حوار بين المذكر والمؤنث
قال لها ألا تلاحظين إنَّ الكـون ذكـرٌ ؟ فقالت له: بلى لاحظت أن الكينونة أنثى ، قال لها : ألم تدركي بأن النـور ذكـر ؟ فقالِت له : بل أدركت أن الشمس أنثـى ! قـال لهـا : أوليـس الكـرم ذكــرا ً؟فقالت له: نعم ولكـن الكرامـة أنثـى !
قال لها : ألا يعجبـك أن الشِعـر ذكر ً؟فقالت : أعجبني أكثر أن المشاعر أنثى!
قال : هل تعلميـن أن العلـم ذكـر ؟ فقالت : إنني أعرف أن المعرفة أنثـى!
فأخذ نفسـا ً عميقـا ًوهو مغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمت لـلــحــظــات ثم قال : سمعت أحدهم يقول : إن الخيانة أنثى ؛
فقالت : ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكر !
فقال : ولكنهم يقولون : إن الخديعـة أنثـى!
فأجابت : بل هن يقلـن : إن الكـذب ذكـر ً!
قال : هناك من أكّد لـي أن ( الحماقـة ) أنثـى ، فقالت : وهنا من أثبت لي أن ( الغباء ) ذكـر ، فقـال : أنـا أظـن أن ( الجريمـة) أنـثـى ، فقالـت : وأنـا أجـزم أن ( الإثـم ) ذكـر ، فقـال : أنـا تعلمـت أن ( البشاعـة) أنثـى ، فقالـت : وأنـا أدركـت أن ( القُبـح ) ذكر .
تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحـدة أما هـي فخافـت عنـد إمساكه بالكأس مما جعلها ابتسمت ما إن رأته يشرب وعندما رآها تبتسم فقال : يبدو أنك محقة فإن (الطبيعة) أنثـى ، فقالت : وأنت قد أصبت فإن ( الجمال ) ذكـر ، فًقـال : لا بـل ( السـعـادة ) أنـثـى ، فقالت : ربمـا ولكن ( الحـب ) ذكر ، فقال : وأنا أعترف بأن ( التضحية ) أنثـى ، فقالت : وأنا أقر بأن ( الصفـح ) ذكـر ، قال : ولكننى على ثقة بأن ( الدنيا) أنثى فقالت : وأنا على يقين بأن (القلب ) ذكر ، ولازال الجـدل قائمـا ً ولا زالت الفتنة نائمـة وسيبقى الحوار مستمرا ً طالما أن الـسـؤال ذكــر ًوالإجـابـة أنـثــى ، مع تحيات ، شاهد الحوار د / عامر أبو عميرة .
المصدر: د/ عامرسليمان ابوعميرة
نشرت فى 5 مايو 2011
بواسطة abonasser
ساحة النقاش