طالب موريتاني

مدونة.. منوعات.. طبية.. أدبية.. واكاديمية...وجامعـــــــــية.شروحات متميزة في عالم الموبايلات والكومبيوترات.مقالات متنوعة


الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله و علي أله و صحبه و من والاه
في هذا المقال سنتكلم عن شقي الطب المعروفين هذة الأيام ألا و هما الطب التقليدى و الطب الحديث و الذين يتم طرحهما في صورتين تتراوحان فيما بين التصارع و التكامل

و الطب بوجه عام تعريفه هو فن و علم الإسشتفاء

و الخلاف الرئيسي و الجوهرى بين الطب الحديث و الطب التقليدى هو راجع في الأساس إلي تعريف سبب الأمراض , فبينما يحاول الأول تفسير سبب الأمراض عن طريق النظرية الجرثومية فقط فإن الثاني لا يرفض هذة النظرية لكنه يضيف إليها أسباباً أخرى كالسحر و الحسد مثلاً ...

و عند إعدادى لهذا المقال وجدت أنه بإختلاف الأزمان تختلف تبعاً لها نوعية المألوف و المستغرب من طبائع الأشياء


أقصد أننا لو أحببنا أن نتكلم اليوم أو أن نعرف ماهية نوعية الطب الحديث سنجد أن الكثير منا لا يحتاج لتعريف بها أصلاً إن لم يكن كلنا كذلك وذلك لأن كل منا قد تعامل مع هذة النوعية من الطب سواءاً في البداية في شكل تعامل مع نصائح طبية عامة بتجنب كذا من الأطعمة أو ممارسة كذا من الرياضات البدنية أو أطعمة الأطفال المعبأة أو إستعمال العقاقير الطبية المغلفة في عبوات في صور دوائية مختلفة كأشربة أو كبسولات أو اقراص أو نقط أو حقن أو مراهم أو إستنشاق و إنتهاءً بالتدخلات الجراحية البسيطة منها و المعقدة ... هذا كله من المعلوم و الشائع الأن .


أما الطب التقليدى فهو بسبب إختلاف الزمن نجد أنه في طريقه إلي الإندثار بسبب عدم شيوعه خصوصاً بين الأجيال الحديثة في السن و التي زادت فيها نسب المتعلمين و هذا عائد في الأساس إلي تبني الدول و الأنظمة السائدة عالمياً لهذا النهج و أن الغالبية العظمي من أطباء وقتنا الحاضر قد درسوا و تعلموا طرائق الطب الحديث فقط كما و أن شركات الدواء العالمية و التي صناعاتها تقدر بألاف المليارات تضغط في هذا الإتجاه الحديث

و من المفارقات أن نعلم أن عمر التعاطي مع الطب الحديث يدور حول رقم 100 عام فقط بينما الطب الشعبي عمره يقارب عمر ظهور الإنسان علي وجه الأرض

لذا فإن تعريف الطب التقليدي هو الذى يحتاج منا إلي بعض الجهد لشرحه لأنها مسألة معقدة بعض الشيء حيث أنه لا تعريف واحد واضح للطب التقليدي

و مع ذلك للطب التقليدي كم هائل من الطرائق المختلفة المستخدمة في العلاجات المختلفة و هذة الطرائق مبنية علي الخبرات الفردية في الأغلب أو علي معلومات متناقلة بين أجيال متعاقبة عديدة

و بالرغم من ظهور أبحاث علمية حديثة تدلل علي نجاعة الطب التقليدي في بعض الحالات فإن الناس التي تتعاطي مع هذة النوعية من الطب تلجأ إليه أساساً بناءً علي تجارب و ملاحظات شخصية و نصائح من المقربين و هذة تعد السمة الوحيدة المتفق عليها و البارزة لهذا النوع من الطب

و الطب التقليدى يتنوع و يختلف في إنتشاره و طرقه و خصائصه و أنواعه إختلافات شتي و هذا عائد إلي إختلافات أديان و معتقدات و ثقافات الشعوب و مدى تحضر و تخلف الدول و قوتها الإقتصادية و أيضاً إختلاف جغرافية الأماكن

و لتقريب المفهوم فلربما من المفيد أن نقسم الطب التقليدي إلي ثلاثة أقسام:

1- الطب الشعبي

و نراه في أمثلة عديدة و متنوعة علي حسب خصائص كل منطقة و شعب , ففي منطقتنا العربية مثلاً تجد بعضاً من هذة الأمثلة

-نصائح للمرأة المقبلة علي الولادة بشراب القرفة لتسهيل عملية الولادة
-إعطاء الأم لطفلها مشروب الكراوية لتقليل الغازات و المغص
-مشروب الحلبة لزيادة إدرار الحليب
-الشعير لإدرار البول و هكذا

و نلاحظ هنا أن هناك عاملين مشتركين مابين هذة الطرائق المختلفة للطب الشعبي:
أولها - أنها توصف و تستخدم بكثرة بواسطة الأشخاص و أفراد عائلاتهم و المقربين منهم
ثانيها - أنها تعد زهيدة التكلفة

و هنا نلاحظ أن الملاحظات و المعلومات في هذا الطب الشعبي يتم تبادلها بين أفراد العائلات و الجيران و المعارف بصورة حرة و غير سرية

كما و أن النباتات المستخدمة في الطب الشعبي بعضها يتم تناوله كغذاء أو مشروبات عادية و البعض الأخر لا يستخدم إلا في وقت الحاجة إليها

2- المعالجين التقليديين

و هؤلاء يعتبرون الخط الثاني في حالات الإستشفاء
بمعني أن المريض لو كانت حالته الصحية لم ينفع معها الطب الشعبي السابق فإنه يبدأ بالبحث عن المساعدة من هؤلاء المعالجين و الذين يعتبرهم الناس في هذة الحالات بمثابة الإختصاصيين
و يندرج تحت هذة الفئة فئات عديدة تبدأ من ما كنا نسميه في القديم بالمجبراتي و هو المختص بجبر كسور العظام أو رد خلع المفاصل
و القابلة أو الداية و هي السيدة المتمرسة في عمليات التوليد لنسوة الحي أو القرية
و ما كان يسمي حلاق الصحة و كان أكثر عملياته الجراحية هي الختان
و العطار المتمرس المشهور بتركيباته التي تعيد الشيخ إلي صباه أيضاً يندرج تحت هذة الطائفة
ثم تتشعب بعد ذلك الأمور لتسوء في بعض الأحيان إلي أن نصل إلي السحرة و التوسل بالأضرحة و العياذ بالله

و يلاحظ في هذة الفئة عموماً أنها كانت تحتفظ بعلوماتها و مهاراتها في طي الكتمان حيث أنها كما يقال أكل عيشها و سر المهنة الذى ينتقل فقط من الأب إلي الإبن ليستمر كإرث يتوارث في نطاق العائلة

3- النظم الموثقة لمفاهيم الطب التقليدى

و هذة أكثرها متانة و مقاربة لطرائق الطب الحديث حيث لا تعتمد فقط علي المعلومات المبنية علي الملاحظات الفردية أو الشخصية بل تعتمد علي مصادر ذات نظريات طبية موثقة جيداً و لكنها قديمة مثل الطب المبني علي كتابات إبن سينا و الطب التقليدى الصيني .

و بهذا نكون تقريباً قد استطعنا تكوين صورة واضحة للتعريف بالطب التقليدى

و من ثم نأتي للسؤال الهام هل يتعارض الطب التقليدى مع الطب الحديث؟؟؟
عن نفسي أفضل أن يكون السؤال كما يلي : كيف نجعل الطب التقليدى متكاملاً مع الطب الحديث ؟؟؟

و قبل أى حديث يجب أن نضع حقيقة هامة نصب أعيننا واضحة و راسخة لا تقبل الجدل أو مضيعة الوقت و هي أنه في حالات الطوارىء لا يجب أبداً تضييع الوقت بل يجب و علي الفور اللجوء إلي الطب الحديث في أقرب مستشفي أو قسم أو طبيب طوارىء

أما التكامل بين هذين الفرعين فهذا يحيلنا إلي حكمة صينية تسمي بحكمة السير علي كلتا القدمين و تقريباً هذا ما تم الأخذ به حيث قد تم البدء في إجراء هذا التكامل فعلاً و منذ فترة ليست بالطويلة و لكنه يسير بخطي ثابتة و من مظاهره :

- بعض شركات الدواء العالمية و المحلية أجرت العديد من الأبحاث و قدمت الكثير من العقاقير الطبية التي تحتوى علي مواد فعالة مستخرجة من النباتات الطبيعية التي كانت تستخدم في الطب الشعبي

- تهيئة بعض الدول النامية و التي تقل فيها المستشفيات و الأطباء و الممرضات المتدربات لبعض القابلات و تدريبهن علي عمليات التوليد الصحيحة و الصحية و إعطائهن دورات و إرشادات للتعامل مع الحالات الحرجة مصحوبة بشهادات مثل شهادات التخرج

- في بعض بلدان إفريقيا تم البدء في عقد ندوات دورية مشتركة مابين الأطباء و المعالجين التقليديين الذين يتمتعون بالخبرة في مجال النباتات الطبية البرية المحلية ليخرجوا بنتائج عمل مشتركة صحية و فعالة و منخفضة التكلفة

- تدريب الأطباء و تخصص الكثير منهم في بعض مجالات الطب التقليدى ليجمع بين الشقين أى الطب الحديث و التقليدى و نرى أمثلة من هؤلاء في فروع مثل الإبر الصينية و أيضاً في بعض بلدان أفريقيا نجد أن بعض الأطباء بدأ في التخصص في إعداد تركيبات من نباتات كانت تستخدم محلياً ليخرج بتركيبات تستخدم في علاج أمراض متوطنة مثل الملاريا بموافقة وزارات الصحة في هذة البلدان
و هذة التركيبات أثبتت أنها أكثر نجاحاً و أقل تكلفة من العقاقير الطبية التي كانت تتداول في مثل هذة الحالات

و كنا نرجو من بلداننا العربية أن يكون لها السبق في هذا المجال حيث أنها تجمع ما بين كلا الجناحين من طب تقليدى شعبي راسخ و ايضاً توافر الأطباء الأكفاء إضافة إلي وجود شركات دوائية عربية عريقة لكن كما هو الحال في سائر المجالات فإن القيادات السياسية تفتقر إلي الإرادة و الهمة في النهوض بدولنا و تشغلها إهتمامات أخرى بعيدة كل البعد عن الصالح العام

المصدر: الشبكة العربية
abdsalam

كل ماعندي بلا قيمة إذا لم تعلقوا أوتصوتو عليه الإنسان يستفيد من الأخطاء

  • Currently 48/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 1029 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2010 بواسطة abdsalam

ساحة النقاش

عبد السلام ولد عبد الله

abdsalam
عبد السلام ولد عبد الله من موريتانيا السن 22 سنة طالب في جامعة انوكشوط يمكنكم مراسلتي على الايميل [email protected] او www.abdsalam.fr.gd »

إبحث من هنا

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

106,807

إتصل بنا