لرئيسية مقالات اليوم


2 Share on print محمود سلطان 24 يوليو 2012 06:25 PM

 

جاء اختيار د. هشام قنديل، رئيسًا للوزراء مفاجأة للجميع، فلم يتوقع أحد، أن يُختار على طريقة "التصعيد" من داخل الحكومة الحالية: من وزير للرى إلى رئيس وزراء.

البعض اعتبر الاختيار أقل من سقف التوقعات.. وهذا ربما يكون صحيحًا، لأن الصخب بشأن التشكيل الوزارى، ظل مصدره واحدًا، وهو فضائيات "السمسرة السياسية".. إذ تحترف فضائيات مبارك، صناعة "نجوم" السياسة والاقتصاد، وتلقى بهذا أو بذاك إلى صانع القرار قبل الرأى العام، فيما لا نعرف ما يحدث من اتفاقات وصفقات بين الشخصية التى تم تخليقها داخل برامج الـ"توك شو" وبين مالك القناة أو الإعلاميين المنفذين داخلها.

الكل توقع أن يكون قرار تسمية رئيس الوزراء فى يد قنوات "غسيل الأموال".. وليس بيد رئيس الجمهورية.. استنادًا إلى عمليات التخليق الدءوبة داخل حضانات الشللية الإعلامية، وإلى قدرة إعلاميى مبارك وصفوت الشريف وأحمد شفيق وعمر سليمان، على ابتزاز صانع القرار من خلال "الشرشحة" له ليلاً.. والتى بلغت حد اتهام الرئيس بأنه "جبان وعميل".. وإنه "الرئيس الفضيحة" و"رئيس تحت الصفر".. و"الفاشى فى قصر الرئاسة".. وهى فى مجملها كانت متزامنة، مع عمليات تسويق لعدد من الشخصيات على ذات فضائيات وإعلام "البغاء الصحفى".

الكل توقع، أن يختطف إعلاميو "أمن الدولة".. تسمية رئيس الوزراء من د. مرسى.. وكان من المتوقع أيضًا، أن تسلم فضائيات أموال البنوك المنهوبة ـ بعدها ـ قائمة بأسماء الوزراء من خلال عمليات سمسرة واسعة لأسماء بعينها عبر اختلاق أخبار عن عروض تلقوها لشغل حقائب وزارية.

عشية تكليف د. كمال الجنزورى بتشكيل حكومة ما بعد عصام شرف، نشطت صحف "فلولية" فى طرح أسماء صحفيين "كسر" كل تاريخهم كان فى خدمة المال الطائفى ومشروع التطبيع، وتمهيد كل الطرق المؤدية إلى تسليم البلد لجمال مبارك تسليم مفتاح.. طرحوا باعتبارهم مرشحين لتولى حقائب وزارية، وذلك من قبيل لفت الانتباه إليهم.. وعلى طريقة لا تخلو من التهديد بابتزاز واضح: إما "الوزارة" وإما "الجلد" فى حفلات التعذيب الليلية الشهيرة على الفضائيات.

ربما أصاب اختيار د. هشام قنديل، الرأى العام بالصدمة، وربما عجز البعض عن التعليق أو إبداء الرأي.. لأن المفاجأة كانت محيرة إلى حد بعيد.. ولعل ذلك كما قلت فيما تقدم.. يرجع إلى أن مصر ظلت على مدى الـ 18 شهرًا الماضية، يحكمها إعلام مبارك من خلال الابتزاز والتشهير والبلطجة وقطع الطرق على صناع القرار.. ما أفضى إلى قناعة لدى الرأى العام، بأن رئيس الوزراء القادم، سيقفز إلينا من الشاشات "المتقيئة".

الدلالة المهمة فى الاختيار.. أنه كان اختبارًا لاستقلالية القرار الرئاسي، وقدرته على مقاومة كل محاولات الابتزاز والترويع الإعلامي.. وربما عكس وعى الفريق الذى يعمل حول الرئيس، بأن المعروض "بضاعة فاسدة" أو "منتهية الصلاحية" وغير صالحة للاستعمال السياسي.. فجاء اختياره صادمًا ومنهيًا لأحلام وأشواق "سماسرة" سياسيى "الصوبات".

[email protected]

 

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,618