حدائق الأسطح - وجه جديد للحديقة المنزلية
نتيجة للزيادة السكانية المطردة التى تتطلب زيادة عدد المبانى والمنشات المختلفة من مساكن ومدارس ومستشفيات ومصانع لاستيعاب الأعداد المختلفة من السكان فقد أدى إلى اختفاء الحدائق العامة التى كانت ميزة لسكان المدن كذلك ترتب على الزحف السريع للمدينة قلة مساحة الغطاء النباتى ، إلى جانب ظهور مشكلة قلة الغذاء وزيادة مصادر التلوث البيئى مما يؤثر سلبيا على صحة الإنسان ، حيث يؤدى ذلك ضعف الصحة العامة بجانب الآثار السلبية للازدحام ونقص اللون الأخضر على الصحة النفسية لسكان المدن .
و من ذلك جاءت فكرة زراعة أسطح المبانى بالخضر والفاكهة ونباتات الزينة وزهور القطف و ذلك حتى تعود الحديقة المنزلية الجميلة و المثمرة إلى البيت المصرى ، ولتتحول أسطح المبانى إلى حدائق بدلا من كونها مخازن للمهملات والأشياء القديمة والتى تعتبر مصدر رئيسى للقوارض والحشرات ، إلى جانب تشويهها للمظهر الجمالى للمبانى وللأسطح 0أيضا يمكن أن يصبح سطح المبنى مقرا لمشروع تجارى مربح يلائم شباب الخريجين أو ربات بيوت أو أرباب المعاشات عن طريق إقامة المزارع على الأسطح على نطاق مكثف لإنتاج الخضروات الطازجة المتنوعة الآمنة الخالية من المبيدات التى يحتاج إليها البيت المصرى بجانب إيجاد مصدر جديد للدخل وإمكانية مشاركة الأولاد والأحفاد مما يعيد للبيت المصرى روح الألفة والمحبة التى فقدت على مر سنوات طويلة
و لكى يتحول السطح إلى حديقة مثمرة يجب أن توفر تظم الزراعة المتبعة سبل الحفاظ على سلامة المبنى وأمان السكان بحيث لا ينتج عن هذه النظم أية أحمال زائدة تضر بأساسات المبنى ، مع عدم تسريبه للمياه لداخل الأسطح ،ولذلك تستخدم طرق الزراعة بدون تربة 0
وهناك نظم عديدة يمكن استخدامها فى الزراعة فوق الأسطح منها النظم المائية التى تعتمد على أن الجذر ينمو فى ماء مضاف إلية المحلول المغذى المحتوى على جميع العناصر السمادية التى يحتاج إليها النبات طوال فترة حياته .
ومن هذه النظم
- · النظام المائى العميق
- · نظام حدائق الجدار
- · نظام الفيلم المغذى
وهناك أيضا الزراعات التى تستخدم فيها البيئات المتخصصة التى تتعدد أنواعها وأشكالها باختلاف النباتات ، بحيث تلائم نمو الأنواع المختلفة من النباتات الطبية والعطرية وزهور القطف ونباتات الزينة ومحاصيل الخضر المتنوعة
ومن نظم هذه البيئات :
- · نظام المراقد
- · نظام الأكياس
- · نظام الباكتات
- · نظام الأجولة المدلاة
- · نظام الحاويات
ويصلح نظام المراقد لإنتاج المحاصيل الورقية كالملوخية والفجل والجرجير وغيرهم ، إلى جانب النباتات الطبية والعطرية كالزعتر والنعناع والريحان وحصى اللبان (روز مارى )والعديد من النباتات المختلفة التى تستخدم باستمرار فى البيت المصرى ، فى حين تستخدم الزراعة فى الحاويات مع المحاصيل التى تحتاج إلى حيز كبير أكبر لنمو الجذر مثل الطماطم والفلفل والباذنجان والبسلة والسبانخ والذرة السكرية وغيرهم
و تلائم الزراعة فى الأجولة المعلقة الأجزاء الجانبية الصغيرة من الأسطح أو البلكونات التى تتعرض لإضاءة الشمس المباشرة لأكبر فترة ممكنة من اليوم وتنجح زراعة الفراولة والفاصوليا بهذا النظام .
كما يمكن زراعة بعض أنواع الفاكهة فوق أسطح المبانى باستخدام حاويات كبيرة نسبيا بها بيئات تكون خفيفة الوزن حتى لا تمثل أحمالا زائدة على سطح المبنى مثل الليمون والعنب والخوخ مع زراعة الأصناف المقصرة منها التى لا تعطى نمو خضريا كبيرا .
هذا ويمكن إعادة استخدام بعض الخامات القديمة والموجودة بكثرة فى منازلنا لتقليل تكاليف إنشاء هذه الأنظمة بقدر الإمكان حيث يمكن استخدام جرادل مساحيق الغسيل وزجاجات المياه والزيت والأقفاص وعلب السمن والجبن وغيرهم .
ويمكن القول أن هذا المشروع الذى تم تنفيذه فى محافظتى القاهرة والإسكندرية وأثبت نجاحه فى المحافظتين يمثل نقطة انطلاق للحافظ على سلامة البيئة وصحة الإنسان .
ساحة النقاش