Share on print محمود سلطان 28 يوليو 2012 06:29 PM 
مصر الآن دولة بلا شرطة.. ضباط الداخلية يتفيؤون ظلال الرواتب الخيالية والمكافآت السخية، وهم فى واقع الحال "بلا عمل"!
ضباط كبار يسمع منهم المواطنون تحديهم للرئيس الجديد: نحن فى إجازة أربع سنوات!! فى إشارة إلى مدة د. مرسى الأولى.. وإشارة ضمنية تضع المصريين أمام خيارين لا ثالث لهما: إما مرسى وإما الأمن!!.. وأن الأول والثانى لن يجتمعا أبداً بقرار من كبار جنرالات الداخلية.
الصور التى تبثها بعض وسائل الإعلام عن حملات أمنية للشرطة، كلها صور أرشيفية.. ولا يغرنكم التصريحات التى ترد على لسان مساعدى الوزير.. أو الأخبار التى يرسلها المكتب الإعلامى للوزارة لمراسلى الصحف المعتمدين لديها.. فكلها قصص لا سند لها من الواقع الذى نراه يوميا.
المسألة لا تحتاج إلى تقصٍ أو أدلة.. لأن الإحساس بالأمن، لا يحتاج إلى مستندات وأرشيف وأضابير، فالمصريون فى كل محافظات مصر، يستطيعون أن يقدموا تقريراً كل لحظة، عن الأوضاع الأمنية، بدون اللجوء إلى ترزية التقارير المضروبة.
الشرطة انسحبت تماماً من الشوارع بعد الإعلان عن فوز د. محمد مرسى بمنصب الرئاسة، ولا يوجد فى الميادين الكبرى بالقاهرة أو فى المحافظات أى شكل من أشكال الحضور الأمنى.. إلا بعض الحضور الرمزى الهش والضعيف، والذى تصدق عليه مقولة "وجوده زى قلته"!
الفوضى المرورية التى تشهدها البلاد، كلها تصاعدت بشكل لافت، بعد الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، وعبثاً تحاول العثور على جندى أو أمين شرطة، فى المناطق المشهورة بالاضطرابات المرورية.. ناهيك عن الأماكن الأخرى، وتقاطعات الطرق داخل القاهرة أو خارجها.
الشوارع كلها بما فيها الشوارع الشهيرة بوسط العاصمة وفى المحافظات الأخرى، تم التعدى والاستيلاء عليها، من قبل البلطجية والباعة الجائلين وأصحاب المحال.. وبشكل بربرى أعاد البلاد إلى عصر ما قبل الدولة.. ولا ندرى ماذا تفعل شرطة المرافق؟!.. وما إذا كان ضباطها وجنودها قد سرحوا من الخدمة، أم فى إجازة مفتوحة بدون رواتب، أم أن الداخلية قررت إلغاء هذه الإدارة وشطبها نهائياً.. وإذا كانوا فى الخدمة، فعلام يتقاضون رواتبهم؟!
يوم أمس سرق المترو فى عز الظهر.. ما أدى إلى تعطيل الحركة لساعات طويلة، وتساءل الناس: أين شرطة النقل والمواصلات؟!
وفى عدة محافظات وفى توقيت واحد، سرقت كابلات الهواتف، وأصيبت الحياة فيها بالشلل، فيما تغط شرطة التليفونات فى نوم عميق.
فى منطقة الضبعية، بالإسماعيلية، سرقت نحو ثلاثة كيلو مترات من الكابلات، واتصل الناس بالنجدة، ومباحث التليفونات، وبشرطة الضواحى وبنقطة شرطة عين غصين.. ولم يتلقوا رداً أو اهتماماً.
المدهش أن ضابط شرطة الضواحى قال لهم: إحنا فى إجازة!!.. فيما قال رئيس مباحث التليفونات: خلوا "الشيخ" مرسى ينفعكم!!
الداخلية تحتاج إلى وقفة.. ولا يمكن أن يترك مستقبل حقيبتها فى يد المجلس العسكرى بعد أن بات الأخير جزءاً من الأزمة التى تمر بها البلاد، ولا نثق فى نواياه إزاء نقل السلطة كاملة إلى الرئيس المنتخب.
ساحة النقاش