يشغل المثلث الذهبي الذي يضم كل من ليبيا وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان مساحة كبيرة في إفريقيا، يحده شمالا البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق فلسطين المحتلة والبحر الأحمر ومن الجنوب الشرقي أريتريا وأثيوبيا ومن الجنوب كينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الشعبية وزائير ومن الجنوب الغربي تشاد والنيجر وجمهورية أفريقيا الوسطى ومن الغرب تونس والجزائر. وتقدر المساحة الإجمالية للبلدان الثلاثة بحوالي 5,265,810 كم2 (تقدر مسحة كل من الجماهيرية العظمى بحوالي 1,760,000كم2 ومصر بحوالي كم21,000,000 والسودان بحوالي 2,505,810 كم2)، (وتقدر مساحة أفريقيا الإجمالية بحوالي 30.2 مليون متر مربع) ، يتمتع السودان بموارد ضخمة من المياه منها 18.5 مليار متر مكعب/سنة من نهر النيل و4400 مليار متر مكعب من المياه الجوفية غير مستغلة ، بجانب مياه الأمطار التي تسقط سنويا بحوالي 50 مليار متر مكعب في السنة. وتصل كمية المياه الإجمالية من مختلف مصادرها في جمهورية مصر العربية إلى 58.3 مليار متر3 / سنة وتقدر كمية المياه في الجماهيرية بحوالي 3760 مليون متر3 / سنة (3430 مليون متر3 مياه جوفية و120 مليون متر3 سطحية و110 مليون متر3 ومياه معالجة 110 مليون متر3 )، وتعد مشكلة عدم توفر المياه وقلة مصادرها من العوامل الرئيسية المؤثرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ليبيا، وتعتمد ليبيا على المياه الجوفية بنسبة 95.6% ومياه الوديان بنسبة 2.7% ومياه التحلية بنسبة 1.4% والمياه المعاد استخدامها بعد معالجتها بنسبة 0.7%، ومن أجل التغلب على مشكلة العجز المائي في الشريط الساحلي فقد تحقق إنجاز واحد من أضخم المشاريع بتكلفة حوالي 30 مليار دولار المعروف باسم النهر الصناعي ويهدف المشروع من خلال المراحل الأربعة وعبر شبكة من الأنابيب الضخمة يصل طولها 4040 كيلو متر، إلى نقل ما يقرب من 5.5 مليون متر مكعب من الماء يومياً من الأحواض المائية الجوفية في الجنوب إلى المناطق الساحلية في الشمال. كما تم إنشاء العديد من محطات التحلية الصغيرة والمتوسطة حيث بلغت طاقتها الإنتاجية 700 مليون متر مكعب في السنة ويجري العمل لإنشاء محطات ضخمة لتحلية مياه البحر في كل من طرابلس وبنغازي وبعض المدن الأخرى. وتقدر مساحة الرقعة الصالحة للزراعة في ليبيا ومصر والسودان حوالي ( 2.92%) و( 2 %) و (200 مليون فدان ؛المستغل منها حاليا لا يتعدى 15 % فقط وحوالي 250 مليون فدان أخري عبارة عن غابات ومراع وأراض مغطاة بالشجيرات) على التوالي، وبلغ عدد سكان البلدان الثلاثة حوالي 130 مليون نسمة (مصر حوالي 83 مليون نسمة والسودان 42 مليون وليبيا أقل من 6 مليون) وصل عدد سكان أفريقيا الإجمالي حولي 922 مليون نسمة لسنة 2005 ( تمثل البلدان الثلاثة 14% من سكان أفريقيا). يملك السودان ثروة ضخمة من الثروة الحيوانية تغطي احتياجات السودان وليبيا بالكامل و50% من احتياجات الوطن العربي .ويستطيع السودان أن يغطي احتياجاته واحتياجات الجماهيرية من الحبوب مثل الذرة الرفيعة والقمح والقطن والحبوب الزيتية والجلود، ويمكن إقامة بعض الصناعات الغذائية علي المنتجات الزراعية لسد حاجته وحاجة ليبيا ومصر والسودان من بعض السلع الغذائية المصنعة . ولسد الفجوة الغذائية يجب الاستفادة من كميات المياه الضخمة ومن الأراضي الزراعية غير المستغلة في السودان والرأس المال الليبي والاستفادة من القوانين والتشريعات السودانية الجديدة بشأن الاستثمار والخبرة الفنية المصرية في المجالات المخلفة وخصوصا في القطاع الزراعي، وذلك لخلق مشاريع مشتركة لفائدة الأقطار الثلاثة .كما يجب تطبيق جميع الاتفاقيات المبرمة بينهم ومن بينها اتفاق التكامل بين ليبيا والسودان والاتفاقية البيطرية الصحية لاستيراد اللحوم بين القطرين. ويمكن مد النهر الصناعي بالمياه المستدامة عن طريق توصيل المياه الجوفية السودانية بحوض مياه الكفرة الذي يمتد إلي كل من السودان ومصر وتشاد والنيجر ففي حالة تنفيذ مثل هذا المشروع فسوف تستفيد كل البلدان الواقعة على حوض مياه الكفرة.
د.مسعودة بوعروشة
عضو هيئة تدريس بجامعة عمر المختار- البيضاء- ليبيا قسم الإقتصاد الزراعي التخصص العام ادارة اعمال بكالورويس زراعة - جامعة عمر المختار- البيضاء - 1998 ماجستير ادارة- اكاديمية الدراسات العليا بنغازي - 2003 دكتوراة ادارة مزارع سمكية - شافيلد هالم - بريطانيا 2013 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
89,153