الرئيسية مقالات اليوم

تكريم سليمان.. تكريم لمبارك

4 Share on print محمود سلطان 20 يوليو 2012 06:15 PM

 

لا نعرف ـ حتى الآن ـ سبب الوفاة "المفاجأة" لأخطر مسؤول أمنى فى مصر وفى العالم أيضًا.

توفى أو "قتل" عمر سليمان.. فى ظروف غامضة.. قبلها بأسابيع تردد أنه "هارب" مع الجنرال أحمد شفيق.. الأخير هزمته قوى الثورة عبر صناديق الاقتراع.. والأول طفق يشوشر على الديمقراطية فى مصر.. واعتبر فوز مرسى "جريمة" فى حق العالم.. وما انفك يؤلب الرأى العام الدولى عليه، بوصفه "مشروع حرب" ضد الكيان الصهيونى!

متى خرج عمر سليمان من مصر؟!.. وإلى أى العواصم استقر به المقام؟!.. ومتى سافر إلى أمريكا؟!.. كلها أسئلة مشروعة، لأسباب تتعلق باستحقاقات ما بعد الثورة فى مصر.. ولأسباب أخرى تتعلق بدوره الخطير فيما سمته واشنطن "الحرب على الإرهاب".. فضلاً عما تردد بأنه كان من بين القيادات العسكرية والأمنية الكبيرة، التى قتلت فى عملية جسورة للثورة السورية يوم 18 يوليو الجارى.

من المدهش، أن تكفى السلطات المصرية، على تفاصيل وفاته "ماجورا".. وتكتفى بالتقرير الأمريكى بأنه مات جراء "مرض غامض".. ولم يكن معروفًا عنه بأنه يشكو من المرض.. فيما يظل سليمان أحد أهم وأخطر الأذرعة الاستخباراتية الدولية تعاونًا إلى درجة الشراكة مع الولايات المتحدة، فى تصفية الإسلاميين.. ويعتبر "صندوق أسرار" خطرًا على جميع الشركاء، بعد طرده من السلطة، وتتنامى اتجاهات داخل الرأى العام والنخبة المصرية، تطالب بمحاكمته بتهمة التورط فى جرائم قتل المتظاهرين السلميين فى ميدان والتحرير.

سليمان كان شخصية خطيرة، وعالمًا من الأسرار التى من المفترض ـ وفق التقاليد الأمنية الصارمةـ أن تدفن ويتلقى الشركاء العزاء فيها، قبل خضوعه لأية مساءلات قضائية قد تقتضيها تطور التحقيقات فى قضايا قتل المتظاهرين.. إذ لا يضمن "أسياده" فى واشنطن أن يمسك لسانه، حال شعر بأن الأخيرة قد باعته كما باعت شريكها الاستراتيجى مبارك.

هناك أسباب كثيرة، لا تجعلنا نرتاح إلى الرواية الأمريكية، خاصة أن لها مصلحة حقيقية، فى اختفاء الرجل من على ظهر الأرض نهائيًا.

المسألة هنا لا تتعلق، بـ"قيمة" سليمان "الوطنية" فهو كان شريكًا فى كل الجرائم التى ارتكبها مبارك ضد شعبه.. فيما أضاع فلسطين والسودان.. وسيرته الذاتية لا تبعث على التباهى مطلقًا.. وإنما المسألة ـ على هذا النحو ـ تشبه عملية سطو أمريكى على الأرشيف الأمنى المصري، وحرقه أو دفنه إلى الأبد.

ويبقى من المسألة بُعدها البروتوكولى.. فالكلام عن "تكريمه" من خلال "جنازة عسكرية".. يعتبر تحديًا مستفزًا للثورة المصرية.. فالرجل حتى اللحظة يظل "متهمًا" فى جرائم قتل المتظاهرين.. إذ تم استبعاده بشكل مريب من هذا الملف، وفرضت عليه حصانة مدهشة، رغم أنه هو الذى أدار عمليات قمع الثورة، بعد سقوط الشرطة تمامًا يوم 28 يناير.. ولم يبق فى مواجهة المتظاهرين إلا عمر سليمان وكبار مساعديه.

كما تظل عملية تكريمه.. فى بعدها الرمزى.. تكريمًا لمبارك ولنظامه ولجلاديه وللدولة القبيحة التى ما زالت تتحدى الثورة وتعمل على إجهاض مشروعها السياسى الذى اختاره المصريون بإرادتهم الحرة.

[email protected]

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 172 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

298,658