جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
منذ كان صغيري طفلا في الحضانة و هو يلح أن يكون تاجرا و رجل أعمال .. حينها صدقت و فرحت أن تظهر له أي ملامح ؛ و ميول أو اهتمام لأني أعرف جيدا أن التبكير في الاهتمام غالبا ما يأتي بمزيد من النفع .. إضافة لأن الاهتمام بأمر هام غالبا ما يصرف عن أمور التفاهة و السذاجة التي تسود بين الكثير من أبناء جيل إبني ..
مر صغيري الجميل بكثير من التجارب منذ كان في " kg 2 " فبدأت من جمع الزهور من حديقة النادي و بيعها ؛ إلى شراء الاستيكرز بالجملة و بيعه قطاعي للأقارب و الأصدقاء ؛ إلى تأجير كتبه القديمة ؛ و بيع مجلاته القديمة .. ثم تطور الأمر شيئا فشيئا ليجعل أخواته يصنعن الإكسسوارات و يبيعها هو ؛ ثم كان آخر مشروعاته " و للأسف أقول آخر " : أن يستأجر كافيتريا مركزالتدريب الخاص بنا ليبيع بنفسه لرواد المركز المثلجات و المرطبات ؛ و بعض الساندوتشات التي يصنعها أحيانا بنفسه و أحيانا بمساعدة أحد أصدقائه الذي يعطيه بعض المال مقابل ذلك ..أو حتى أخته التي يعطيعا أجر عملها يوم بيوم ..
الآن وصل للمرحلة الثانوية و سيدرس مادة " بيزنس " في الثانوية الإنجليزية التي يدرسها و ينتظر بالطبع هذه المادة بشغف و وله . و لازال يكرر بين الحين و الآخر رغبته في عمل البيزنس إلا أني أتمنى أن يجد ما هو أوسع من تجاربه و أنضج .. بل أتمنى أن يكون هناك جهة ما تتبنى مثل هؤلاء - الرائعين و أغلب أولادنا في الحقيقة رائعين إذا ما وجدوا فرصا - المهم أن يجدوا دراسة أو طريقة عملية تنمي مواهيهم و قدراتهم و مهاراتهم اللازمة ليطوروا أفكارهم تجاه ما يستمتعون بعمله ..
و من المهم جدا أن يتعلم المراهقين و الشباب أثناء العمل ؛ و بالطبع الحديث النظري لا يقبل عليه هؤلاء الشباب ؛ و إن وجدوا من يعلمهم من خلال العمل فحتما سيكون لهم شان آخر غير ما نجد الآن من انهماك حتى الموت في ألعاب الفيديو و البلاي ستيشن .. الحقيقة هناك صعوبة في توفير البدائل . و بالتالي صعوبة في تنمية و تعليم هؤلاء الشباب تعليما حقيقيا يقبلون عليه بقلوبهم و عقولهم ..
الشاهد في الأمر أن حتى الكاره للتعليم تجده منغمسا حتى شعر رأسه في دراسة ما يحب ؛ و ما يرتبط بميوله .. و لعلنا نفكر في توظيف هذه الفكرة فنجعل ميول الأبناء مدخلا لتعلمهم .. و نربط ما يحبون مبكرا بمهنة يتمنون امتهانها فيكون لديهم دافعا و حافزا للتعلم .
الأمر الثاني أني عرضت على إبني الكثير من الكوسات أو الدروات التدريبية إلا أنه رفض " السمع " فهو يريد " العمل " .. و هو الأمر الثاني المتجاهل تمام في كل ما تعليم أو تدريب للمراهقين و الشباب ..
الآن هل لديكم بعض الأفكار التي يمكن أن نصنع بها رجال أعمال صغار ؟؟
المصدر: نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب
ساحة النقاش