الرئيسية مقالات اليوم


11 Share on print جمال سلطان 31 يوليو 2012 05:50 PM

 

فى الطريق إلى منزل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لإجراء الحوار معه كانت الزميلة إنجى إبراهيم المصورة الموهوبة تحرضنا على محاولة استفزاز الشيخ بأى وسيلة فى الحوار، يا جماعة خلوه يغضب، وكان مبررها أن الشيخ حازم "وجهه مبتسم على طول" ـ حسب تعبيرها ـ وهى كمصورة تريد تعبيرات متباينة وحركة ولذلك هى ترهق كثيرًا "لاصطياد" أى تعبير آخر غير الابتسام فى حوارات الشيخ حازم، لعل هذه الملاحظة التى أبدتها الزميلة بمنطق مهنى بحت تلخص لنا ـ سياسيًا وإنسانيًا ـ لماذا نجح أبو إسماعيل فى فترة قصيرة من العمل السياسى المباشر فى أن يحصد كل هذا الحب من الناس والالتفاف حوله من تيارات مختلفة وأفكار متباينة عندما ترشح لرئاسة الجمهورية، قال لى إنه فوجئ عندما ترشح لرئاسة الجمهورية بأن أنصاره جمعوا عشرين ألف توكيل من مواطنين أقباط، كما أن التوكيلات جاءت من شرائح اجتماعية وطبقية شديدة التباين ومن شخصيات إسلامية لها منابع مختلفة ومناهج فكرية وشرعية مختلفة، إنه شخصية يصعب أن تصطدم بها، كيف تواجه هذه الابتسامة المفعمة براءة وحنوا بغضب أو خشونة أو عصبية، بطبيعة الحال ليس هذا هو السبب الوحيد لهذا الحضور السياسى والإنسانى الطاغى، وإنما مكونات أخرى فى الشخصية تحتاج إلى تأمل ودقة ملاحظة، فالشيخ حازم شخصية وافرة الذكاء، رغم هذه البراءة الفطرية، ولديه قدرة عالية على فهم الأشخاص والقيادات والرموز السياسية أو الدينية والإعلامية، بما يمنحه قدرة على تقدير دوافعها وخلفيات مواقفها ومن ثم القدرة على الحوار الذكى والمتماسك معها، وقد فوجئت به وهو يحدثنا ـ خارج الحوار ـ عن شخصيات سياسية رفيعة وشهيرة مثل فؤاد "باشا" سراج الدين أو الدكتور نعمان جمعة أو الأستاذ إبراهيم شكرى أو صحفيين كبار من الجيل السابق والحالى، فتجده يحلل لك شخصياتهم بعمق ودقة مدهشة وبدون قسوة أو إفراط فى الميل معه أو ضده، محض تقييم علمى وسياسى ونفسى للشخصية، ولذلك يأتيك أحياناً بتقديرات صادمة للأشخاص، وأنا شخصيًا اندهشت كثيرًا وهو يقارن لى بين فؤاد سراج الدين والسيد البدوى فى قيادة حزب الوفد، معتبرًا أن البدوى أفضل كثيرًا كقيادة حزبية من سراج الدين وإن كانت كاريزما الأخير أعلى، وكلاهما عرفه عن قرب وعاش فى كنف الباشا سنوات طويلة فى صباه ولذلك يعطيك سلسلة من الأسباب المنطقية والواقعية على رأيه بصورة مدهشة، أبو إسماعيل الذى عرفه الملايين كعالم أو داعية إسلامى تشعر أنه "سياسى بالفطرة" فهو يصل إلى قلوب الناس من أقصر طريق: الصراحة "الذكية"، ومن الصعب أن يخسر أحدًا عرفه أو اقترب منه ومن الصعب أن يكسب خصمًا فى غير مفاصلة وطنية حاسمة، هو ابن الشيخ صلاح أبو إسماعيل النجم الدينى والسياسى والرجل الوافر الذكاء والقوة والحضور والعلاقات المتشعبة مع النخبة الدينية والسياسية الرفيعة، وفى بيته تربى، وفى غابة علاقاته السياسية والدينية والإنسانية ترعرع، لكن ذلك الإرث ليس كل شيء، فهناك موهبة إنسانية تمنح الإنسان القدرة على استيعاب وهضم ذلك الإرث وتفعيله وتنميته والإضافة إليه ثم استثماره، وهكذا كان الشيخ حازم أبو إسماعيل يتميز ـ كسياسى ـ فى الحالة الإسلامية بخصوصية نادرة، وهى أنه ليس ابن التنظيمات ولا ابن المرجعيات المشيخية، ومن ثم تأتى قراراته ومواقفه السياسية مفاجئة، ومن رأسه، فلا رأس ـ سياسيًا ودينيًا ـ فوق رأسه، ولا أحد يمكنه أن يملى عليه قراره، وهذا ما يمنح مواقفه قوة ومرونة كبيرة وقدرة على المفاجأة، وقد أكد لنا فى حواره على أنهم ماضون فى تأسيس حزبهم بشكل جاد وقوى، قال إنه لا يتعجل الإعلان، ولو أراد أن يظهر الحزب لأظهره خلال أربع وعشرين ساعة، ولكنه يريد أن يؤسس مع إخوانه ورفاقه عملاً راسخًا وبلائحة تنظيمية قوية تستعصى على التلاعب، كما أكد على أن حزبه سوف يخوض انتخابات البرلمان المقبل على جميع المقاعد، وفى تقديرى أنه لو تمت الأمور عمليًا على النحو الذى سمعته منه، فإنه سيكون حزب مصر الأول خلال السنوات القليلة المقبلة، وفى الحالة الإسلامية سيكون صاحب الزعامة السياسية بلا أدنى شك.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 164 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

304,278