الأستاذ الدكتور وفاء حجاج رئيس الشعبة الزراعية والبيولوجية والمشرف على مكتب براءات الإختراع والإبتكار المركز القومى للبحوث
إستدامة التكنولوجيا والمعرفة الزراعية تأتى تماشيا مع التطورات الوطنية للابتكار، التى تهدف لأن تكون الدولة ضمن أكثر الدول ابتكارا على مستوى العالم ومنها الزراعة والمياه وسلامة الغذاء واستدامة الإنتاج المحلى.
تعد الزراعة صناعة كثيفة المعلومات، فالزراع يحتاجون الي الحصول على المعلومات المالية والمناخية والفنية والتنظيمية لإدارة مزارعهم، إلا أن التنمية الزراعية تعتمد إلى حد كبير على مدى نجاح عملية توليد وتطبيق المعرفة الزراعية.
الزراعة تشهد فى الفترة الحالية تطورا محلوظا، فى مجالات التكنولوجيا المختلفة، واستخدام التقنيات الحديثة للزراعة والهندسة الوراثية والنانو تكنولوجى والمبيدات والأسمدة والتسميد الذاتى والميكنة الزراعية والمحاصيل، ومدى مواءمتها مع الظروف المناخية وندرة المياه الصالحة للزراعة.
نتيجة لذلك حدثت تغيرات في الإستراتيجيات المرتبطة بالتكنولوجيا الزراعية على مستوى العالم، حيث تحولت من نظم البحث الزراعي القومي والتي كانت تركز على البحوث الزراعية من إجل إحداث التنمية، مرورًا بنظم المعرفة والمعلومات الزراعية والتي إهتمت بجانب البحث العلمي الزراعي بمنظمات أخرى مثل التعليم الزراعي والإرشاد والزراع، وصولًا إلى نظم الإبتكار الزراعي والتي تضم كل المؤسسات والأفراد والمنظمات التي تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج ونقل ونشر وإستخدام المعرفة والتكنولوجيا الزراعية.
“هناك العديد من الدراسات التى تخدم مجالات الزراعة الملحية، مثل دراسة تأثير مستويات متعددة من الملوحة على إنتاجية بعض أصناف المحاصيل الزراعية والرعوية المتحملة للملوحة، وتحسين كفاءة استخدام المياه فى الزراعة، وتحسين الأراضى واستخدام التقنيات الحيوية فى تنمية الإنتاج الزراعى والتشجير، وتطوير أنظمة البيوت المحمية وأنظمة الزراعة المائية والزراعة المائية السمكية، وتطوير الثروة الحيوانية وتشجيع الابتكارات لاستدامة وسلامة الغذاء، وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة وإنتاج غذاء متكامل والتخصص الغذائى وغيرها، للتقدم العلمى والتطورات التكنولوجية للمساهمة فى إيجاد أبعاد جديدة فى القطاع الزراعى و كل ما هو مفيد للمشاريع الزراعية الكبرى و الصغرى.
عقد الملتقى العلمى عن الابتكارات فى الزراعة قبل 4 أعوام بالتعاون مع جامعة الدول العربية : لدعم الأبتكار والأختراع وإنتهي إلي عدد من التوصيات :
- عقد ملتقى الأبتكار فى الزراعة بصورة دورية لمناقشة كل ما هو جديد ومبتكر فى مجال الزراعة للإستفادة من البحوث القابلة للتطبيق وربطها بالإستثمار وهو ما يجب أن نواصله حاليا.
- حيث أن التحديات التي تواجه الزراعة والبيئة المؤسسية للابتكار الزراعي أكثر تعقيداً من أي وقت مضى؛ لذا ينبغي أن يستحدث نظام ابتكار يتقّبل هذا التعقيد ، ولتعزيز القدرة على الابتكار في مجال الزراعة على مستويات متعددة، كان لا بدّ من تطوير قدرات الابتكار الفردي من خلال الاستثمار في التدريب للتوصل إلي مخرجات بحثية قابلة للتطبيق.
- العمل على نشر وتطبيق التقنيات الزراعية التى تم التوصل لها من خلال الجهات المعنية بالإنتاج الزراعى من خلال تفعيل دور الإرشاد الزراعي.
- إصدار برتوكول ينظم العمل بين الجهة المبتكرة للمنتج والشركات المستفادة من الابتكار بهدف حفظ الحقوق المادية للطرفين ويشتمل أيضا علي الحقوق الفكرية والمالية لمكتب نقل التكنولوجيا.
- إنشاء قاعدة بيانات.
التكنولوجيا والمعرفة الزراعية
وهو ما تم تطبيقه من خلال بوابة معرفية أونلاين بالتعاون مع مركز الصندوق المصرى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاثراء ونشر وتوظيف المعرفة والابتكار والخدمات والمشروعات فى مجال الزراعة ؛ وتعزيز جهود كل الاطراف المشاركة من أجل التنمية . كما تهدف الى عرض كل انشطة اقسام الشعبة فى مجالات الإنتاج الزراعى والإنتاج الحيوانى والأراضي والمياه وتكنولوجيا واقتصاد الزراعة .
وتم تطوير البوابة لتضم عدد 16 موقعا اليكترونىا متخصصا بعدد اقسام الشعبة وكذلك بوابة أخرى للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر و بوابة للمعامل المركزية للشعبة وللجان الثقافية والفنية ، يقوم على ادارتها اساتذة وباحثين من الشعبة تم تدريبهم على ادارة المعرفة اونلاين فى ثلاث ورش عمل استهدفت تدريب اكثر من 30 أستاذ وباحث من الشعبة . تمثل البوابة الاليكترونية حلقة الوصل بين الاقسام واعضاء الشعبة بعضهم البعض وكذلك المجتمع الزراعى من المستفيدين والممارسين والمهتمين ؛ للحصول على المعرفة الزراعية المتخصصة الموثوق بها فى اسرع وقت وبشكل آمن وموثوق به .
كما يخطط كلاً من فريق الصندوق والقائمين على ادارة البوابة من الشعبة على تنفيذ عدة ورش عمل جديدة ، لمنح كافة اعضاء الشعبة مواقع مميزة تساهم فى دفع جهود الطرفين لتحقيق اهداف التعاون ، يتم ربطها جميعاً بالبوابة الأم للشعبة .
و نظرا لما تبذله وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومؤسساتها في تنمية المجتمع المصري و الاقليمي باستخدام ادوات و تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كل المجالات؛ فقد تم اتاحة خدمة بناء البوابات والمواقع الاليكترونية اونلاين و تقديم التدريب الداعم والموائم لبناءها وتفعيلها للشعبة باقسامها ولتعزيز الجهود في نشر المعرفة من اجل تنمية الوطن من خلال مشاركة فعالة لاعضاء الشعبة من الاساتذة والباحثين .
وسوف تشمل البوبات :
إدارة المعلومات و الإتصالات من أجل التنمية المستدامة فى مصر
إدارة المعرفة الزراعية عن طريق تطوير النظم الخبيرة فى مصر
نظم إدارة المعلومات البحثية الزراعية فى مصر
إدارة المعارف الزراعية من خلال نظام الخبير المحلي
إنشاء شبكة إتصال للتنمية الزراعية و الريفية المتكاملة
علوم الحاسب وتطبيقات النظم الذكية –
إطلاق المعرفة الزراعية
ضرورة تنفيذ وتنمية المشروعات المتوسطة و الصغيرة ومتناهية الصغر باعتبارها قاطرة التنمية الاقتصادية المستدامة لمالها من أهمــية كبيرة ودور أساسى لدى متخذ القرار الإقتصادى سواء فى الدول المتقدمة أو النامية على حد سواء، من خلال تعظيم دور الجهات والمؤسسات الداعمة للمشروعات المشروعات الزراعية و المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى قطاع الزراعة للوصول إلى الإكتفاء الذاتى ونشر ثقافة المشروعات الزراعية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وأهمية عرض أهم المشروعات وخبرات المراكز البحثية ومنها الشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث، والمساعدة على تنفيذ وادارة مشروعات زراعية ناجحة ذات جدوى اقتصادية مربحة مع التركيز على فئات معينة ( المرأة والشباب) .
ولذلك من المهم:
- عقد بروتوكول تعاون بين المركز القومى للبحوث ممثلا في شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية وكذلك شركاء التنمية والداعميين للمشروعات وهم جهاز تنمية المشروعات الزراعية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لنقل خبرات المشروعات الزراعية للشعبة والمركز و خاصة للشباب والمرأة لتوفير فرص عمل دائمة ومؤقتة لهن وتحسين ظروفهن المعيشية والاقتصادية خاصة المرأة الريفية المعيلة.
- تفعيل دور الجمعيات الإهلية الريفية فى معاونة المرأة الريفية فى تنفيذ المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر توفر لها دخل نقدى ملائم .
- أهمية إيجاد فرص تمويل بأسعار فائدة منخفضة تمكن الفئات الريفية من تنفيذ المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر الريفية والزراعية.
- الإسهام فى دفع عجلة التنمية و التقدم من خلال توفير فرص عمل دائمة ومؤقته تعمل على زيادة الإنتاج والدخل بما ينعكس على المستوى القومى بمردود اقتصادى و اجتماعى وذلك تماشيا مع سياسة الدولة الحالية.
- دعم وجود علاقات جيدة ومنافع مشتركة بين كل المؤسسات الهادفة وغير الهادفة للربح بين المنتجين وغيرهم من أصحاب المصلحة والعاملين في القطاع الزراعي.
بالنسبة للقطاع الزراعي فإن أطراف نظام الإبتكار تتضمن البحث العلمي الزراعي (العام والخاص)، التعليم الزراعي (الجامعي والثانوي)، الإرشاد الزراعي (العام والخاص)، موردي المستلزمات الزراعية (شركات وأفراد)، التسويق الزراعي (شركات وتجار)، التمويل الزراعي، منظمات المجتمع المدني (التعاونيات، منظمات المزارعين، روابط المنتجين، الخ …)، المنتجين الزراعيين، إضافة إلى السياسة الزراعية.