))يا كل أحرار العرب ))
العين تدمع بالدماء
علي حلب
و الطفل يهتف نازفا
أين العرب
يرنو لأشلاء تناثر
في الترب
هذي عيون الأم
كانت تحتضنه
و تنتحب
هذي ذراع الأب
كم جاءت بفاكهة الرطب
هذي شفاة بل صباع بل قلوب
بل دماء تنسكب
في كل مجزرة تتم
نقيم مأدبة الأدب
من ينتفض شعرا
يفخر بقول قد كتب
من يظهرون تأسفا
و من أدان و من شجب
عذرا فلا جدوى لقول
فلا طعام من الخطب
فالكل في كف الضياع
يتعفنون من العطب
تتناثر الأرواح ترفل
في رداء من ذهب
هم يرتقون لربهم
و نحن نشكر من شجب
من يا رسول الله بعدك
للضعاف و للعرب
تركوا الصلاة و غردوا
في جوف خمر من عنب
عاشوا في وهم من إيمان
بالهوان و بالتعب
وهم تهاوي خاسفا
طيف خرب
نهفوا إلي الأيام
تخدعنا الحجب
نرنو إلي الحكام
نستمع الكذب
يتبجحون يثرثرون كلامهم
ضحك لعب
يتقدمون
و في الخطب
نهتز نشعر بالآلام و بالتعب
زيف العروبة بالفخار و بالكذب
نصرخ
و ما من مستجب
الأرض تزأر بالجحيم
و باللهب
أفق يسيل و لا مغيث
و لا عجب
يا راجيا خيرا يسيل
من العرب
خفف دعاءك
لا مجيب و لا قريب و لا نسب
الصمت أصبح جاثما
ظنوه خلق أو أدب
و هم الجبان و في الهوان
وهن وجب
و دماء أطفال ...
و لا صريخ من العرب
ملعون يا كل العرب
الترب في يدكم
خواتم من ذهب
من أي جحر جئتني
فأر و سلحفة و ضب
ألقيت أمالي
نثرت عقود لؤلؤتي
و أعلنت الغضب
اضرب فلا بقاء و لا حياة لخاضع
فالكل يصغى لمن غلب
اضرب أخي بالأمس قدس
و اليوم نبكي على حلب
و غدا سيلحق ركبنا
بالموت آلاف العرب
(( يا قارئي
لا ترجو مني الهمس
لا ترجو الطرب
ما حيلة الأزهار
إن وجدت بأحراش القصب
حسبي بأني غاضب
والنار أولها غضب ))
ما بين القوسين للشاعر الفلسطيني الكبير / محمود درويش رحمه الله
أعجبني
