لكم كنت أتمنى أثناء عملى فى وزارة البيئة أن أرى حلمى يتحقق فى أن اجد يوماً من يتبنى انشاء مدرسة طبيعة .. مدرسة الطبيعة (مدرسة البيئة) تشكل مكانا" مثاليا" للتربية والتعليم البيئي فهي مراكز مهمة لمساعدة الصغار والشباب على تغيير سلوكهم. .من خلال تدريبهم على التفكير البيئي السليم. هذا النوع من المدارس يهتم ويضع مناهج مرتكزة على موضوعات بيئية مختلفة كالوعي البيئي ، استهلاك الطاقة، التعامل الصحي مع النفايات، الماء، الهواء، الضوضاء ..الخ.
يقوم الأطفال في هذه المدارس بدراسة بيئية تشمل (الماء، الطاقة، النفاية، الحركة، البيئة الحية) ثم يقوموا بإعداد حل بسيط مع أعضاء الفريق التدريبي لإدارة المشكلة إن وجدت. بالإضافة إلى انشطة بيئية اخرى متنوعة . لذلك فهذه المدارس ليست فقط تجعل الاطفال يحبون الطبيعة ولكن تجعلهم يعرفون طبيعة العلاقة بين الإنسان والطبيعة مما يجعلهم يسعون دائما للحفاظ عليها.
مدارس الطبيعة تعتمد على التدريب خارج الفصل الدراسي بجدرانه الأربعة . فيخرجون للتدريب في غابة او منتزه عام فيأخذ التلاميذ خبرات متنوعة.
تنتشر هذه المدارس في أوروبا حيث يتاح الدراسة فيها من سن 6 سنوات . وبكل مدرسة عدد من مرشيدين الطبيعة (Nature Guide). يقوم مرشد الطبيعة (البيئة) بتبسيط أساسيات البيئة وأهمها ان الطبيعة هي كل شيء من حولنا (التضاريس، البحار، المناخ، النباتات، الحيوانات، التاريخ والعادات والتقاليد) والتي يؤثر ويتأثر بها الإنسان.
يتميز مرشدي الطبيعة بخبرتهم في تنظيم الدورات التدريبية والانشطة في قلب الطبيعة. ومعظمهم لديهم خلفية علمية في مجال علوم الاحياء، الزراعة والجيولوجيا ..
من إحدى أهداف التدريب في مدارس الطبيعة هو تشجيع أو استثارة فضول ، ابتكارية الطلاب من خلال اجراء انشطة وتجارب مختلفة مما يجعلهم سعداء بخبراتهم الجديدة مع الطبيعة.
يتم التركيز على المناهج التالية في مدارس الطبيعة:
العلــوم:
- الدراسات الطبيعية (فصول السنة ودورات الحياة)
- الدراسات البيئية (التشجير، التدوير، التحلل)
- علوم الحياة (الجيولوجيا، الفلك، التشريح والبيولوجي، علم النبات،..الخ)
الفنــون:
- الاعمال اليدوية
-
- أعمال النجارة
-
- الدهانات
-
- الصباغة بمواد طبيعية
-
- المسرحيات الدرامية
-
- الطبخ، التعليب والحفظ
الاستطلاعات الخارجية:
- الرحلات الميدانية
- ملاحظة الطبيعة
- الرياضة والالعاب الميدانية
مدارس الطبيعة في أوروبا :
تنتشر بأوروبا عدد كبير من المدارس والمراكز الطبيعية والبيئية والتي تهدف الى رفع الوعي البيئي لدى الأطفال منذ الصغر واحدى هذه المراكز مركز ESrum MÆllegard التي تقع في الجزء الشمالي من جزيرة Zealandفى الدنمارك ويعد من أول مراكز الطبيعة التي تم إنشائها بمملكة الدنمارك. تتميز المدرسة بوقوعها بين بيئة طبيعية مليئة بالكائنات النباتية والحيوانية، احدى الغابات والبحيرات مما يجعلها مكان خصب لإجراء عدد من التجارب البيئية.
يأتي الى المدرسة طلاب من مراحل التعليم المختلفة ومن تخصصات مختلفة بالجامعات حيث يستفيدون من الدراسة العملية التي يقدمها المركز والتي تبدأ بالدراسة والعمل الميداني ثم التحليل والاستنتاج الذي يتم في المعمل.
يقوم حراس الطبيعة بالمدرسة بالاندماج مع الاطفال صغيري السن في الانشطة والالعاب البيئية المختلفة ليخلقوا الحب والاحترام للبيئة المحيطة.
ويدعم المركز معمل وفصل متحرك ( وحدة اتصال متحركة تمنح فصولاً بيئية )من اجل اجراء زيارات ميدانية ورحلات دراسية في اماكن مختلفة قد تمتد الى خارج البلاد.
وما زلت اتساءل حتى الآن وبعد مرور ما يزيد عن ست سنوات منذ بدأ عملى فى المجال الاعلامى البيئى ..هل سأعيش لليوم الذى أرى فيه هذا النوع من المدارس بمصر ؟؟!!!
هل سيتحقق حلمى فى أن أرى فصلاً بيئياً متخصصاً يقوم على دعم الثقافة العلمية والبيئية المتخصصة لا التوعية والارشاد بالأغانى والحكايات فقط .. أم سيظل لى ضرباً من الخيال ؟