الرئيسية مقالات اليوم


Share on print محمود سلطان 29 يوليو 2012 06:18 PM

 

لم يعرف العالم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا إلا إسلامًا واحدًا، واليوم نقرأ عن "إسلاميات" متعددة، وكأننا أمام "سوبر ماركت" يعرض "موديلات" تناسب أذواق الناس المتباينة!.

الجماعات السياسية والفكرية المتماسة اجتماعيًا مع الإسلام، أي تلك التي تتعايش على تخومه ولم تعرفه عن قرب، تُغرق الأسواق الثقافية بأنواع "غريبة" من الإسلام: الإسلام السياسي، الإسلام الجهادي، الإسلام المعتدل، الإسلام المتشدد، الإسلام المسلح، الإسلام الديمقراطي، الإسلام الليبرالي، الإسلام الاشتراكي.. إلخ!

مع الحراك السياسي بين عامي 2004 ـ 2006 في مصر ـ على سبيل المثال ـ بعيد سقوط بغداد عام 2003، تحت "مظلة أخلاقية" تدعي "دمقرطة " العالم العربي الذي صدّر 19 انتحاريًا إلى الولايات المتحدة، نفذوا حادث تدمير برجي التجارة العالمي في سبتمبر 2001، شارك الإسلاميون ـ لا سيما الإخوان المسلمون ـ في هذا الحراك، بل كانوا هم بحكم وزنهم الجماهيري والتنظيمي الكبير قاطرته الرئيسية، فضلاً عن وعيهم بأنهم وغيرهم من التيارات الإسلامية الأخرى كانوا هم المستهدفين من الوجود الأمريكي المباشر في المنطقة، أو بالوكالة من خلال الأنظمة العربية المتحالفة معه، فظهرت مبادرات الإصلاح التي كانت في الأساس تخاطب الولايات المتحدة "الجريحة"، والغرب المتعاطف مع "مأساتها" بعد سبتمبر الذي لا يُنسى.

في غضون ذلك ظهر في السوق مصطلح "الإسلام الديمقراطي"، واستخدم كأداة في تحليل مضمون الحراك السياسي الإسلامي عمومًا، وسبر غور "نية" الإخوان تحديدًا وما إذا كانوا ديمقراطيين أم انتهازيين.

الاستسهال في وضع تلك المسميات خلق الكثير من اللبس والمشاكل والأخطاء على مستوى المنهج والرؤية، ولعل أخطرها هو "شخصنة الإسلام"، أي جعل معرفته رهن ممارسة المنتسبين إليه!

مع ظهور "جماعة المسلمين" والمعروفة أمنيًا بـ"التكفير والهجرة"، التي اغتالت الشيخ الذهبي في السبعينيات ظهر مصطلح "الإسلام المتشدد"، ومع ظهور الجهاد والجماعة الإسلامية اللتين اغتالتا الرئيس السادات في حادث المنصة عام 1981 ظهر مصطلح "الإسلام الجهادي"، وبعد سبتمبر عام2001 ظهرت فرية "الإسلام الفاشي"، ومع مبادرات الإصلاح التي أطلقتها الإخوان المسلمون ظهر مصطلح "الإسلام الديمقراطي"!

المثير للدهشة أن المتورطين في صوغ هذه المسميات، هم عرب مسلمون، ما يعطي مصداقية مغلوطة لدى الرأي العام الغربي بأن الإسلام يمكن قصه ولصقه وتفصيله حسب كل المقاسات، وأن المرجعية الفاصلة في ذلك هي موقف المنتسبين إليه، والذي يمكن تطويعه حسب الضغوط الدولية على العالم الإسلامي، ولعل ذلك يفسر لنا هذه الجرأة التي يطالب بها الغرب المسلمين بتغيير مناهجهم الدينية والتعليمية.

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,605