<!--<!--<!--<!--
يُعدّ التاريخ العربي حافلاً بقصص ملهمة لنساء
استطعن بقدراتهن وإبداعهن أن يتركن بصمة واضحة في مجالات العلوم والصحة، مُتحديات الصعاب وكسارات الحواجز، ليصبحن نبراسًا يُضيء دروب الأجيال القادمة.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على بعض من هذه نساء عربيات، ونستعرض إنجازاتهن وإسهاماتهن في مختلف المجالات الطبية والعلمية، ونغوص في رحلةٍ مُلهمة تروي قصص كفاحهن وتحدياتهن وإنجازاتهن المُميّزة.
1. الدكتورة سميرة بنت خليفة (البحرين):
تُعدّ الدكتورة سميرة بنت خليفة رائدة علم الأورام في البحرين، حيث أسست مركز البحرين لعلاج السرطان، وهو أول مركز متخصص في علاج السرطان في الخليج العربي.
لم يقتصر إنجازها على تأسيس المركز فقط، بل برزت كفاءتها وخبرتها في مجال علاج السرطان، مما جعلها وجهةً مفضّلة للمرضى من مختلف الدول العربية.
لم تتوقف جهودها عند علاج المرضى، بل حرصت على نشر الوعي حول مرض السرطان ودعم مرضى السرطان، ونظّمت العديد من الحملات التوعوية والبرامج الداعمة للمرضى.
حصلت الدكتورة سميرة بنت خليفة على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها، منها جائزة "أفضل طبيبة عربية" عام 2010، وجائزة "الشخصية النسائية العربية المُلهِمة" عام 2015.
2. الدكتورة حنان صليعة (لبنان):
تُعدّ الدكتورة حنان صليعة رائدة علم الأحياء الدقيقة في لبنان، حيث اشتهرت بأبحاثها حول مقاومة المضادات الحيوية، وهو موضوعٌ هامٌ يُهدد صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم.
لم تكتفِ بتحليل المشكلة، بل سعت إلى إيجاد حلولٍ مبتكرة من خلال أبحاثها المُكثّفة، حيث طوّرت طرقًا جديدة للتعامل مع مقاومة المضادات الحيوية، ممّا ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى.
أسست الدكتورة حنان صليعة مختبرًا للأبحاث في الجامعة الأمريكية في بيروت، ونشرت العديد من الأوراق العلمية في المجلات المُتخصصة، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها.
3. الدكتورة هدى الخليفة (قطر):
تُعدّ الدكتورة هدى الخليفة رائدة علم الجينات في قطر، حيث اشتهرت بأبحاثها حول أمراض القلب الوراثية، وهي أمراضٌ تُسبب معاناةً كبيرة للمرضى وعائلاتهم.
سعت الدكتورة هدى الخليفة إلى فهم آليات عمل هذه الأمراض، وتطوير طرقٍ جديدة للوقاية منها وعلاجها.
أسست مركز قطر للطب الجيني، الذي أصبح مركزًا رائدًا في مجال أبحاث الجينات في المنطقة العربية.
نشرت الدكتورة هدى الخليفة العديد من الأوراق العلمية في المجلات المُتخصصة، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها.
4. الدكتورة مريم بنت محمد (الإمارات العربية المتحدة):
تُعدّ الدكتورة مريم بنت محمد رائدة علم الفلك في الإمارات العربية المتحدة، حيث تشغل منصب رئيسة جمعية الإمارات للفلك.
لم تكتفِ الدكتورة مريم بنت محمد بدراسة النجوم من خلف الكتب والمختبرات، بل سعت إلى نشر شغفها بالفلك بين الناس، ونظّمت العديد من الفعاليات والبرامج التوعوية حول علم الفلك.
أسست مركزًا للفلك في أبو ظبي، والذي أصبح مركزًا مُهمًا لنشر المعرفة حول علم الفلك في الإمارات العربية المتحدة.
نشرت الدكتورة مريم بنت محمد العديد من الكتب والمقالات حول علم الفلك، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها.
5. الدكتورة عفاف الشوا (مصر):
تُعدّ الدكتورة عفاف الشوا رائدة علم الفيزياء في مصر، حيث اشتهرت بأبحاثها حول الطاقة الشمسية، والتي تُعدّ مصدرًا هامًا للطاقة النظيفة في العالم.
سعت الدكتورة عفاف الشوا إلى تطوير تقنيات جديدة لاستخدام الطاقة الشمسية بكفاءةٍ عالية، ممّا ساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وحماية البيئة.
أسست مركزًا لبحوث الطاقة الشمسية في جامعة القاهرة، ونشرت العديد من الأوراق العلمية في المجلات المُتخصصة، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإنجازاتها.
هذه مجرد أمثلة قليلة من نساء عربيات عظيمات استطعن بفضل إبداعهن وإصرارهن أن يُحققن إنجازاتٍ مُميّزة في مجالات العلوم والصحة.
إنّ قصص نجاحهن تُلهمنا وتُحفّزنا على التغلب على التحديات وتحقيق أحلامنا.
ولكن، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجهها المرأة العربية في مجال العلوم والصحة، مثل نقص التمويل والدعم، وعدم المساواة بين الجنسين، وغياب فرص الترقي والتقدم.
ختامًا:
إنّ نساء العالم العربي هنّ كنزٌ ثمينٌ يزخر بالإبداع والذكاء، ونحن بحاجة إلى دعمهن وتوفير الفرص لهن لكي يُساهمن في بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعًا.