بعد ثورة 25 يناير زاد عدد المستخدمين للانترنت خاصة فى مصربنسبة 30% ... حتى أن كبار السن من آباء وامهات وأجداد أيضاً وجدات.. لديهم الان حسابات خاصة على الشبكات المجتمعية واشهرهم الفيس بوك !! ليصل عدد مشتركى الفيس بوك من العرب الى 27.7 مليون مشترك فى النصف الأول لعام 2011
وكأنى أرانى الآن مع من حولى على فلك نوح بين أمواج عالية من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ..طوفان حقاً يحاصرنا من كل جانب ،متغيرات وظواهر ثقافية مغايرة لهويتنا وموروثاتنا العربية .
وان تجرأ و فتح أحد فمه وتفوه بكلمة عن تلك الظواهر اتهمونا بالرجعية والتعنت وربما حشرونا ضمن زمرة مثقفى ومفكرى قوم ( مبارك ) فى فترة لحكم البائد !!!
حقاً ..كانت زمرة ثقافية مزيفة صنعت على ايدى النظام السابق وجنوده ..صناعة بخواء ثقافى وأدبى وعلمى على كل المستويات واهمها المستوى الاعلامى عبر القنوات الفضائية خاصة وبعض دور النشر للدوريات والكتب للأسف بدعم ثلة من مسئولى هذه الحقبة ،فكانت نتائجهم المثمرة كالآتى :
1- كتاب مبتدئين فقراء للغة العربية ومفرداتها فقط حكائين باللغة العامية ..أكثر ما يميزهم ويزيد من ابداعهم هو خفة الدم وروح الدعابة لمفرداتهم
2- قوة اعلامية خفية تدعم وتدفع كل من يشارك فى اضمحلال اللغة العربية والعمق الفكرى والثقافى بالتصفيق والتحفيز
3- صناعة بالونات فكرية وثقافية (.. اقصد رموز ) !!!
4- غياب المراقبة اللغوية على الاعلام المصرى والعربى باستثناء قنوات الجزيرة ، سواء من القائمين عليها أو المشاركين من المشاهدين
5- كارثة لغة الفرانكوا آراب التى انتشرت كالنار فى هشيم الشبكات المجتمعية كالفيس بوك وتويتر ..مما اضعف اللغة العربية لجيل كامل ..وما زالت مستمرة للاجيال القادمة للاسف ان لم نتحرك
6- استخدام اللغة الانجليزية فى اداريات العمل الداخلى فى العديد من الهيئات الخاصة والكارثة فى الحكومية أيضاً ..فتفاجىء بضعف قدرات الموظفين على كتابة ولو مذكرة بسيطة
7- هرولة الآباء للمدارس الاجنبية والخاصة لتعلم اللغات وعلوم الدنيا على حساب التربية العقائدية والعربية السليمة ..وافرق بين الهرولة والاهتمام .. نحن فى حاجة للاطلاع على ثقافة الآخرين والتعرف على لغاتهم ولكن بحكمة ..لابد من التوازن فى كلا الأمرين حتى لايأتى لنا اليوم لنرى جيل مصري الاسم ..مائع السلوك والمظهر والفكر !!
8- انتشار المسلسلات والأفلام المدبلجة باللغات المحلية ( كالمصرية والسورية العامية على سبيل المثال المسلسلات التركية )
تلك الظواهر والمتغيرات تهتك ثقافتنا العربية ولا تزال ولا احد يهتم ويحرك ساكناً
ويزداد صدرى ضيقاً كلما قرأت تلك الرسائل التى تأتى من المشاهدين تحت شرائط الأخبار على القنوات الفضائية ولكن عندما تجد عنونة الفقرات ككتابة فقرة اعلانية هكذا ( فقرة أعلانية ) ماذا تقول ؟؟!!!
اقول .. لقد اعنا هؤلاء من كل اتجاه على اتمام ما بدأوه ويستمرون فيه من قتل وهتك بطىء لثقافتنا العربية .. ولكن الى متى سنظل ومتى نتحرك يا قوم 25 يناير للدفاع عن ثقافتنا ولغتنا العربية ؟! الى متى ؟