بالإضافة إلى ندرة المياه والتصحر والآثار السلبية للتغيرات المناخية على انتاج المحاصيل إلى زيادة الضغط على الطلب على الغذاء وتقوض الجهود التى تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة. بالإضافة إلى أن في الوقت الراهن ما لا يقل عن 97٪ من المياه في العالم هي مياه بحار و 20٪ من الأراضي المروية في العالم هى أراضى متأثرة ومتضررة من الأملاح أو مروية من مياه تحتوي على نسب مرتفعة من الأملاح. لذلك، لابد من وضع منهج متكامل للحلول المطروحة من خلال خلق فرص اقتصادية واجتماعية وتنموية مستدامة بيئيا. تبدو زراعة النباتات الملحية كنوع من أنواع الممارسات المثالية التى تهدف إلى إدارة هذه الأنواع من التربة عندما تصبح المياة العذبة غير كافية.
نباتات العلف الملحية مثلHalocnemon strobilaceum, Zygophyllum album, Atriplex halimus, Leptochloa fusca, Kochia indica, Sporobolus virginicus, Salicornia bigelovi, Spartina patens هى نباتات علف تتحمل الملوحة تنمو بشكل جيد في المستنقعات الساحلية المالحة. تتميز هذه النباتات بمكانة خاصة فى النظم الزراعية الناشئة خاصة فى المناطق الساحلية والمناطق التى لا يتوافر بها موارد مائية عذبة. كما تعتبر هذه المحاصيل من المحاصيل الذكية بيئيا حيث أنها تضمن الأمن الغذائي وتساهم فى تحقيق أمن الطاقة والاستدامة البيئية وتتحمل آثار التغيرات المناخية (مثل الإجهاد المائي، والإجهاد الملحى وارتفاع درجات الحرارة)، وتؤدى الى زيادة خيارات فرص العمل و امتصاص ثانى اكسيد الكربون وكذلك الاستصلاح الحيوى للتربة. يمكن أن تؤدى زراعة هذه النباتات إلى زيادة الإنتاجية المستدامة، وتعزيز صمود المزارعين والحد من انبعاث غازات الدفيئة كما تساهم فى تحول الزراعة من اجل انتاج الوقود الحيوي وعلاج البيئة بالأضافة الى الغذاء والعلف. وبالتالي يتم توفير المياه العذبة والتربة عالية الجودة من أجل انتاج الغذاء والأعلاف وجلب الأراضي الفقيرة في عملية الإنتاج. معظم النباتات الملحية تتميز بتعدد المحصول الناتج عنها. كما أنها لديها قدرة على أنتاج كتلة حيوية طازجة تصل إلى 20 طن للهكتار فى السنة الواحدة. تتراوح قيمة البروتين الخام ما بين 8،32 حتي 10،2٪ وتبدو هذه النسبة عادلة وكافية لتغطية احتياجات النيتروجين لحيوانات الرعي. كما أنها تحتوى على نسب عالية من الألياف والرماد.
لقد اثبتت الدراسات السابقة أن تغذية الحيوانات من النباتات الملحية هي سهلة الهضم للغاية وتستهلك بسهولة بواسطة الماشية. كم أنها تحتوي على السليلوز وشبة السليلوز تتراوح بين 25،14 حتي 31،23٪، وهذه الكتلة الحيوية السليلوزية يمكن استخدامها لإنتاج الإيثانول الحيوى. كما أنها يمكن أن تتنافس بشكل إيجابي مع المصادر التقليدية الأخرى فى إنتاج الوقود الحيوي ويمكن زراعتها دون التعدي على الأراضي الصالحة للزراعة والمياه العذبة. تتميز هذه النباتات الملحية بالوفرة في الطبيعة وهي تعتبر خارج السلسلة الغذائية للإنسان وتتطلب عناية منخفضة مما يجعل نموها نسبيا غير مكلف. بالإضافة إلى أن بعض أنواع النباتات الملحية لديها إمكانية كبيرة لإنتاج وقود الديزل الحيوي كأحد المصادر الطبيعية
المتجددة من الطاقة النظيفة. الحشات المتعاقبة لهذه النباتات الملحية يحسن من نوعية التربة ويخفض من معدل أدمصاص الصوديوم والتوصيل الكهربائي حيث أن بعض هذه النباتات يمكن أن تقوم بتراكم الأملاح في فجوات أوراقها، ثم أنها يمكن أن تفرز الأملاح من خلال الغدد الملحية. كما يمكن أستخدامها كسماد عضوى فى عمل الكومبوست الخلاصة يمكننا أن نطلق على هذه النباتات الملحية (المحاصيل الذكية بيئيا) وذلك للأسباب التالية:
<!--نحن لا نستخدم المياه العذبة لأنها تتنافس مع الاستهلاك البشري.
<!--نحن لا نستخدم المحاصيل الغذائية التقليدية مثل الذرة وفول الصويا وقصب السكر وغيرها من أجل إنتاج الوقود الحيوي.
<!--نحن لا نستخدم الأراضي الصالحة للزراعة لأنها تتنافس مع أنتاج المحاصيل الغذائية.
<!--الحشات المتعاقبة لهذه النباتات الملحية يؤدى الى تحسين نوعية التربة، وبالتالي يمكن أن تكون صالحة لزراعة المحاصيل التقليدية.
لذلك يمكن تطبيق فكرة الزراعة الملحية عن طريق زراعة النباتات الهالوفاتية فى الأماكن التى يوجد بها تربة متأثرة بالأملاح أو مصدر مياة مالح لا يصلح لأنتاج المحاصيل التقليدية. كما انة يمكن زراعه بعض الأنواع التى تتحمل درجات الملوحة العالية فى الأراضى الهامشية المتاخمة للبحرين الأحمر و المتوسط و شبة جزيرة سيناء